احتشد آلاف اليمنيين في عدة مدن اليوم الجمعة، للمطالبة بفرض سلطة الدولة ورفضا لسيطرة الحوثيين على مؤسساتها وتنديدا بالرسوم "المسيئة" للرسول الكريم. ففي محافظة تعز (وسط) كبرى مدن اليمن من حيث السكان، أدى آلاف صلاة الجمعة في ساحة الحرية وسط المدينة تحت شعار "سلمية الثورة تتجدد"، في إشارة إلى اقتراب موعد الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال خطيب الجمعة، عبدالملك الحميدي، إن الثورة حققت انجازات كبيرة ولا يستطيع أحد دفنها أو الانقلاب عليها معتبرا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني (اختتم أعماله في 25 يناير الثاني 2014) المخرج الوحيد لليمن مما تعانيه اليوم. وطالب الحميدي بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الموقع عشية سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي بشكل كامل ودون انتقائية لبعض بنوده كما يريد الحوثي تطبيقها في محافظة مأرب (شرق) ورفضها في مدن أخرى يسيطر عليها. واستنكر الخطيب ما قامت به مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة بتكرار رسوم "مسيئة" للرسول الكريم، مؤكدا أن المسلمين "لن يقبلوا الإساءة إلى نبيهم ودينهم تحت ذريعة الإرهاب". وفشل الحوثيون حتى اليوم في دخول محافظة تعز إثر رفض القوى السياسية والسلطات المحلية واتفاقهم على تجنيبها أي فوضى مثل غيرها من المدن. وفي محافظة الحديدة غربي البلاد، نظمت جهات سياسية وشعبية فعالية احتجاجية تحت شعار "لا لحوثنة الدولة وقمع الصحفيين"، ندد المشاركون فيها بالتعيينات التي تقوم بها جماعة الحوثي في مؤسسات الدولة وتصعيد قمعها ضد الصحفيين. واعتبر خطيب الجمعة عبده معذب، استمرار سيطرة الحوثيين على الحديدة وممارسة ما سماه "القتل والاعتداء وتهديد الصحفيين ظاهرة مروعة تعود باليمن إلى عهود الظلم والاستبداد". وطالب الخطيب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته بإعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على كافة مناطق البلاد وعدم السماح لجماعة الحوثي بمنازعة سلطات الدولة. وكان المحتشدون رفعوا شعارات تطالب تحقيق أهداف ثورة "11 فبراير"، واستعادة الدولة واستنكروا ما وصفوها ب"حوثنة الدولة"، التي قالوا إن جماعة الحوثي حولت مؤسسات الدولة لصالحها. وتصاعدت في الأيام الأخيرة موجة الغضب الشعبي تنديدا بانتهاكات جماعة الحوثي بحق المواطنين والصحفيين والناشطين وبدأت تظهر حركات شبابية رافضها لسيطرتهم على البلاد ومنها حركة "رفض"، التي دشنت فرعها الرابع بمحافظة الحديدة أمس الخميس. ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي واصل الحوثيون تمددهم وسط وغرب وشرق البلاد على الرغم من توقيعهم اتفاق السلم والشراكة الذي يلزمهم بالانسحاب من صنعاء والمدن الأخرى بعد تشكيل الحكومة.