أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 20-11-2025 في الأقصر    البث المباشر لانطلاقة الجولة الثامنة من دوري أدنوك.. مواجهة مبكرة تجمع خورفكان وشباب الأهلي    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    اليوم.. عرض فيلم "ليس للموت وجود" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مملكة الرجال‏..‏ في غرفة المداولة‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 03 - 2010

أثار مشروع قانون تنظيم عمليات التلقيح الصناعي وأطفال الانابيب الذي قدمته النائبة ابتسام حبيب جدلا واسعا‏,‏ حيث اقترح البعض اضافة مايسمح بالتحكم في الكروموسومات الجينية لتحديد جنس المولود بالذكر والانثي‏. واعتبر المعارضون أن هذا الاقتراح سيؤدي إلي وأد للبنات ومخالفة الشريعة واقامة مملكة للرجال علي حساب النساء وإعتبرت ابتسام حبيب أن الزوجات ستلجأن لهذه الطريقة لانجاب الذكور دون الإناث ليتحول مجتمعنا إلي مجتمع ذكوري‏,‏ بينما تري د‏.‏ حمدي السيد نقيب الأطباء أن هذا الامر يمكن استخدامه فقط نجنبا للأمراض الوراثية‏.‏
ولأن هذا الأمر قد يحل كثيرا من المشاكل النفسية والاجتماعية فقد أباحت دار الافتاء ذلك‏,‏ باعتبار أن الأصل في الأشياء الإباحة ولا تحريم إلا بنص‏,‏ وأن هذا لا يتعارض مع مشيئة الله‏,‏ ولكن يجب الا يتم هذا علي نطاق واسع أو بدون ضوابط حتي لاتكون وسيلة لوأد البنات‏,‏ بل يجب اتخاذ الاحتياطات والضوابط الشرعية ووضع قواعد لضمان عدم إختلاط الأنساب وحظرها إن لزم الأمر‏.‏
وقد أباح مجمع البحوث الإسلامية تحديد نوع الجنين‏,‏ بشرط أن يكون ذلك في حالات الضرورة فقط‏,‏ وألا يكون المقصود بذلك إنجاب الذكور فقط دون الإناث‏,‏ وإنما يتم في ظروف محددة مثل وجود أمراض وراثية‏,‏ بالنسبة لتجميد البويضة‏.‏ فقد أجازها المجمع بشرط أن تكون عملية التخصيب بين زوجين‏,‏ وأن يتم التلقيح في أثناء استمرار العلاقة الزوجية ولا يحدث بعد وفاة أو طلاق‏,‏ وان تجري العملية في ظل رقابة مشددة حتي لايؤدي ذلك الي اختلاط الأنساب وأن توضع البويضة بعد تلقيحها في رحم الأم صاحبة البويضة وليست غيرها‏.‏
وتأتي أهمية مشروع القانون لأن العقم يصيب من‏10%‏ الي‏20%‏ من الأزواج وترجع اسبابه الي عوامل ذكورية بنسبة‏40%‏ وأنثوية بنسبة‏40%‏ أيضا‏,‏ وقد أسهم التقدم العلمي في علاج هذه المشكلة بكثير من الطرق‏,‏ ومع تزايد اهتمام المؤسسات الدينية والاجتماعية والاخلاقية بوضع الضوابط لهذه الطرق حتي يكون نتاجها طفلا شرعيا‏,‏ وحتي لاتتم عمليات أطفال الأنابيب بطرق غير مشروعة أو من خلال مراكز غير متخصصة ليس لديها تصريح بذلك‏,‏ كان لابد من اصدار قانون ينظم هذه العمليات‏.‏
مشكلات دينية وأخلاقية
