يبقى الانقسام سيد الموقف في أوساط القوى السياسية من المشاركة في مظاهرات الذكرى الرابعة لثورة 25يناير، ففي حين يدعو معارضو السلطة الحالية إلى الحشد بقوة للمشاركة في مظاهرات الغد، ترفض أحزاب "الموالاة" دعوات التظاهر خشية الانزلاق إلى العنف والفوضى. وقال الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية" في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، إنه إذا كان الشعب المصري قد فجر ثورة يناير 2011، لأن الظلم والفساد قد بلغ مداه، فإن "الظلم قد عاد اليوم أبشع مما كان والفساد قد جاوز كل مدى". وأضاف الزمر أن "رياح يناير ونسائمه تهب من جديد.. فهل ندعها تمر دون أن نقتنص حريتنا ونظفر بكرامتنا ؟ هل ندعها تمر دون أن ننقذ فقراءنا الذين يسكنون المقابر وعشش الصفيح؟! هل ندعها تمر دون أن نضمن العلاج لمرضانا الذين يلقونهم خارج المستشفيات على الأرصفة؟! هل ندعها تمر دون أن نوفر سكنا لملايين الأطفال المشردين في الشوارع بلا غطاء ولا فراش في هذا البرد القارس"؟! وفي سياق دعوته المصريين إلى التظاهر بقوة غدًا، تابع الزمر قائلاً: "هل ندعها تمر وملايين الشباب العاطلين لا يجدون عملا يشغلهم ولا راتبا يكفلهم؟! هل ندعها تمر وبناتنا في السجون يتعرضون لأبشع الانتهاكات وفى الشوارع يضربن بالرصاص؟! هل ندعها تمر وعشرات الآلاف من أبرار مصر وأبطالها يتعرضون في سجونها للمذلة والمهانة"؟ ومضى قائلاً: "أننا لن نقبل أن نعيش في بلادنا كما الحيوانات فى حظائرها يحبسها مالكها وقتما شاء ويطلقها إذا أراد وهو فى الحالين إن شاء أطعمها وإن شاء حرمها من الطعام". وشدد على أن "25 يناير لابد وأن يحمل دائما رسالة الشعب المظلوم إلى ظالمه ورسالة الشعب المقهور إلى جلاده فهي رسالة الشعب التي يوجهها لكل من يتآمر على حريته ورزقه فيجب أن تصلهم بذات القوة التي يدافع بها الإنسان عن حريته ولقمة عيشه". واستدرك الزمر قائلاً: "عندما يأتي يناير يجب أن يعيدوا حساباتهم ويعلموا أنهم لايمكنهم أن يستمروا في حكم هذه البلاد بذات الطريقة.. يجب أن تصل الرسالة لهم ولكل حلفائهم: أن المراهن على هذا النظام واهم أو مخدوع.. كما أن عاقبة الظلم وخيمة.. وعقاب الله للبغاة أسرع مما يتصورون". في المقابل، طالب حزب "النور" السلفي، الشعب المصري بعدم النزول للتظاهر غدًا في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، محذرًا من العنف والفوضى في البلاد. وقال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب "النور" في دعوته إلى الشعب المصري بعدم النزول غدًا للتظاهر في ذكرى ثورة 25يناير، إن الدعوات للتظاهر هي دعوات للتخريب والفوضى. وأضاف أن "مصر تحتاج إلى حالة من الهدوء والاستقرار حتى تسير عجلة التنمية وتعود مصر إلى مكانتها العالمية والإقليمية والمحلية"، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تؤدي لمزيد من العنف والخسائر وانشقاق المجتمع وخسائر في الاستثمارات". وطالب مخيون، من ينادون بهذه الدعوات بأن "يعلوا الصالح العام للوطن في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد والمنطقة فوق كل شيء". وقال شريف طه، المتحدث باسم حزب "النور"، إن "البعض يجهز للحشد في 25يناير وللأسف تتزايد نبرات العنف من بعض الأشخاص غير المسئولين وعدم المقدرين لعواقب الأمور ولاالمعتبرين بما آلت إليه الأمور في منطقتنا التي تتعرض لزلزال عنيف يستهدف وحدة هذه البلاد ومزيد من التقسيم للمقسم أصلاً". وأضاف": يتحجج البعض بأنه يقتص لنفسه فنصب نفسه قاضيًا وحاكمًا في ذات الوقت والأعجب أن تجد الأهداف هي نقطة مرور "كامب شيزار" وسط فرح وتهليل وكأنه انتصار لدماء المظلومين والشهداء". وتابع "أننا ما زلنا نؤمل على بقية عقل نأمل أن تسود وتنتصر في نهاية الأمر على أصوات الانتقام والكراهية التي صارت تملأ مجتمعنا وتنذر بكارثة محققة".