انتقدت شبكة فوكس نيوز الاخبارية الامريكية رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب عزمه القاء كلمة امام الكونجرس الامريكى قبل اسبوعين من انتخابات 2015 فقد ظهر ذلك جليا فى سياق حوار تليفزيونى بين كريس والاس مقدم برنامج “لقاءات شعبية” و بين المذيع الشهير شيبرد سميث. فقد كان الحديث يدور بالاساس عن ان نتنياهو اتخذ فعليا خطوات على الارض يتحدى من خلالها الرئيس الامريكى باراك اوباما و هو ما وصف على انه “نهج جديد لاستراتيجية خطرة”.
واستهل والاس حديثه بالاستعانة بما قاله سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى اسرائيل مارتن ايندك حين اعتبر نتنياهو شخصية تستغل المعسكر الجمهورى داخل الكونجرس لتمنحه زخما مطلوبا خلال الانتخابات العامة فى اسرائيل كما يستغل الجمهوريون نتنياهو فى المقابل للحط من فرص باراك اوباما و الخاسر فى النهاية هو مصير العلاقات الاسرائيلية الامريكية.
كما وجهت باقي وسائل الاعلام الامريكية نقدا مباشرا لرئيس الوزراء الاسرائيلى، فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ما قالته الصحفية بيجى نونان – التى كانت فى السابق تشغل منصب مساعدة للرئيس الجمهورى رونالد ريجان – حيث وجهت نقدا لاذعا لنتنياهو الذى حضر الى الكونجرس دون تشاورا مسبقا مع البيت الابيض او مع الخارجية الامريكية. “ان دعوة المعسكر الجمهورى فى الكونجرس لنتنياهو تعد خرقا للقواعد الديموقراطية و للتقاليد و الاعراف. فهناك رئيسا منتخبا فى الولاياتالمتحدة تستمر ولايته اربع سنوات و فى هذه المرحلة الانتقالية يمارس عمله كممثل للدبلوماسية باعتباره مسئولا عن ملف العلاقات الخارجية” بحسب وصف نونان التى اضافت: “ان ما اقترفه نتنياهو من اخطاء يدب خلافا دراميا بين الكونجرس و البيت الابيض و كذا بين الادارة الامريكية واسرائيل على حد سواء”.
اما شبكة CNN الاخبارية فلم تحلق بعيدا عن السرب حين نشرت تصريحا لاحد المقربين من سكرتير الخارجية الامريكية جون كيرى حين تساءل: هل هذه هى الطريقة المثلى فى التعامل و ادارة العلاقات؟ ان ذلك النهج من شأنه ان يحبط الهمم لدى سكرتير الخارجية كيرى و لدى الادارة الامريكية ككل باعتبارهما المدافع الاول عن اسرائيل.
فى حين تناولت نيويورك تايمز الكلمة التى من المقرر لرئيس الوزراء الاسرائيلى ان يلقيها امام اعضاء الكونجرس و التى يوجه من خلالها توبيخا للرئيس الامريكى باراك اوباما بسبب الملف الايرانى معلقة: ان نتنياهو يخطئ حين يظن انه حين يحظى بتصفيق حار داخل الكونجرس فان ذلك سيدعم صورته بالاساس فى اسرائيل باعتباره قائدا ناجعا يحافظ على امن دولة اسرائيل.
من جهة أخرى، واجه نتنياهو انتقادات حادة من داخل اسرائيل، حيث قدمت رئيسة حزب ميرتس الإسرائيلي زهافا جالؤون طلبا إلى رئيس لجنة الانتخابات المركزية باسرائيل القاضي سليم جبران بمنع بث خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتوقع أمام الكونجرس الأمريكي عبر محطات التلفاز والراديو الإسرائيلي.
ونقل راديو (صوت إسرائيل) اليوم الأحد عن جالؤون قولها ” إن بث الخطاب يعتبر جزءا من الدعاية الانتخابية المحظورة في فترة الأيام الستين ما قبل الانتخابات”.
يأتي هذا في وقت وجهت فيه تسيبي ليفني وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة إنتقادا لاذعا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الخطاب الذي ينوي إلقاءه أمام الكونجرس مارس المقبل , وقالت “انه شخص عديم المسئولية”