هزيمة حزب "حليف السيسي" في الانتخابات النيابية باليونان

بعد قمة جمعتهم في نوفمبر 2014 بين قائد الانقلاب المشير السيسي ورئيس وزراء اليونان أثارت سخرية الكتاب والنشطاء تلقي الحزب الحليف للسيسي والذي يتزعمه رئيس وزراء اليونان هزيمة ساحقة بالانتخابات اليونانية اليوم.
الأمر له توابع خطيرة خاصة أن فوز حزب اليسار الذي يعارض خطة التقشف باليونان من المتوقع أن يقوم بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع منطقة اليورو أو حتى قد يصل الأمر لانفصال اليونان عنها ويعرض أوروبا والعالم لأزمة اقتصادية جديدة.
فقد قال ألكسيس تشيبراس، زعيم تحالف اليسار الراديكالي "سيريزا"، حزب المعارضة الرئيسية اليوناني، اليوم إن البلاد بدأت صفحة جديدة اليوم، وذلك عقب ظهور نتائج أولية غير رسمية بفوز حزبه بالانتخابات النيابية المبكرة التي أجريت الأحد.
وأضاف تشيبراس في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من مناصريه مقابل جامعة أثينا، بالعاصمة، أن الشعب سطر تاريخا اليوم، وأعطى تعليمات قوية لا نقاش فيها، ورفض التدابير التي اتخذتها الحكومة السابقة وسياسات شد الحزام.
وأشار زعيم سيريزا، أنه سيبدأ عمله على الفور غدا، وسيلغي الاتفاقيات التي أضرت بالبلاد ماليا، قائلا: "سنشكل حكومة تمثل الشعب اليوناني، سننشئ بلدنا من جديد، الحكومة الجديدة ستتباحث وتتفاوض من أجل حل شامل ومرض ٍ وعادل آخذين في الاعتبار المصالح المشتركة للشعب اليوناني وكافة شعوب دول الاتحاد الأوروبي".
أما رئيس الوزراء اليوناني، وزعيم الحزب الديمقراطي الجديد، أنتونيس ساماراس، فقال إنه يحترم خيار الشعب، في الانتخابات النيابية المبكرة التي أجريت الأحد، وأظهرت نتائجها الأولية غير الرسمية، فوز تحالف اليسار الراديكالي "سيريزا"، حزب المعارضة الرئيسية.
وأضاف ساماراس في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي أجراه أمام قصر زابيون بالعاصمة أثينا، أن حزبه استلم البلاد وهي على حافة الهاوية، ولكن الحكومة تحملت الأعباء خلال الفترة الماضية، ووضعت حجر الأساس للنهضة في البلاد.
وأشار ساماراس أن حكومته أجبرت على اتخاذ تدابير مؤلمة من أجل تسيير أحوال البلاد خلال فترة تقلد حزبه الحكم، قائلا: "نسلم للحزب الفائز دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، أتمنى أن تواصل الحكومة الجديدة النجاحات التي قدمناها خلال فترة حكمنا".
فوز اليسار اليوناني يضع حكومة الانقلاب وقائدة المشير السيسي بموقف حرج خاصة بعد القمة الثلاثية التي عقدها مع الحزب اليوناني الخاسر في نوفمبر الماضي والتي أثارت سخرية النشطاء والكتاب من لجوء مصر لبلد مفلس لعقد اتفاقيات اقتصادية معه.
ورغم الاهتمام الإعلامي الكبير من جانب الإعلام المصري، والذى اعتبر اللقاء خطوة للقضاء على تركيا ونفوذها في المنطقة، متجاهلين الأزمات الاقتصادية التي تعانيها تلك الدول، وضعفها أمام دولة مثل تركيا.
الكاتب الصحفي محمد القدوسي سخر من توجه السيسى نحو قبرص واليونان رغم مشاكلهما الاقتصادية قائلا: "بالمنطق والعقل أننا لو افترضنا أن السيسي يريد أن تنهض مصر، فهذا يعني أنه يذهب إلي أفقر دول الاتحاد الأوربي، والتي تسببت في أزمة كبري لدول أوروبا بسبب ديونها، كما تذهب إلى قبرص التي تسرق منك الغاز المصري من مياهك الإقليمية؟".
وأضاف القدوسي خلال لقاء له علي قناة "رابعة" أن السيسي يكره كل ما هو إسلامي ومستعد للتحالف مع الشيطان من أجل محاربة المشروع الإسلامي.
ومن جانبه قال الدكتور ياسر الزعاترة -الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني: إن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، يناكف تركيا من خلال اتفاق التعاون الذي وقعه أمس السبت مع كل من قبرص واليونان.
وأضاف الزعاترة خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع "فيس بوك": "السيسي يناكف تركيا عبر قبرص واليونان، ويتحدث عن تحالف ضد داعمي الإرهاب، وإيران ستدعم هذا التحالف، باعتبار أنها تعمل أيضا ضد الإرهاب!".
وعلقت الصحف الأجنبية علي الانتخابات بقولها إن فوز اليسار يهدد اليونان وأوروبا اقتصاديا فبحسب "الألمانية"، فإن هناك مؤشرات على تزايد احتمالات خروج اليونان من منطقة اليورو والعودة إلى العملة القديمة "الدراخمة".
فيما اعتبرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليسارية ذات التوجه الليبرالي أنه في حال عادت اليونان إلى عملتها القديمة إذا فاز ائتلاف اليسار سيريزا فإنه لن يسقط أحد من فوق كرسيه في أوروبا، غير أن الصحيفة لفتت إلى أن مثل هذا الإجراء لن يحل مشكلات اليونان، مشيرة إلى أن الديون السيادية التي تتحملها اليونان سيتم دفعها في هذه الحالة بعملة ضعيفة وأقل قيمة، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى إعلان إفلاس اليونان.
وحذر فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني مرارا من أنه يتعين على اليونان احترام تعهداتها، وأكد الكسندر ستاب رئيس الوزراء الفنلندي أنه سيقاوم بشكل حازم أي محاولة لشطب قسم من الديون اليونانية.
وكان الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام قال في حديث سابق ل"رصد" أن فوز الحزب المعارض باليونان غير أنه يضع حكومة الانقلاب بموقف محرج إلا أن توابعه الاقتصادية ليست علي منطقة اليورو فقط بل مصر أيضا لأن نسبة كبيرة من الصادرات المصرية تتجه لأوروبا وأي أزمة تلحق بها ستؤثر علي اقتصادات مصر لها وبالتالي يفاقم الوضع الاقتصادي السيئ بمصر.