قرّرت الحكومة الغينية فتح أبواب المدارس أمام الطلاب، يوم الاثنين المقبل، بعد نحو 108 أيام من إرجاء بدء الدراسة للعام الجديد؛ كإجراء وقائي ضدّ انتشار فيروس "إيبولا" في البلاد. تأتي هذه الخطوة عقب التراجع المسجّل، خلال الأسابيع الماضية، على مستوى عدد الحالات المؤكّد إصابتها بالفيروس، وفقا لبيان صادر عن الوزارة المكلّفة بالتعليم في غينيا. وحسب مراسل وكالة الأناضول، خلف أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، الصادر أمس الخميس، بعض الارتياح في نفوس المسئولين الغينيين، بتسجيله "انخفاضًا" في الحالات المصابة بالوباء في منطقة غرب افريقيا عموما، وفي غينيا على وجه الخصوص، دون تقديم أرقام دقيقة بشأن حجم "الانخفاض" المسجّل. كانت السلطات الغينية قررت إرجاء العودة المدرسية المقررة أصلا في الثالث من أكتوبر الماضي، جرّاء انتشار فيروس "إيبولا" في مناطق عديدة من البلاد وفي بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتبريرا لقرار استئناف الدروس في المدارس الغينية، قال وزير التعليم ما قبل الجامعي (الابتدائي والثانوي) والإصلاح المدني، إبراهيما كوروما، اليوم الجمعة، على أمواج إذاعة "غينياالجنوبية" المحلّية، إنّه "لا يسعنا الانتظار إلى حين تسجيل صفر من الحالات المصابة ب (إيبولا)، لفتح المدارس من جديد؛ لأنّ الحصول على صفر من الحالات قد يحملنا إلى شهر مارس/ آذار (المقبل)، وحينها لن يكون هناك عام دراسي". وبعث الوزير، في السياق ذاته، برسالة طمأنة إلى مواطنيه، مؤكّدا أنّ عدد الأشخاص المصابين بفيروس "إيبولا" انخفض بشكل نسبي. وأشار "كوروما" إلى أنّ منطقتي "كينديا" و"لولا" فقط من لا تتوفّر مدارسها بعد على المعدّات الصحية اللازمة، لافتا إلى أنّ جميع المعدّات في طريقها نحو الوجهتين المذكورتين، وأنّ الحصول عليها ليس سوى مسألة وقت. وأودى فيروس "إيبولا" بحياة ألف و821 شخص من جملة ألفي و817 حالة مصابة بالمرض في غينيا كوناكري، فيما بلغت الحصيلة الإجمالية لضحايا الوباء في بلدان غرب افريقيا الأكثر تضررا، لا سيما ليبيريا وسيراليون إلى جانب غينيا كوناكري، ال 8 آلاف و444 من جملة 21 ألف و329 إصابة مؤكّدة، بحسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية. و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو أيضا وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.