أعلن القيادي المنشق عن حركة الشباب الصومالية، زكريا إسماعيل، تخليه عن الأفكار المتشددة للحركة، داعيًا المقاتلين في صفوفها إلى نبذ العنف وترك السلاح والحرب والانضمام إلى مسيرة السلام. وقال إسماعيل، الذي سلّم نفسه للحكومة الصومالية في ديسمبر / كانون الأول الماضي، في مؤتمر صحفي، عقده مساء اليوم، بالعاصمة مقديشو، إن أفكار الحركة منذ تأسيسها كانت معتدلة ما مكنها من استقطات مئات المقاتلين إلا أن أشخاصا يحملون أفكارًا مستوردة قاموا بتحريف الحركة عن مسارها حيث يقتلون الناس باسم الدين الإسلامي. وأوضح أن الأفكار والقوانين المتشددة التي تفرضها الحركة على الصوماليين أدت إلى خسارتهم أرضًا وشعبًا في كثير من المدن الصومالية ولجوئهم إلى الغابات. وأضاف: "أعلن أنني تخليت عن الأفكار المتشددة التي تعمل بها الحركة طيلة السنوات الماضية"، مشيرًا إلى وجود العديد من العناصر بالحركة لا يؤمنون بتلك الأفكار. ودعا إسماعيل المقاتلين في صفوف الحركة إلى نبذ العنف وترك السلاح والحرب والانضمام إلى مسيرة السلام، مضيفًا : " بعد الآن سأعبر عن أفكاري بطريقة سلمية". وزكريا إسماعيل ضمن قائمة المطلوبين لدى الولاياتالمتحدة بمكافأة قدرها 3 ملايين دولار لمن يدلي معلومات تؤدي إلى القبض أو القضاء عليه، حيث شغل مناصب عدة داخل الحركة على رأسها منصب رئيس الولاياتالصومالية. ويعد زكريا القيادي الثاني الذي سلم نفسه للسلطات الصومالية خلال العام المنصرم حيث سبق أن سلم نفسه شيخ محمد سعيد في يونيو/حزيران الماضي. وفي سبتمبر الماضي، أصدر مجلس الوزراء الصومالي قرارًا بالعفو عن أي قيادي ينشق عن الحركة ويتخلى عن أفكارها المتشددة، أما الولاياتالمتحدة فلم تطلب حتى الآن تسليم زكريا إليها، كما أنها محت شيخ محمد سعيد من قائمة المطلوبين لديها. وتخوض الصومال حربا منذ سنوات، ضد حركة الشباب، كما تعاني من حرب أهلية ودوامة من العنف الدموي منذ عام 1991، عندما تمت الإطاحة بالرئيس آنذاك محمد سياد بري تحت وطأة تمرد قبلي مسلح. وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.