تظاهر، اليوم الخميس، عشرات الموريتانيين، في العاصمة نواكشوط، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي بيرام ولد اعبيدي. وردد المتظاهرون اللذين تجمهروا أمام وزارة العدل شعارات مناوئة للسلطة القائمة، متهمين النظام بانتهاج سياسية "قمعية تجاه شريحة الأرقاء السابقين". وقالت اسويلكه منت امبارك، إحدي المشاركات في الوقفة، في تصريح ل "الأناضول"، إن الهدف من الاحتجاج هو الضغط على الحكومة من أجل "الإفراج الفوري عن ولد اعبيدي الذي اعتقل ظلما وتأسيسا على تهم ملفقة". و طالبت منت امبارك جميع القوي الوطنية السياسية والحقوقية بالتضامن مع أنشطتهم الاحتجاجية المطالبة بالإفراج عن ولد اعبيدي. وأصدرت محكمة موريتانية، قبل أيام، حكما أوليا قابلا للطعن، بسجن ثلاثة نشطاء في مجال مناهضة العبودية لمدة سنتين، وهم رئيس حركة المبادرة الانعتاقية (ايرا)، بيرام ولد اعبيدي، ونائب رئيس الحركة، إبراهيم ولد بلال، بالإضافة لجيبي صو، وهو متعاطف مع الحركة. وكان ولد اعبيدي، ورفاقه يحاكمون على خلفية تهم "تتعلق بالعصيان المدني، والتحريض ومواجهة قوي الأمن". وألقت السلطات الموريتانية القبض في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على بيرام ولد أعبيدي، وحقوقيين آخرين، بعد مواجهات بين عناصر من حركة "إيرا" وقوى الأمن الموريتاني بمدينة روصو، إثر محاولة الحركة القيام بمسيرة مناهضة للعبودية غير مرخصة من جانب السلطات. و"إيرا" هي حركة حقوقية تأسست في العام 2011، وتهتم بشكل خاص بقضايا الأرقاء السابقين بموريتانيا ويرأسها بيرام ولد أعبيدي الحقوقي الموريتاني البارز (ينتمي لشريحة الأرقاء السابقين). وقبل عدة أشهر، اتخذت الحكومة الموريتانية سلسلة من الإجراءات للقضاء على مخلفات العبودية تحت اسم "خارطة الطريق" التي تتضمن تطبيق 29 توصية خاصة بمحاربة "الرق". واعتبر مراقبون أن خارطة الطريق تطال مجالات قانونية، واقتصادية، واجتماعية، وتشكل خطوة أكثر عملية في محاربة هذه الظاهرة.