استهدفت طائرات النظام السوري، الأسبوع الماضي، مدينة أرمناز بريف إدلب الشمالي بشكل متواصل على مدار 4 أيام، ما تسبب في سقوط أكثر من 20 قتيلًا، وعدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالة حرجة. وبدأت حملة القصف على المدينة يوم الجمعة الماضي، حينما استهدف الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية مظاهرة خرجت من جامع المدينة مناصرة للنبي الكريم محمد (ص) ضد الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، وتسبب القصف بمقتل 14 شخصًا، وجرح أكثر من عشرين آخرين، ليتوالى القصف بعد ذلك لمدة أربعة أيام على المدينة التي كانت تعتبر آمنة نسبيًا مقارنة ببقية المدن. ورصدت كاميرا الأناضول الدمار الذي حل في المدينة، حيث أن كثيرًا من المنازل والمحلات التجارية أصبحت ركامًا، وما تزال بعض جثث القتلى تحت أنقاضها، رغم الجهود الجبارة التي بذلتها طواقم الدفاع المدني لانتشالها، فيما يتجول أقرباء القتلى فوق البيوت المدمرة، بحثًا عن جثث ذويهم تحت الأنقاض. الطفل "محمد الأسود"، التقته الأناضول بينما كان واقفًا فوق ركام بيته قائلا: "أمي وإخوتي قتلوا في القصف الذي استهدف منزلنا، وجثث إخوتي ما تزال تحت الأنقاض"، فيما قال الشاب "سامر القسطة" إن بيته تدمر، وقتلت ابنة أخيه الصغيرة جراء القصف". ويتعرض ريف إدلب، منذ أكثر من شهر، لقصف مكثف من طائرات النظام، نجم عنه سقوط عشرات القتلى، وعدد كبير جدًا من الجرحى، فيما يقول ناشطون في المنطقة، إن النظام ينتقم لخساراته العسكرية في المنطقة باستهداف المدنيين.