دعت واشنطن الأطراف الليبية المختلفة إلى الاشتراك في حوارات السلام التي ترعاها الأممالمتحدةبجنيف، نافية اعترافها واتصالها بحكومة الإنقاذ الوطنية بطرابلس. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، يوم الإثنين، في الموجز الصحفي من واشنطن: "الولاياتالمتحدة تحث جميع الأطراف بما فيها أعضاء المؤتمر الوطني العام السابقين (استأنف جلساته مؤخرًا) للمشاركة في المحادثات التي تجري في جنيف والتي يعقدها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (إلى ليبيا) بيرناردينو ليون لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وأضافت: "أولئك الذين يختارون عدم المشاركة (في مباحثات جنيف) إنما يقصون أنفسهم عن محادثات مهمة جدًا لسلام واستقرار وأمن ليبيا".
وفي ذات السياق، أكدت ساكي، في موجزها، على أن بلادها "لاتعترف بحكومة الإنقاذ الوطني في ليبيا، وليست مشتركة مع أي أحد يزعم تمثيل عمر الحاسي أو حكومة الإنقاذ الوطني".
ورفعت، مساء اليوم الإثنين، جلسة المفاوضات الليبية الثانية بمقر الأممالمتحدة بمدينة جنيف السويسرية (جنوب غرب) على أن يتم استكمال المفاوضات غدًا الثلاثاء.
ولم يصدر عن الأممالمتحدة أي بيانات حول طبيعة المفاوضات أو مسارها إلا أن ما تسرب منها لوكالة الأناضول يشير إلى أنها "بناءة" وأن الأطراف المشاركة تناولت الملفات المطروحة بوضوح.
ومن المتوقع أن تُصدر الأممالمتحدة غدًا الثلاثاء بيانا يحوي تفاصيل مسار المفاوضات وما تم التوصل إليه في هذا الجزء تمهيدًا للجزء الثاني من المفاوضات والذي من المتوقع ان يبدأ يوم الأربعاء بمشاركة ممثلين عن مدن وبلديات من مختلف المدن الليبية.
وكانت الأممالمتحدة استضافت قبل أكثر من أسبوع، جولة من محادثات جديدة في جنيف (في ظل غياب أي ممثلين عن المؤتمر الوطني العام)، بهدف الوصول إلى حل للأزمة الليبية، التي تعيشها البلاد، منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.
وكان المؤتمر الوطني العام أعلن تعليق مشاركته في حوارات السلام التي ترعاها البعثة الأممية للدعم في ليبيا بعد ما قال إنه اعتداء قوات موالية للواء خليفة حفتر على مؤسسات في بنغازي (شرق).
وتعاني ليبيا أزمة سياسية، تحولت إلى مواجهة مسلحة متصاعدة في الشهور الأخيرة، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول معترف به دوليا في طبرق (شرق)، ويتألف من: مجلس النواب، الذي تم حله من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، إضافة إلى ما يسميه هذا الجناح ب"الجيش الليبي".
أما الجناح الثاني للسلطة، وهو في طرابلس، فيضم المؤتمر الوطني العام ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، فضلاً عما يسميه هذا الجناح هو الآخر ب"الجيش الليبي".
والسبت الماضي، ظهر عمر الحاسي على قناة ليبيا الوطنية مدعيًا دعم الإدارة الأمريكية له ولحكومته وهو ما تنفيه الحكومة الأمريكية بالمطلق.