النائبة ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان عللت اسباب تقدمها باقتراح مشروع القانون وقالت‏:‏ بعد أن توصل العلماء الي أساليب فنية طبية تساعد الفرد علي ممارسة حقه في الإنجاب اذا كان يعاني من العقم‏,‏ أو غيره من الحالات الصحية التي تحول دون أن يتمكن من الإنجاب بالطرق الطبيعية‏,‏ فظهرت فكرة التليقيح الصناعي التي حققت كثيرا من الفوائد في تحقيق حلم الأبوة أو الأمومة‏,‏ إلا أنها لم تستطيع التغلب علي كافة أنواعه‏,‏ ومؤخرا كشفت التجارب العلمية عن وسيلة التلقيح أو الإخصاب الخارجي للتغلب علي بعض المشكلات عند بعض الزوجات‏,‏ وقد تتم هذه الطريقة بين الزوجين او عن طريق تدخل الغير كأم بديلة تستأجر رحمها‏.‏
طفل شرعي
وهو اول اقتراح لإصدار قانون يتعلق بتنظيم عمليات التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب‏,‏ ويهدف لبيان مدي شرعية هذه العمليات والشروط الواجب توافرها بها حتي يكون الطفل الناتج عن هذه العمليات ابنا شرعيا‏,‏ فلا يجوز اللجوء لهذه العمليات إلا إذا توافرت عدة شروط وهي أن يثبت بناء علي تقرير طبي صادر من ثلاثة أطباء متخصصين في أمراض النساء واطفال الأنابيب بأن الزوجة لايمكنها الحمل الا بهذه الطريقة‏,‏ وان يحصل الطبيب علي موافقة كتابية من الزوجين بعد تبصيرهما بكافة المخاطر المحتملة للعملية ونسب نجاحها‏.‏ الي جانب حظر التعامل مع الجينات البشرية اذا كان هذا التعامل من شأنه التحكم في جنس الجنين‏,‏ سواء كان ولدا او بنتا لانه مع الوقت والزمن قد ينقلب المجتمع الي ذكوري لرغبة الكثيرين في إنجاب الذكور مما سيفتح الأبواب لكثير من الأضرار مقابل مكسب بسيط‏..‏ كما يحظر التعامل مع الجينات بهدف تغيير صفات الجنين الوراثية‏,‏ وحظر كافة أنواع اللجوء الي التلقيح الصناعي او الاخصاب الخارجي في الانابيب‏,‏ والذي يتم عن طريق الاستعانة بنطفة متبرع او بويضة إمرأة غير الزوجة‏,‏ والطفل الذي يولد خلال هذا الطريق يعتبر طفلا غير شرعي‏.‏
إيضا حظر كافة عمليات الإخصاب الخارجي في الانابيب التي تتم بين بويضة الزوجة ونطفة الزوج‏,‏ ثم يعاد فيها البويضة المخصبة منهما‏,‏ لتزرع في رحم امرأة أخري غير الزوجة الرحم المستأجر والتي تكون مهمتها الحمل نيابة عن الزوجة‏,‏ وتسليم المولود للزوجين‏,‏ وهي تجارة منتشرة في كثير من دول العالم يلجأ إليها البعض كوسيلة للتكسب في مواجهة الفقر‏,‏ وهو مانخشي منه ان يقوم بعض الازواج باجبار زوجته علي تأجير رحمها للتكسب‏,‏ وهو ما يتسبب في مشاكل عديدة‏,‏ فضلا عن أنه مع مرور الزمن قد يصبح هذا الامر نوعا من الوجاهه الاجتماعية فتقوم السيدات الثريات بتأجير أرحام الفقيرات لتريح نفسها‏.‏
من عناء الحمل او تجنبا لزيادة الوزن‏,‏ وكثير من الدول حظرت تأجير الأرحام علي رأسها فرنسا‏.‏
عقوبات صارمة
وبالنسبة للمخالفين لهذه الشروط تقول ابتسام حبيب لقد تناولت المادة السادسة العقوبات الواردة علي كل من يخالف احكام هذا القانون يعاقب بالسجن وبغرامة لاتقل عن عشرة الاف جنيه كل من يخالف حكما من احكام المواد الخمس الاولي من القانون‏.‏
