30 يوليو 2025.. البورصة تهبط دون مستوى 34 الف نقطة    رئيس الوزراء: استراتيجية وطنية لإحياء الحرف اليدوية وتعميق التصنيع المحلي    السلطات الروسية تلغي التحذير من خطر حدوث تسونامي في شبه جزيرة كامتشاتكا    مصنعو الشوكولاتة الأمريكيون في "ورطة" بسبب رسوم ترامب الجمركية    روسيا: الحوار بين إيران والصين وروسيا يظهر إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني    إعلام لبناني: الجيش الإسرائيلي يستهدف بالمدفعية أطراف بلدة "عيترون" جنوبي لبنان    كيسيه يضغط للرحيل عن الأهلي السعودي    الممنتخب المصري للمصارعة يحصد 6 ميداليات في دورة الألعاب المدرسية بالجزائر    وادى دجلة يضم الحارس حسن الحطاب قادما من بلدية المحلة    2 نوفمبر.. النقض تحدد جلسة نظر طعن شريكة سفاح التجمع    35 ألف طالب تقدموا بتظلمات على نتيجة الثانوية العامة حتى الآن    إصابة شخصين إثر انقلاب موتوسيكل فى المعادى    غدًا جنازة لطفي لبيب من كنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة    أحمد زايد: الفوز بجائزة النيل في فرع العلوم الاجتماعية ليست نهاية المطاف بل البداية    روسيا تلغى تحذير تسونامى فى كامتشاتكا بعد الزلزال العنيف    ثواني بين يدي فيروز    تكنولوجيا المعلومات ينظم معسكرا صيفيا لتزويد الطلاب بمهارات سوق العمل    اعتذارات بالجملة في قطاع الناشئين بالزمالك    بعد عامين.. عودة ترافورد إلى مانشستر سيتي مجددا    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    مي طاهر تتحدى الإعاقة واليُتم وتتفوق في الثانوية العامة.. ومحافظ الفيوم يكرمها    رئيس جامعة بنها يترأس اجتماع لجنة المنشآت    73 ألف ترخيص لمزاولة المهن الطبية خلال السبعة أشهر الأولى من 2025    رئيس النيابة الإدارية يلتقي رئيس قضايا الدولة لتهنئته بالمنصب    ضبط عاطل و بحوزته 1000 طلقة نارية داخل قطار بمحطة قنا    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل ب 300 دينارًا بالأردن    رئيس جامعة القاهرة يفتتح فعاليات المنتدى الثاني للابتكار الأكاديمي وتحديات سوق العمل    جامعة سوهاج تعلن النتيجة النهائية لكلية الطب للفرقه الاولي    7 مؤتمرات انتخابية حاشدة لدعم مرشحي مستقبل وطن بالشرقية    "التضامن" تستجيب لاستغاثات إنسانية وتؤمّن الرعاية لعدد من السيدات والأطفال بلا مأوى    مشروع رعاية صحية ذكية في الإسكندرية بمشاركة الغرف التجارية وتحالف استثماري    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    215 مدرسة بالفيوم تستعد لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ 2025    خسارة شباب الطائرة أمام بورتريكو في تحديد مراكز بطولة العالم    معلومات الوزراء: مصر في المركز 44 عالميًا والثالث عربيا بمؤشر حقوق الطفل    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    مصير رمضان صبحى بقضية التحريض على انتحال الصفة والتزوير بعد تسديد الكفالة    الهلال الأحمر المصري يرسل قوافل "زاد العزة" محمّلة بالخبز الطازج إلى غزة    السفير الأمريكي بإسرائيل: لا خلاف بين ترامب ونتنياهو.. والوضع في غزة ليس بالسوء الذي يصوره الإعلام    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    حميد أحداد ينتقل إلى الدوري الهندي    لم نؤلف اللائحة.. ثروت سويلم يرد على انتقاد عضو الزمالك    انخفاض أرباح مرسيدس-بنز لأكثر من النصف في النصف الأول من 2025    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر النص الكامل لحوار «البرادعي» في الذكرى الرابعة للثورة
نشر في المصريون يوم 30 - 01 - 2015

أعاد الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، نشر نصر حواره مع صحيفة "دى برسيه" النمساوية، في الذكرى الرابعة للثورة المصرية، مترجمًا باللغة العربية بعد أن نشرت بعض المواقع المصرية والعربية، مقتطفات مبتسرة ومقتطعة من سياقها في أحيان كثيرة.
وإلى نص الحوار:
البرادعي: كثير من المسلمون يشعرون أن الغرب يعاملهم كالقاذورات
يكسر محمد البرادعى صمته في الذكرى الرابعة لثورة يناير، موضحا الأسباب التي دفعته ليصبح واجهة الحكومة الانتقالية في الفترة التي اعقبت سقوط الرئيس الإسلامي محمد مرسي ولماذا تقدم باستقالته بعد ذلك.

