في طريق عودته إلى بيته في عين شمس، كما هو المعتاد كل يوم، بعد أن اغلق محله لبيع وتجهيز الأسماك الكائن فى شارع عمر المختار بالأميرية، وأثناء مروره على ميدان المطرية ليركب من موقف الميكروباص، أصابت رصاصة طائشة "عم بكر"، الذي أحبه الجميع، لأخلاقه العالية وأمانته. ظل بكر مصطفى أحمد (42 سنة)، في الرعاية المركزة يومين منذ 25يناير، بعد أن أصابته رصاصة أثناء اشتباكات المتظاهرين مع الشرطة في ميدان المطرية، إلا أن فاضت روحه مساء اليوم، دون ذنب، سوى أنه مر من ميدان المطرية. وبكى زبائنه المترددون على محله البسيط الذين أحبوه لطيبته وسماحته وأمانته، وأصروا على فتح المحل، وإخراج ما به من كراسي، ليجلسوا لتقبل العزاء في هذا الرجل البسيط، والكبير بأخلاقه وبحب الناس له. وقال أحد زبائنه من أمام مقر العزاء: "لم أصدق أن عم بكر قد فاضت روحه بطلقة طائشة أثناء عودته إلى بيته بعد نهاية عمله ليحرمنا بسمته، وحرم منه أطفاله الصغار في عمر الزهور "محمد وأحمد ومنة". بينما قال آخر: "الله يرحمك ياعم بكر، لم تهنأ بمحلك البسيط، ولم تكمل سداد أقساط المحل، منذ أسبوع طلبي منى، أن أبحث له عن فاعل خير يقرضه خمسة ألاف، حتى لا يلجأ للقرض بالربا، ولكنه ذهب عنا ورحل إلى خالقه".