يجب ان تقيد هذه العمليات المشار اليها في سجلات خاصة تثبت فيها شخصية كل من الزوجين وكافة البيانات الخاصة بهما وموافقتهما علي إجراء هذه العملية‏,‏ ومضمون التقارير الطبية التي توضح الضرورة الملجئة إليها‏,‏ علي أن يتم حفظ هذه السجلات حماية لأطرافها ولاسيما عند الخلاف حول اي شرط من شروطها ويعاقب بالحبس مدة لاتزيد علي‏6‏ أشهر‏,‏ وبغرامة لاتقل عن خمسة الاف جنيه‏,‏ ولاتزيد علي عشرة الاف أو احدي العقوبتين كل من يخالف ذلك‏.‏ وتقترح النائبة ابتسام حبيب انشاء هيئة خاصة يكون لها سلطة ومهام تنظيمية وإشرفية تختص بالإخصاب المساعد كوسيلة فاعلة وناجحة في حالات العقم‏.‏ المستعصية علي الطرق التقليدية‏,‏ تكون مهمتها تنظيم عملية الترخيص للجهات التي تقوم بهذه العمليات ومراقبة الأداء بها ومتابعة التطور في هذا المجال واجراء الأبحاث العلمية‏.‏ وبعد عرض هذا المشروع علي مجلس مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وافق علي المواد الواردة بمشروع القانون‏.‏
اتفاق الاراء
د‏.‏ حمدي السيد نقيب الأطباء يقول تم وضع هذا القانون بعد أخذ آراء مجمع البحوث الاسلامية ونقابة الأطباء والجمعية العربية لاطفال الانابيب والتي تضم‏52‏ مركزا طبيا‏,‏ تم تعديل مشروع القانون بما يتفق مع كل هذه الأراء‏,‏ حيث جاءت بعض الخلافات حول هل من حق الأنثي أو الذكر الاحتفاظ بالبويضات او الحيوانات المنوية مجمدة للاستخدام مستقبلا‏,‏ وتوصلنا الي اتفاق أنه لايتم ذلك الا في وجود زوجين علي قيد الحياة ولا يتم استخدامها لا بعد الوفاة ولا بعد الطلاق‏,‏ ولكن يمكن الاحتفاظ بها فقط لاستخدامها في حالة فشل الحمل بالتلقيح في المحاولة الأولي فيمكن اعادة المحاولة عدة مرات خاصة وان نسبة النجاح تتراوح مابين‏20‏ و‏30%‏ كما يمكن للرجل استخدامها اذا تعرض لتدخل جراحي يقضي علي خصوبته او تناول ادوية السرطان التي تقضي علي الخلايا الذكرية ويخشي عليه من العقم‏,‏ فيمكنه الاحتفاظ بها مجمدة لاستخدامها في إطار الزواج لنفسه سواء تزوج بعد ذلك او كان زوجا ولديه ابناء‏,‏ ولا تستخدم البويضات الملقحة إلا في إطار استمرار الحياة الزوجية للزوجين لانها ملك لهما فقط ولا تستخدم في حالة الزواج من اخر‏.‏ ويضيف د‏.‏ حمدي السيد قائلا بالنسبة لتحديد نوع الجنين فقد كان هناك خلاف بين الاتاحة والمنع واستقرار الرأي علي الإتاحة في حالة واحدة فقط وهي عندما يكون هناك مرض وراثي يصيب الذكر او الانثي‏(‏ مثل الهيموفيليا‏)‏ هنا من حق الاسرة ان تنتقي نوع الجنين‏,‏ و منع تأجير الارحام ووضع جميع بنود القانون بما يتناسب مع شريعتنا وقيمنا ومبادئنا‏.‏
اختيار نوع الجنين ولعل أهم النقاط التي أثارت المواطنين هي نقطة منع إمكانية تحديد نوع الجنين‏,‏ اي يمكن للزوجين اختيار نوع طفلهما القادم سواء ذكر او أنثي‏,‏ فكثيرين أنجبوا البنات ويودون إنجاب الذكور والعكس‏,‏ ومادام ان العلم توصل لحل هذه المشكلة فمن الممكن ان يكتفي الزوجان بإنجاب طفلين فقط ذكر وأنثي بدلا من أن يظلا ينجبان عددا كبيرا من البنات حتي يرزق بالذكر أو العكس‏,‏ فقد يساعد هذا الأمر في تحديد النسل من وجهة نظر الأزواج بما يحقق ايضا حياة اسرية مستقرة عائليا واقتصاديا بما ينعكس بالإيجاب علي المجتمع‏,‏ لذا كان لابد من الوقوف علي هذه النقطة واخذ رأي العلم والدين فيها‏.‏
