فتحت المدارس الغينية أبوابها، اليوم الاثنين، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التأجيل جرّاء انتشار فيروس "إيبولا"، مسجّلة إقبالا ضعيفا في أوّل أيام العودة المدرسية، وفقا لمصادر مختلفة في عدد من المدارس الغينية. وفي تصريح للأناضول، قال "كاراموكو توريه"، وهو مدير المدرسة الإعدادية بضاحية "كولوما" بالعاصمة كوناكري "لم تشهد العودة تعبئة مكثّفة من جانب الطلاّب، ونتوقّع أن تعود الأمور إلى نصابها في المستقبل القريب، بما أنّ جميع المدارس في البلاد فتحت أبوابها، وجميع الأساتذة حاضرون لبدء الدروس". وفي سياق متصل، أضاف "بالديه مامادو فاتاكو"، مدير المجمع المدرسي "بيل كلينتون" بكوناكري، للأناضول، أنّ "المكان شبه فارغ، غير أنّ ذلك لا صلة له بفيروس إيبولا، وإنّما يشكّل عادة مع انطلاق كلّ سنة دراسية جديدة". وتأتي هذه الخطوة عقب التراجع المسجّل، خلال الأسابيع الماضية، على مستوى عدد الحالات المؤكّد إصابتها بالفيروس، وفقا لبيان صادر عن الوزارة المكلّفة بالتعليم في غينيا. وحسب مراسل وكالة الأناضول، خلف أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، الصادر الخميس الماضي، بعض الارتياح في نفوس المسئولين الغينيين، بتسجيله "انخفاضا" في الحالات المصابة بالوباء في منطقة غرب افريقيا عموما، وفي غينيا على وجه الخصوص، دون تقديم أرقام دقيقة بشأن حجم "الانخفاض" المسجّل. وكانت السلطات الغينية قررت إرجاء العودة المدرسية المقررة أصلا في 3 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، جرّاء انتشار فيروس "إيبولا" في مناطق عديدة من البلاد وفي بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتبريرا لقرار استئناف الدروس في المدارس الغينية، قال وزير التعليم ما قبل الجامعي (الابتدائي والثانوي) والإصلاح المدني، إبراهيما كوروما، الجمعة الماضية، على إذاعة "غينياالجنوبية" المحلّية، إنّه "لا يسعنا الانتظار إلى حين تسجيل صفر من الحالات المصابة ب (إيبولا)، لفتح المدارس من جديد؛ لأنّ الحصول على صفر من الحالات قد يحملنا إلى شهر مارس (المقبل)، وحينها لن يكون هناك عام دراسي". وأودى فيروس "إيبولا" بحياة ألف و821 شخص من جملة ألفي و817 حالة مصابة بالمرض في غينيا كوناكري، فيما بلغت الحصيلة الإجمالية لضحايا الوباء في بلدان غرب افريقيا الأكثر تضررا، لا سيما ليبيريا وسيراليون إلى جانب غينيا كوناكري، ال 8 آلاف و444 من جملة 21 ألف و329 إصابة مؤكّدة، بحسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية. و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو أيضا وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.