عن عمر يناهز ال84 عامًا رحل الوجه البريء للسينما المصرية كما رحل معها "ضمير أبلة حكمت" التى كانت أبرز الوجوه الشاهدة على تطور السينما المصرية منذ نشأتها، رحلت حمامة الشاشة بعدما اقتربت مرة أخرى من الأضواء بعد أعوام من العزلة لتترك فى أذهان محبيها صورة نابضة بالحياة مهما افترقت روحها عن صورتها التى خلدتها أعمالها. ولدت فاتن حمامة فى 27 مايو عام 1931، وظهرت على شاشة السينما للمرة الأولى، حين اختارها محمد كريم مخرج أفلام عبدالوهاب، لتشارك بدور صغير فى فيلم يوم سعيد الذى عرض فى 15 يناير 1940. وقدمت الفنانة فاتن حمامة ما يزيد على 103 أفلام آخرها أرض الأحلام، كما قدمت دورا مميزا حفر فى ذاكرة التاريخ بمسلسل "ضمير أبلة حكمت"، الذى أنتج عام 1991، ومسلسل وجه القمر، الذى أنتج عام 2000، ولعبت فيه دور "ابتسام البستانى"، بالإضافة إلى مسلسل إذاعى وحيد. لم تكن سيدة الشاشة كأى طفلة عادية كانت لملامحها الطفولية البريئة ونظراتها الهادئة وطلتها الساحرة شيء يسكب على نفوس من رأوها حالة من الألفة التى لم تكن لدى كثيرين، الأمر الذى جعلها تفوز بلقب أجمل طفلة فى مصر عام 1940. اشتهرت حمامة بالأعمال الدرامية التى تتميز بالقالب الرومانسى، حيث إنها قدمت أكثر من 100 فيلم، منها 15 فيلم ضمن قائمة أفضل 100 فى السينما المصرية. وكانت صاحبة أعلى أجر بين نجمات جيلها، حيث حصلت على لقب سيدة الشاشة العربية بسبب فيلم "موعد مع الحياة" من إنتاجها هى وزوجها المخرج عز الدين ذو الفقار وقتها. وكان أول أجر حصلت عليه فاتن حمامة عشرة جنيهات عن فيلم "يوم سعيد" 1940، إلى أن ارتفع أجرها إلى 50 جنيهًا فى فيلم "رصاصة فى القلب" عام 1944. تزوجت الفنانة الراحلة من المخرج عز الدين ذو الفقار ولديها ابنة تدعى نادية، إلا أن القدر فرق بينهما لتبدأ قصه حب مع الفنان عمر الشريف، تعد من أشهر القصص على الإطلاق، حيث كانت أشبه بالقصص الأسطورية كألف ليلة وليلة. وكانت حمامة هى السبب فى دخول عمر الشريف مجال التمثيل، بعدما رفضت وجود شكرى سرحان كبطل أمامها فى فيلم "صراع فى الوادى"، حيث كان عمر الشريف زميلاً للمخرج يوسف شاهين، فعرض عليه الدور فوافق، لتبدأ من هنا قصة حبهما، والتى دفعت عمر الشريف لإشهار إسلامه ليتزوجها بعد ذلك فى زيجة استمرت حتى عام 1974، اشتركا فيها معًا ليس كزوجين وإنما كصديقين أيضًا جمعت بينهما خلالها أفلام مثل "نهر الحب"، و"سيدة القصر"، و"صراع فى الميناء"، و"صراع فى الوادى"، و"لا أنام"، وكانت نتيجة هذه الزيجة ابنها طارق. ونظرا لكونها كانت محط أنظار الكثيرين تلقت فاتن حمامة عام 1946 بعد فيلم "ملاك الرحمة" رسالة حب من معجب سورى تحدث عن ثروته، ثم أنهى الخطاب بطلب الزواج، فأسرعت إلى والدها وهى خائفة، وأعطته الخطاب فقرأه بهدوء ثم ابتسم، كما تلقت فاتن حمامة 3 آلاف طلب للزواج فى عام واحد وهو عام 1947 بعد عرض فيلم "ملاك الرحمة".