أكد تنظيم أنصار الشريعة الليبي رسميا، يوم السبت، وفاة زعيمه محمد الزهاوي متأثرا بجراحة بعد دخوله في غيبوبة لمدة طالت عن أربعة اشهر إثر إصابته في معارك كان يقودها بمدينة بنغازي، شرقي البلاد. وفي بيان رسمي حصلت وكالة الأناضول على نسخه منه، ويعد أول تأكيد منه لنبأ وفاة الزهاوي، قال التنظيم: "اليوم نودع أسدا من أسود الإسلام وقائدا مغوارا شجاعا محنكا من اقلق الكفار والمرتدين بكلماته وأرعبهم في ميادين الجهاد بصولاته وجولاته، الصارم المسلول على أعداء الدين". و أضاف في بيانه: "ودع الدنيا مجاهدا مرابطا وشهيدا بإذن الله لم يكل أو يمل كان حارثا من أجل الدين وقائدا مغوارا وشجاعا محنكا ولئن أحزننا فراق الشيخ الزهاوي فقد سرنا أنه قتل وهو يذود عن شريعة الإسلام". وعبر بيانه، طالب تنظيم أنصار الشريعة من وصفهم ب"المجاهدين" أن "يستمروا في القتال حتى يحكم الله لهم بالنصر"، مطالبا إياهم ب"المضي علي نهج الزهاوي والاستمرار في دعم أصحابة بالنفس والمال و الدعاء". وتوعد من أسماهم ب"أعداء الله" بأن "نقمات المجاهدين ستتوالى عليكم صواعق متتالية وعاجلة، وأن الثأر لكل قطرة زكية من دم القائد المجاهد سيكون ثقيلا وعاجلا". و الأربعاء الماضي أعلنت أسرة الزهاوي وفاته بعد غيبوبة طويلة. وقال العقيد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المجتمع في مدينة طبرق (شرق)، إن الزهاوي أصيب في اشتباكات وقعت بمنطقة بنينا في ضواحي مدينة بنغازي في شهر سبتمبر / أيلول الماضي. وعن تفاصيل الحادث، أوضح أن "الزهاوي كان برفقة قادة آخرين من التنظيم داخل عربة مدرعة تعرضت للقصف وأصيب على إثر ذلك هو ومن معه، فيما كثف تنظيم أنصار الشريعة النيران على المنطقة وتمكّنوا من إخراجه وحمله إلى المستشفى الليبي الألماني في بنغازي". وبعد ذلك، تابع المسماري، تمكن "تنظيم أنصار الشريعة من نقل الزهاوي إلي مدينة مصراته (غرب) لتلقي العلاج ثم قام بنقله إلى الخارج لتلقي العلاج في إحدى الدول الغربية وهناك وافته المنية في إحدى مستشفياتها الأسبوع الماضي". ومحمد الزهاوي، الجهادي السابق في أفغانستان، أسس تنظيم أنصار الشريعة بعد انشقاقه وآخرين عن كتيبة رأف الله السحاتي، وللتنظيم العديد من المواقع منها المعلنة وغير المعلنه لكن أبرزها هو مزرعة بمنطقة الهواري (جنوببنغازي)، فضلا عن فروع أخري بمدن درنة وأجدابيا (شرق) وسرت (وسط) . ويقول المنتمون لهذا التنظيم إنهم سعون لتطبيق الشريعة الإسلامية في ليبيا، حسب بيانات سابقة لهم أعلنوا خلالها رفضهم للديمقراطية والانتخابات. وأدرجت الولاياتالمتحدة عام 2012 بعض من قيادات التنظيم في مدينتي بنغازي ودرنه على قائمة الإرهاب العالمي ورصدت مكافآت مالية لمن يدل بمعلومات تقود للقبض عليهم. وفي 22 نوفمبر الماضي، أدرج مجلس الأمن الدولي التنظيم على القائمة السوداء (التنظيمات الإرهابية) التي يُمنع بموجبها الأشخاص والكيانات من تلقي دعم مالي أو مادي أو سلاح. ويقاتل تنظيم أنصار الشريعة الجهادي برفقة كتائب الثوار الإسلامية بمدينة بنغازي منذ اشهر قوات اللواء خليفة الليبي حفتر الذي أطلق عملية عسكرية أسماها الكرامة ضد التنظيم ومن يواليه من كتائب وذلك إلي جانب قوات الجيش المنبثقة عن البرلمان المجتمع في طبرق