من المتوقع أن تشهد السياسة الخارجية اليونانية عددا من التغيرات، مع فوز حزب "سيريزا" اليساري في الانتخابات النيابية المبكرة، التي أجريت في الخامس والعشرين من يناير الجاري، وتولي رئيس الحزب "ألكسيس تشيبراس"، رئاسة الحكومة. فبالإضافة للتغييرات الراديكالية التي وعد تشيبراس بإجرائها خاصة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية، توجد عدة إشارات تجعل من المتوقع حدوث تغيرات في السياسة الخارجية اليونانية. إحدى هذه الإشارات كون وزير الخارجية في الحكومة الجديدة "نيكوس كوتزياس"، صاحب علاقات مع المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يجعل من المتوقع أن تتجه الحكومة الجديدة للعمل بالتنسيق مع السياسات الروسية في بعض المسائل. ومن اللافت للنظر كذلك العلاقات الوثيقة بين عدد من مكونات سيريزا وحركة حماس، وهو ما يجعل اعتراف اليونان بالدولة الفلسطينية ممكنا. وفي حال اتخاذ خطوة كتلك من المتوقع أن تتأثر علاقات اليونان ببعض دول شرق المتوسط خاصة إسرائيل، بشكل سلبي. ويطالب تشيبراس برفع الحصار عن غزة وبالاعتراف بدولة فلسطين، وكانت حركة حماس من أوائل مهنئي تشيبراس بفوزه في الانتخابات. وشارك تشيبراس في مظاهرة ضمت الآلاف في أثينا الصيف الماضي، بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وألقى كلمة طالب فيها بإيقاف الظلم في الأراضي الفلسطينية، وبعدم التزام الصمت تجاه مقتل الأطفال. كما ظهر تشيبراس وأعضاء في سيريزا بينهم نواب في البرلمان، في الصفوف الأولى للمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي نظمت في أثينا قبل الانتخابات. ويوجه عدد من القيادين في سيريزا انتقاداتهم للسياسات الإسرائيلية، ويعلنون وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني. وشكل أعضاء سيريزا المجموعة الأكبر بين عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا أمام السفارة الإسرائيلية في أثينا، بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، ويشارك أعضاء سيريزا في الفعاليات والاحتفالات التي تنظم لصالح سكان قطاع غزة. وقبل فترة قصيرة قدم "ثودوريس دريتساس"، رئيس الكتلة البرلمانية لسيريزا في ذلك الحين، ووكيل وزير البحرية الحالي، اقتراحا إلى البرلمان اليوناني، يدعو إلى اعتراف اليونان بدولة فلسطين، وإلى تقديم الاتحاد الأوروبي دعمه لفلسطين بهذا الخصوص.