على الرغم من الترحيب الإسرائيلى الرسمى بنتائج الانتخابات العامة فى اليونان، التى فاز بها حزب سيريزا اليسارى الراديكالى، إلا أن تل أبيب، من وراء الكواليس، تخشى انتهاء شهر العسل مع أثينا، خاصة فى مجال التعاون الأمنى، لاسيما فى حالة تعيين وزير للدفاع شارك فى أسطول الحرية، لفك الحصار عن غزة 2010. فبحسب المحلل الإسرائيلى، إيتامار آيخمان، صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن إسرائيل لديها أسباب وجيهة للقلق، فخلال العدوان الأخير على غزة نظم حزب سيريزا العديد من المظاهرات ضد إسرائيل، كما أن رئيس الحزب أليكسيس تسيبراس صرح بأن إسرائيل تقتل أطفالا فى فلسطين، وهذا أمر غير مقبول ويجب على العالم أن يتحد ويعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطينى. المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحاشون حاول تبديد المخاوف وقال أول من أمس إن إسرائيل تتوقع استمرار التعاون المثمر مع الحكومة الجديدة، لكن هذا التصريح لا يعكس كما يقول آيخمان بالضرورة ما تشعر به تل أبيب، فهناك مخاوف من احتمال أن تصل العلاقة الخاصة بين إسرائيل واليونان إلى نهايتها. ويقول «مايكل» أحد الباحثين الكبار فى مركز بيجين سادات للدراسات الإستراتيجية فى جامعة بر إيلان إن السنوات الأربع الماضية شهدت ازدهارا لم يسبق له مثيل فى العلاقات الإسرائيلية اليونانية. لكن هناك مخاوف الآن من برود العلاقات على المدى البعيد وخاصة فى المجال الأمنى والتعاون فى مكافحة الإرهاب. وبحسب المحلل الإسرائيلى، فإن إسرائيل تستخدم المجال الجوى اليونانى فى تدريبات سلاح الجو الإسرائيلى الأمر الذى سيصبح موضع شك فى حالة برودة العلاقات. وذلك فى ظل احتمالات تعيين الحزب الحاكم الجديد، تيودروس دريتسيس أحد المشاركين فى أسطول الحرية فى منصب وزير الدفاع، ومن ثم فمن المستبعد أن يستمر فى عرقلة أساطيل الحرية إلى غزة.