- المحرر: لقد سافرت قبل ما يقرب من أربعة سنوات من فيينا إلى القاهرة لتكون منخرطا في الربيع العربي من أجل بلدك. ومنذ أغسطس 2013 عدت مرة أخرى إلى النمسا.. ما الخطأ فيما حدث في مصر ؟
- محمد البرادعي: لقد كان العالم العربي ولا يزال يبحث عن الكرامة الانسانية، ولم يعد بالإمكان السماح بوجود أنظمة قمعية في القرن الواحد والعشرين. العالم قد تغير وجيل الشباب يريد الحرية. لقد كانت مسألة وقت حتى تنهار الأنظمة القمعية في تونس ومصر واليمن.


- المحرر: يتوق الكثيرون اليوم للعودة إلى الأنظمة القديمة في ظل الفوضى المنتشرة في الشرق الأوسط. ما تعقيبك ؟
- محمد البرادعي: ربما كنا متفائلون بشدة. فالمشكلة التي تواجه أي ثورة هي كيفية الاتفاق على ما سيحدث في اليوم التالي لإزاحة النظام، ولا يمكن أبدا أن نبدأ في فراغ. ولم يكن هناك تنظيمات سياسية إلا جماعة الإخوان المسلمين لأنها ظلت تعمل لمدة 80 عاما تحت الحظر وهو ما جعلها تنظيم يتمتع بالانضباط، وكان هناك أيضا الجيش الذي سيطر على السلطة لمدة 60 عاما، وكان له امتيازات لا يريد أن يتخلى عنها.

- المحرر: والآن عادت الأمور في مصر إلى ما كانت عليه قبل الربيع العربي.. الإخوان المسلمون عادوا للعمل المحظور قانونا والجيش عاد مرة أخرى للسلطة ؟
- محمد البرادعي: هذه بالطبع ليست نهاية التاريخ ! لقد مرت أوروبا بثلاثة قرون وحروب دموية، حتى تتمكن من تسوية النزاعات الدينية والعرقية والقومية، وكذلك لتتمكن من الوصول للديمقراطية. فالتغيير الاجتماعي لا يسير في خط مستقيم ولكنه يتحرك في دوائر، والثورة يعقبها دائما ثورة مضادة. وهذا ما يحدث حاليا، فجيل الشباب الذي بدأ الانتفاضة في ميدان التحرير يمر بخيبة أمل كبيرة، لأنهم طالبوا بالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وإنهاء الفساد، وبدلا عن ذلك وجدوا قوانين قمعية وحظر للتظاهر وعقوبات شتى بالسجن لأسباب واهية.

- المحرر: هل نشهد إذا عودة النظام القديم في مصر ؟
- محمد البرادعي: لقد عادت كثير من الشخصيات والأفكار القديمة ولكن من المستحيل عودة النظام القديم بشكل تام، لأن ثقافة الخوف قد ولت بلا رجعة. وستدفع النخب الحالية خلال عشرين عاما بعيدا عن السلطة التي سيصل إليها الشباب. ولكن السؤال الرئيسي هنا هل سيكون الشباب على استعداد لتولي السلطة هذه المرة. فقد افتقر الشباب في عام 2011 إلى الخبرة الكافية لإدارة المؤسسات الديمقراطية والرغبة في التعاون، وبالطبع يرجع ذلك إلى طبيعة المناخ الشمولي الذي لا يمكن من القيام بذلك. ففي الأنظمة القمعية التي يتحكم بها أمن الدولة يجب أن يطعن الفرد جيرانه في الظهر ليستطيع المضي قدما بدلا من أن يتعاون معهم.

- المحرر: كان لديك دائما تطلع إلى وجود طبقة وسطى ليبرالية، ولكن ماذا عن الانقسام الذي تعاني منه مصر بشدة ؟
- محمد البرادعي: المجتمع في مصر منقسم وغاضب للغاية ولا يمكن أن يتصور أحدهم أن الاسلاميين سيتلاشون في الهواء ! لقد كان من الخطأ دفع الإخوان المسلمين للعمل خارج نطاق القانون مرة أخرى. ولكي يفهم المرء عواقب ذلك لا يحتاج أن يكون اينشتاين، فمن يبحث عن الاعتدال عليه أن يسعى لدمج الاسلاميين في العملية السياسية، ومن يدفعهم للعمل المحظور، سوف يحصد العنف والتطرف، وأحد الدروس المستفادة من الربيع العربي هو أننا بحاجة للوحدة الوطنية والإدماج، ويمكننا تحمل ترف المنافسة السياسية لاحقا، تماما كما يحدث في تونس.. هناك الاسلاميون مشاركين في البرلمان، وهذا هو الطريق الوحيد الممكن، ومن المستحيل الاستمرار في شيطنة الاسلاميين إلى الأبد، مثلما هو الحال في مصر الآن.

