قال محللان سياسيان لبنانيان إن التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، بأنه أعطى الإذن لشباب إيرانيين بالقتال في العراقوسورياولبنان، ليست جديدة، مشيرين إلى أن الحرس الثوري الإيراني موجود علنًا في العراقوسوريا، بينما لا تحتاجه إيران في لبنان. واعتبر المحللان السياسيان أمين قمورية وعلي الأمين أن هذه التصريحات لم تغير قواعد الاشتباك مع الإسرائيليين وإنما هي ل"شد العصب" الداخلي للحرس الثوري الإيراني ل "تغطية" استمرار المفاوضات النووية مع الولاياتالمتحدة، كما أنها لن تؤثر على الحوار الداخلي بين "حزب الله" الشيعي البارز، و"المستقبل" التيار الأبرز لسنة لبنان. ونقلت "إرنا" أمس عن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، عن خامنئي قوله، أنه "أعطى الإذن إلى مجموعات من الشباب الإيراني للقتال إلى جانب إخوتهم العراقيين والسوريين واللبنانيين". وفي تصريحات للأناضول، قال المحلل السياسي أمين قمورية إن "الأمر ليس جديدًا، الحرس الثوري الإيراني يتواجد أساسا في سوريا، وقُتل هناك أكثر من جنرال من جنرالاته، أما في لبنان فدور الحرس استشاري وأساسي"، واعتبر أنه "من الناحية السياسية هذا التصريح ليس جديدًا وهو تأكيد للمؤكد". ورأى أن هذا الخطاب كما سبقه من خطابات أخيرة لأمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله، "يصب في إطار سعي الحزب وإيران لتوحيد الجبهتين السورية واللبنانية في مواجهة إسرائيل". وعلّق على خطابات نصرالله الأخيرة في هذا الإطار وتحدث فيها عن "تغيير قواعد الاشتباك" مع الإسرائيليين، في إشارة إلى العملية التي نفذها الحزب ضد موكب عسكري إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلةجنوب البلاد الأسبوع الماضي، والتي أتت ردًا على غارة إسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية الحدودية استهدفت قيادات وكوادر لحزب الله وعميد إيراني في الحرس الثوري. وأضاف: "بالنسبة لي فإن رد حزب الله في مزارع شبعا هو التزام بقواعد الاشتباك وليس تغييرًا لها كما أعلن نصرالله، إسرائيل ضربت الحزب في القنيطرة لتقول إنه ممنوع تغيير قواعد الاشتباك وهم التزموا"، وأردف "الرد بالجولان كان سيكون تغييرًا لقواعد الاشتباك، أما في مزارع شبعا فهو ضمن قواعد اللعبة". من ناحيته، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، على الأمين، إن "الحرس الثوري الإيراني موجود أساسا في العراقوسوريا ووجوده ليس سرًا، لكن السؤال هل يتم إرسال الحرس الثوري لتحرير فلسطين أم لإثارة الفتن الداخلية في هذه الدول؟" وتساءل أنه "إذا كانت إسرائيل ضعيفة وأوهن من بيت العنكبوت كما يقول نصرالله، فلتعلن إيران بدء المعركة الحاسمة ضد إسرائيل"، وانتقد أن يكون عمل الحرس الثوري الإيراني هو "إنهاء الثورة السورية أو داعش". وأضاف: "ليذهب إلى رأس الأفعى (إسرائيل) وعندها سنكون وراءه لكن لا نريد أن نكون أدوات في القتال الداخلي"، مؤكدًا أن "إيران ليست بحاجة لحرس ثوري في لبنان". ووصف هذه التصريحات بأنها "من باب التهويل وتأتي في إطار استعراض القوة من جانب إيران"، ورأى أنها "تحمل أهدافا داخلية لشد عصب الحرس الثوري الإيراني بهدف التبرير والتغطية على الحوار الأمريكي الإيراني خصوصا أن بعض الإيرانيين لا يفهمونه بسبب تربيتهم على أن أمريكا هي العدو، ويسألون: كيف نتحاور مع العدو إذن؟" وأشار الأمين إلى أن "التطورات الأخيرة على الحدود كما هذه التصريحات لن تؤثر على الحوار بين المستقبل (التيار الأبرز لسنة لبنان) وحزب الله (الشيعي البارز) والذي انطلق في ديسمبر 2014. وأوضح أن هذا الحوار "لن يتأثر لأنه أساسا غير جدي ولن يؤدي إلى نتيجة وهو يبحث تفاصيل ويغرق بها، وهو حوار فاشل".