ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن قرار مصر إعلان كتائب القسام, الذراع العسكري لحركة حماس, منظمة إرهابية, هو خطوة جريئة كشفت نفاق أوروبا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 فبراير أن القرار المصري جاء بعد أسابيع من القرار الأوروبي حول إزالة حماس من قائمة الجماعات الإرهابية، بحجة أن الأدلة, التي استخدمت لوضع حماس على هذه القائمة لا تخضع للمعايير الأوروبية. ووصفت الصحيفة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب "الشجاع", على خلفية وصف حماس بالإرهابية, وطالبت بتوجيه الشكر له على تلك الخطوة, مشيرة إلى أن موقف مصر كشف نفاق أوروبا. وكان القضاء الأوروبي ألغى في 17 ديسمبر من العام الماضي قرار إدراج حركة حماس على لائحة المنظمات الإرهابية, بسبب خلل إجرائي, بعد أن كان أضيفت في ديسمبر 2001 بعد الهجمات على الولاياتالمتحدة. وقضت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي-وهي ثاني أعلى محكمة في الاتحاد- في 17 ديسمبر بضرورة رفع اسم حماس من قائمة الارهاب، وقالت إن قرار إدراجها عام 2003 في القائمة استند إلى تقارير إعلامية, لا إلى تحليل مدروس. وفي 19 يناير الماضي, قرر الاتحاد الأوروبي استئناف القرار القضائي بشطب حماس من قائمة الإرهاب الأوروبية، وهو ما اعتبرته الحركة عملا "غير أخلاقي" ورحبت به إسرائيل. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن إصرار الاتحاد الأوروبي على إبقاء حماس على قائمة المنظمات الإرهابية "خطوة غير أخلاقية، وتعكس انحياز الاتحاد الأوروبي الكامل للاحتلال الإسرائيلي". وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أصدرت في 31 يناير حكما بإدراج "كتائب عز الدين القسام" منظمة إرهابية, وقالت المحكمة في حيثيات القرار :"إنه ثبت من الأوراق التي قدمها مقيم الدعوى ارتكاب كتائب القسام تفجيرات أتلفت منشآت واستهدفت رجال القوات المسلحة المصرية والشرطة". وأضافت المحكمة المصرية "ما تقوم به كتائب القسام هو أعمال إجرامية ولا مجال لاعتبارها أعمالا ذات طابع سياسي أو فلسفي أو ديني". وفي رد حماس على القرار, قال القيادي بالحركة صلاح البردويل لقناة "الجزيرة" إن القرار المصري يعتبر سابقة خطيرة وهو قرار سياسي بامتياز ولا علاقة له بالقضاء. وأضاف أن القرار صدر عن القيادة المصرية وهي في حالة من الارتباك والفوضى والانفعال بعد الهجمات التي استهدفت الجيش المصري في سيناء, وشدد على أن حماس استنكرت هذه الهجمات وأدانتها, وأكد أنه لا توجد أي علاقة لحماس ولكتائب القسام بهذه الأحداث. وبدوره، قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان ل"الجزيرة" إن حماس تأسف لهذا الحكم وتستهجنه وتعتبره حكما مسيسا, وشدد على رفض الزج بكتائب القسام في الأحداث الداخلية الجارية بمصر. وأضاف رضوان "الكتائب تاج على رأس الأمة لأن سلاحها موجه فقط نحو الاحتلال الإسرائيلي بهدف محاربة الاحتلال من أجل تحرير الأرض والمقدسات", مضيفا "من المؤسف أن يأتي هذا القرار في وقت أعلنت فيه أوروبا رفع حماس من قائمة المنظمات الإرهابية".