- المحرر: ولكنك على الرغم من ذلك دعمت الانقلاب على الرئيس الاسلامي المنتخب محمد مرسي في يوليو 2013 ؟
- محمد البرادعي: لقد دعمت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما كان مطروحا في خارطة الطريق التي تبناها الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة والإمارات وقطر. كان ذلك كل ما في الأمر. والرئيس مرسي لم يكن يحافظ على تماسك البلاد.

- المحرر: وفقا لهذا التصور.. هل كان يحق لمرسي الترشح مرة أخرى؟
- محمد البرادعي: كان مسموح له بالترشح وفق التصور. ومرسي اخطأ عندما رفض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. فالفكرة آنذاك كانت رحيل مرسي مع استمرار مشاركة الإخوان المسلمين في العملية السياسية. فقد كانت هناك دعوة للإخوان المسلمين لحضور لقاء للإتفاق على المصالحة، بعد أسبوع من خلع مرسي في 3 يوليو 2013، ولكنهم لم يلبوا الدعوة لأن مرسي كان قد تم القبض عليه بالفعل.

- المحرر: لماذا قبلت أن تكون نائبا للرئيس في الحكومة الانتقالية بعد الانقلاب على مرسي ؟
- محمد البرادعي: كنت أريد تجنب وقوع حرب أهلية. لقد كانت البلاد منقسمة للغاية آنذاك، وملايين المواطنين يتظاهرون في الشوارع. وكان ينبغي تخفيف هذا الاحتقان سياسيا من خلال إجراء انتخابات جديدة، ولكن من الواضح أن الجيش لم يكن يسعى للقيام بذلك، وسمح بفض اعتصامات الإخوان المسلمين بالقوة، رغم وجود نوايا جيدة لحل الصراع سلميا. ولكن عندما تم استخدام العنف، لم يصبح بوسعي تقديم المزيد، وقدمت استقالتي (في 14 أغسطس 2013 بعد شهر واحد فقط من توليه المنصب).

- المحرر: هل كنت واجهة (ورقة التوت للنظام) ؟
- محمد البرادعي: نعم كنت واجهة، ولكن يجب فهم ذلك بشكل أفضل، لقد كنت نائبا للرئيس فقط، لكي أمنع حدوث مواجهات دامية في 3 يوليو، وأعلنت بوضوح منذ اليوم الأول أننى ضد كل أشكال العنف.

- المحرر: مع من كنت تتحدث ؟ مع قائد الجيش والرئيس الحالي السيسي ؟
- محمد البرادعي: كنت على اتصال دائم مع السيسي، وكذلك مع وزير الخارجية الامريكي كيري ومع ممثلة الشئون الخارجية للاتحاد الاوروبى آشتون. والسيسي كان يقول في البداية أنه يريد التوصل لحل سياسي، ولكن ماذا حدث بعد ذلك. أنا لا أعلم شيئا !

- المحرر: تم اعتبارك خائن بعد استقالتك.. هل تعرضت لتهديدات ؟
- محمد البرادعي: لقد تلقيت الكثير من التهديدات، وفي ظل مناخ العنف لا يوجد أي دور لشخص مثلي، وقررت بنفسي حينئذ أنه من الأفضل مغادرة مصر. ولذلك عدت إلى فيينا مرة أخرى.

- المحرر: ما مدى خطورة الاسلاميين على مصر آنذاك؟
- محمد البرادعي: خطورة ؟ لديهم نظرتهم الخاصة للعالم، وبشكل أساسي الأمر يدور حول سؤال إلى مدى ينبغي أن يؤثر الدين ورجال الدين على حكم البلاد ؟ ففي عام 2012 كان هناك دستور بصبغة دينية، يمنح رجال الدين الحق في تقرير إذا ما كانت القوانين تتناسب مع الدين أم لا. وكانت هناك نسبة من 50 % إلى 60 % من المصريين ترفض وجود نظام تكون اليد العليا فيه لرجال الدين. لقد فشل مرسي لأنه كرس الاستقطاب.

