بإطلاق قوى "14 آذار" العد العكسي لإقالة رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ومن خلال عريضة نيابية، وآلية قانونية ودستورية،وتحركات شعبية، وصولا إلى لحظة الذروة بعد أربعة أسابيع وربما قبل ذلك، يبدو أن مقوّمات هذه المعركة باتت أكثر نضوجا. فهل يسقط الشارع اللبناني بالفعل إميل لحود؟ وهل ثمة صدى وتجاوب حقيقيين لدى قطاعات عريضة من البنانين؟ أم أن الأمر مقتصر فقط على بعض القوى التي تجمعها حسابات خاصة؟ ..على الأرض ثمة تذمر شعبي من لحود، واحتمالات وجود أكثرية نيابية توقع على عريضة تطالب بتنحي لحود متوفرة، لكن ما يقف حجر عثرة أمام هذه التحركات هي تلك المتعلقة بالجوانب القانونية والدستورية. فلا المجلس النيابي في دورة انعقاد عادية، ولا أكثرية الثلثين مؤمنة، ولا الآلية المنشودة قادرة على تأمين حسم قريب. وإلى جانب هذه الموانع ثمة عقبات شعبية وسياسية أيضاً، فالآلية التي يفضلها المطران صفير وهو لاعب أساسي ومهم تختلف عن أي آلية تطمح إليها الأغلبية النيابية المعارضة، إذ يفضل هذا الرجل إسقاطا سياسيا للحود بعيدا عن الشارع اللبناني، ووفق توافق مسبق مع لحود نفسه ومع كل الأطراف على مسالة إقالته وعلى مسألة البحث في الأسماء البديلة. وعلى مستوى العقبات أيضا، يبرز دور تحالف نصر الله – عون الذي يتزعم "التيار الوطني الحر"، والذي يطرح نفسه دون مواربة كرئيس قادم للبنان. عنوان الإقالة أصبح شعاراً للمرحلة القادمة في لبنان، التي تحاول الاستفادة من المناخ الدولي، لكن قوى المعارضة حددت نفسها بتاريخ 15 مارس المقبل موعدا نهائيا لإسقاط لحود، الأمر الذي يضعها أمام تحد حقيقي. وهنا ينبغي الإشارة إلى عدة نقاط مهمة: - تعتقد قوى 14 آذار أن لحود وصل إلى مرحلة بداية النهاية، وأنه ليس في أحسن أحواله هذه الأيام. - تنوي هذه القوى حشر "التيار الوطني" وتعديل ميزان القوى لغير صالحه في البيئة المسيحية. - استكمال حصار "حزب الله" سياسياً، بدليل تفاوت لهجة التعاطي معه عن تلك المستخدمة مع العونيين. غير أن التساؤل الملح في هذا الوقت هو لماذا شنت الحملة على لحود الآن؟! لا شك أن التوقيت مهم بالنظر إلى سلسلة تفاعلات وحراك وتقاطعات إقليمية ومحلية ودولية من بينها ما يحدث في دمشق وفي الأراضي الفلسطينية. ومن المنطقي القول إن ظروف إقالة لحود بل إزاحته قد نضجت وحانت تماما على الأقل لبنانيا، حيث تجاوز خطاب المعارضة اللبنانية المعقول وارتفع منسوب جرأته في إشارة إلى أن ساعة الصفر قد حانت، والأهم أن التوقيت مرتبط تماما بتحالفات نصر الله وعون. وأيضا، يمكن القول إن فوز حماس جاء ليعكر صفو مخططات المعارضة اللبنانية ويعجل من المطالبة بإقالة لحود خوفا من أن تقوى شوكة نصر الله . فالمطلوب الآن تحويل لبنان للدوران في الفلك الأميركي الإسرائيلي، بعد أن صرح الأمريكيون والإسرائيليون علنا أن فوز حماس يجعلها جزءاً من محور الشر الذي يبدأ من إيران ويمر بحزب الله في لبنان. المصدر : العصر