التوازن في المجتمع
‏.‏ جيهان علام استاذ النساء والتوليد والعقم بكلية الطب جامعة عين شمس توضح ان اختيار نوع الجنين ياتي عن طريق استبعاد الكروموسوم الخاص بالانثي‏(X)‏ واخذ الكروموسوم الخاص بالذكر‏(Y)‏ وتلقيح البويضة به‏,‏ وكله بإرادة الله‏,‏ ولماكان أغلب الشرقيين يرغبون في إنجاب الذكور لذا فإن الموافقة علي هذا الامر سيخل بالتوازن الالهي بين اعداد الذكور والاناث‏,‏ وقد خلقنا الله وجعل نسب الإناث اكثر من الذكور‏,‏ ونسبة الاجهاض في الاناث اكثر من الذكور‏,‏ كما ان الرجال يصابون ببعض الأمراض ويتوفون اكثر من الاناث خاصة فيحالة الحروب‏,‏ ولذا فإن الرجال عددهم أقل‏,‏ فضلا عن أن المرأة مرفوضة في كثير من المواقع والوظائف‏,‏ فلهذا سوف ترغب الأسر في رنجاب الذكور لزيادة عدد الرجال مما قد يخل بالتوازن الذي جعله الله في مجتمعاتنا لحكمة لايعلمها الا هو‏,‏ وهذه التقنية موجودة في دول العالم الغربية لكن لا يميزون بين الإناث والذكور‏,‏ فالاثنان متساويان في كل شيء‏,‏ ولا يلجأون لهذه الطريقة لهدف بعينه وهو إنجاب الذكور‏,‏ لذا لم يختل التوازن لديهم‏.‏ ولكن يمكن فحص الكروموسومات قبل التلقيح لإكتشاف اذا ما كان هناك امراض وراثية ام لا‏,‏ او تشوهات‏,‏ وفي هذه الحالة يمكن اختيار الكروموسوم السليم بغض النظر عن النوع‏.‏
لا دليل علي التحريم
ويعلق د‏.‏ محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الاسلامية واستاذ الفقة المقارن بكلية الشريعة والقانون وعميدها السابق‏:‏ علي ان تحديد نوع الجنين قائلا‏:‏ لا أري دليلا يحرمه بل الادلة تقوم في رأيي علي جواز تحديد نوع الجنين من هذه الادلة هو أن الاصل في الاشياء النافعة الإباحة مالم يرد حظر اي أن الحكم الاصلي لكل عمل نافع هو إباحة الشرع له الا اذا رؤي في الشرع مايدل علي حرمته فيكون استثناء من الاصل‏,‏ ولا يوجد ما يدل من القران الكريم او السنة او غيرهما علي تحريم هذا العمل‏.‏ والدليل الثاني انه ثبت ان سيدنا زكريا عليه السلام دعا الله عز وجل ان يرزقه بولد كما بين ذلك القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالي ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادي ربه نداء خفيا قال ربي أني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا واني خفت الموالي من ورائي وكانت إمراتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله راضيا والقاعدة ان كل ما كان مباحا للانسان ان يفعله اذا استطاع ان يدعو ربه‏,‏ وكل ما لم يجب للانسان ان يفعله لايجوز ان يدعو الله به‏.