- المحرر: لقد طالبت بعد ثورة 25 يناير بالتوصل إلى تسوية دستورية قبل إجراء الانتخابات ؟
- محمد البرادعي: العملية تمت بشكل خاطىء، فطالما أنه لا يوجد اتفاق على القيم الأساسية، لن يكون هناك استقرار اجتماعي. والانتخابات بدون دستور وبدون توافق على القيم الأساسية تقود إلى الكارثة. كان يجب أن نتفق قبل الانتخابات أي دور للدين ينبغي أن يصاحب العملية السياسية ؟ وبالمناسبة هذه هي القضية التي لم يستطع الإسلام حلها خلال ال 14 قرن الماضية.

- المحرر: هل اضاعت مصر الفرصة ؟
- محمد البرادعي: في الوقت الراهن، بكل تأكيد. في بلد لا تملك تقاليد ديمقراطية يجب على الجميع العمل معا لبناء المؤسسات. لقد ادركت تونس ذلك، ونحن مدينون بالفضل في ذلك أيضا لحركة النهضة الاسلامية. فالاستقطاب قادر على تدمير المجتمع. وكلي أمل أن تصبح تونس نموذجا للدول الأخرى.

- المحرر: المنطقة كلها في حالة من الفوضى ؟
- محمد البرادعي: الشرق الأوسط يعيش حالة من الانهيار وهناك فوضى تامة في كل مكان. والمنطقة تشهد انهيار دول مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق. وكل دولة لا تثق في الدول الأخرى، وخاصة الشكوك التي لدى كثير من الدول العربية تجاه إيران. والقضية الفلسطينية تعقدت بشكل كبير بسبب الحكومة الاسرائيلية الحالية. وتركيا ليست لديها علاقات جيدة على أي حال.. والناس يدفعون ثمن كل ذلك.

- المحرر: في الغرب، الكثير من الدبلوماسيون الكبار يتمنون العودة إلى الاستبداد الشرقي الذي يمكن التنبؤ بتوجهاته، فالاستقرار الآن يسبق الحرية. ما رأيك في ذلك ؟
- محمد البرادعي: هتلر وموسوليني والاتحاد السوفيتي كان لديهم الاستقرار. ولكن ماذا يعني ذلك ؟ الاستقرار الذي لا يقوم على الحرية والكرامة والديمقراطية هو استقرار زائف، يمكن أن ينفجر فى أي وقت. الاستقرار لا يصنع من يقتل ويسحق شعبه، والناس لا يشعرون بالانتماء للدولة التي تعاملهم مثل القاذورات، ويمكنك ملاحظة أن المواطنين في الدول العربية أو أفريقيا يرتبطون أكثر بالدين والروابط العرقية.

- المحرر: من ناحية أخرى ألن تؤد التدخلات الخارجية إلى الإسراع في انهيار الدول ؟
- محمد البرادعي: المجتمع الدولي تدخل في ليبيا ووفقا لقرار مجلس الأمن حدث ذلك لحماية السكان المدنيين وليس لإسقاط القذافي، ولكن المشكلة الرئيسية في ليبيا ودول أخرى أنه لم يهتم أحد بالتفكير في اليوم التالي لسقوط النظام.

- المحرر: الأمر مثير للدهشة ألم ينتبه المجتمع الدولي لتجربة العراق ؟
- محمد البرادعي: هناك سوء إدارة للمجتمع الدولي. انظر مثلا إلى داعش، يوفر المنتسبين السنة إلى جيش صدام حسين السابق الجزء الأكبر من مقاتلي داعش. لقد كان غباء لا يمكن تصديقه أن يتم حل الجيش العراقي بعد سقوط صدام حسين. وبالمثل في ليبيا، الجميع كانوا سعداء بسقوط القذافي، ولكن القذافي على كل وسائله القاسية كان قادرا على الاحتفاظ بوحدة البلاد. والآن لدينا في ليبيا 160 مجموعة مسلحة وأي تدخل عنيف من الخارج سيزيد الأمور تعقيدا. - المحرر: ولكن في سوريا لم يكن هناك تدخل دولي حاسم ورغم ذلك بلغ عدد القتلى في الحرب الأهلية 200 ألف قتيل.. فأيا كان ما يفعله الغرب سواء بالتدخل أو عدم التدخل يمكن اعتبار أنه خطأ في كلتا الحالتين ؟

- محمد البرادعي: الغرب لا يهتم بالتدخل إلا في البلدان التي تتمتع بأهمية جيوسياسية كبيرة مثل افغانستان وليبيا ولكن ليس لديه اهتمام بدارفور أو روندا ! والتعاطف لا يستند على التضامن الانسانى ولكنها فقط المصالح الجيوسياسية. فلا أحد يهتم بالبشر.

- المحرر: ولكن سوريا أيضا مهمة على المستوى الجيوسياسي ولكن رغم ذلك لم يحدث تدخل دولي ؟
- محمد البرادعي: سوريا مهمة من الناحية الجيوسياسية ولذلك هناك الكثير من التدخلات، الروس مهتمون وكذلك الايرانيون والامريكان ودول الخليج. الجميع في سوريا والجميع يريدون تحقيق انتصار. ولكن هل هناك اهتمام بملايين اللاجئين السوريين ؟ نحن لا نعطي هؤلاء ما يكفي حتى لتناول الطعام. لقد تركناهم ينهاروا تماما. المجتمع الدولي لم يعد مجديا. الآن يقول الجميع "يا إلهي اصبح لدينا داعش"، ولكن من صنع داعش ؟ من الذي فتح الباب للدين ليدخل إلى عالم السياسة ؟ وانظروا إلى افغانستان من الذي دعم المجاهدين ضد الروس هناك ؟

- المحرر: هل تقصد الامريكان ؟
- محمد البرادعي: بالضبط. الكثير مما نواجهه اليوم نتاج للسياسات السيئة ومحدودة النظر. ما حدث في باريس كان مفزعا. ولكن في نفس الوقت قتلت بوكو حرام ألفي شخص في نيجيريا، ولكن ألى أي مدى حظي ذلك بالتغطية ؟ فالعالم كله انتفض للوقوف تضامنا مع باريس، ولكن لم يتذكر أحد ألفي ضحية. هذا يحدث دائما.

- المحرر: وما سبب ذلك ؟
- محمد البرادعي: من ناحية نحن أصبحنا أقرب إلى معرفة ما يحدث بفضل وسائل الاتصالات، ولكن من ناحية أخرى نميز نحن أنفسنا عن الآخرين. فالعالم يكترث لمقتل الفرنسيين ولا نرى أنفسنا عند مقتل مواطن نيجيري. وعندما نتحدث عن التطرف لا يمكننا فقط أن نتناول الأعراض، فقد سافر 160 نمساويا للجهاد، ويجب أن ندرك أهمية هذه المؤشرات. فالمشكلة تتجه إلى الأسوأ.

- المحرر: ماذا تقصد تحديدا ؟
- محمد البرادعي: الأمر سيىء بما يكفي للعالم الاسلامي، لامتلاك هؤلاء القادة المفزعين. ولكن كثير من المسلمين يشعرون أن الغرب يعاملهم مثل القاذورات وعندما يعيشون هناك لا يستطيعون الاندماج في المجتمع. نحتاج أن نفهم لماذا لا يكون هؤلاء مثل الدالاى لاما بدلا من أن يكونوا انتحاريين. لدى كثير من المسلمين هذا الشعور بالإذلال في افغانستان وسوريا وليبيا وفلسطين. صحيح أن هذا ليس عذرا للعنف، وما حدث في باريس كان رهيبا. ولكن هذا المناخ يسهل من مهمة تجنيد الجهاديين.

- المحرر: ألا تعتقد أن هذا الخطاب عن كون المسلمين ضحية لا يفيد بشىء وأنه لابد من تجاوزه ؟
- محمد البرادعي: صحيح تماما. والحكام الديكتاتوريين في الشرق الأوسط استخدموا هذا الخطاب لتبرير فشلهم، وجعلوا الغرب مسئولا عن كل أوجه القصور في مجتمعاتهم. ولكن اسمح لى بالقول أن الناس هنا يعتقدون أن اوروبا هي العالم. هناك 2.8 مليار شخص يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، ونحن نملك المال لنساعدهم. وارجو ألا تفهمنى خطأ وأنا شخصيا كان لدي كلب، ولكن هل تعلم أنه تم إنفاق 94 مليار دولار على الحيوانات المنزلية في عام 2014 في الولايات المتحدة ؟ وعلى مستوى العالم تبلغ قيمة المساعدات التنموية 130 مليار دولار.

- المحرر: ما الذي تود فعله أيضا ؟
- محمد البرادعي: هناك الكثير من الممكن تغييره، عندما يشعر الناس في أفغانستان أو الهند أننا نهتم بهم، ونقوم بحل بعض مشاكلهم. ولا نستخدم العنف ولا ندعم الأنظمة القمعية. وإلا فإن القنابل الاجتماعية والسياسية سوف تنفجر في وجوهنا.
رابط الصحيفة النمساوية:
http://diepresse.com/home/politik/aussenpolitik/4646594/ElBaradei_Viele-Muslime-fuhlen-sich-vom-Westen-wie-Dreck-behandelt


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.