‏ الدليل الثالث انه يجوز المباعدة بين فترات الحمل بمنع الحمل فترة مؤقتة وهو مايسمي ب العزل في عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وجدها الرسول واقرهم علي هذا الفعل ولم ينكره عليهم‏,‏ ولا يقرأ أمرا غير مشروع ومادام يجوز منع الحمل مطلقا سوءا كان ذكرا ام انثي في فترة يراد بها ان تكون راحة للمرأة فإن هذا يدل علي ان اختيار نوع الجنين لا شيء فيه وذلك لان العزل منع للذكر والانثي واختيار نوع الجنين منع لاحدهما فقط‏,‏ فيجوز منع احدهما والابقاء علي الاخر‏.‏ والذين يعترضون علي اختيار نوع الجنين يحتجون بأن نوع الجنين اختص الله عز وجل به لنفسه‏,‏ وجعل ذلك هبة منه‏,‏ والرد علي هذا كما يقول د‏.‏ رأفت عثمان‏,‏ أن اختيار نوع الجنين لا يتنافي إطلاقا علي كون الاختيار الذي تم هو هبة من الله عز وجل‏,‏ وذلك لأننا نؤمن إيمانا يقينا أن كل ما في الكون لا يحدث إلا بإرادة الله سبحانه وتعالي‏,‏ فإذا أراد الله أن تتم عملية اختيار نوع الجنين فينجح العمل الطبي‏,‏ وإذا لم يرد الله ذلك فستفشل العملية‏,‏ كما يحصل في العلاج في المرضي فقد ينجح العلاج وقد يفشل‏,‏ ولو كان ما يقوله البعض صحيحا لكان علاج العقم من المحرمات لأن الله عز وجل قال في الآية نفسها ويجعل من يشاء عقيما‏..‏ فإذا كان الحكم في اختيار نوع الجنين ممنوعا لأنه هبة من الله عز وجل‏,‏ فإنه أيضا سيكون علاج العقم ممنوعا‏,‏ ولا يقول بذلك عاقل‏.‏ ونظير هذه الآية الكريمة قول الله عز وجل قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير‏..‏ الله عز وجل هو الذي يعز ويذل‏,‏ يهب الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء‏,‏ إلا أن هذا لا يمنع أن يبحث الإنسان عن الأسباب التي تؤدي إلي تحصيل العزة ويبتعد عن الأشياء التي تؤدي إلي حصول مذلته‏.‏
أمر فطري
يبقي بعد ذلك ما يقوله البعض إن اختيار نوع الجنين يخل بالتوازن بين الذكور والإناث في المجتمعات والرد علي هذا أن التوازن بين الذكور والإناث أمر فطري‏..‏ أي أنني أري أن الغالبية من البشر من الأسر تحب أن تجمع بين البنين والبنات‏,‏ وقد تدعو الحاجة إلي اختيار نوع الجنين إذا كان الثابت وراثيا في الأسرة انتقال بعض الأمراض الوراثية في نوع معين من الذكور أو الإناث‏,‏ بل ان ذلك قد يتحول إلي أمر مدمرا للإنسان إذا كان المرض وراثيا‏,‏ ولو كان الأمر يخل بالتوازن لحدث ذلك في المجتمعات الغربية مع أن هذه التقنية موجودة لديهم ومعمول بها‏,‏ وهو ما يدل علي أن التوازن أمر فطري‏.‏
وتري د‏.‏ سعاد صالح العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر‏,‏ أنه لا مانع من هذا الأمر إلا إذا كان القصد منه هو إنجاب ذكر لحجب الميراث‏,‏ ومهما تقدم العلم فإنه لا يمكن أن يحدث أي شيء إلا بمشيئة الله عز وجل‏,‏ ومن يقول إن نتيجة عملية اختيار نوع الجنين مضمونة‏100%‏ فهو مخطئ‏,‏ وعندما يتصادم العلم مع الدين فلا يكون علما‏,‏ فلن يتحقق أي شيء إلا بمشيئة الله منه وذلك في قوله تبارك وتعالي لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم خبير‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.