سكرتير المكتب.. شخص يجلس في غرفة منفردة ويتلقى الأوامر من مديره لينفذها، أو يحمل في جعبته أجندة مواعيد لترتيب وتنظيم لقاءات هذا المدير.. محددات وظيفته تجبره على منهاج واحد وروتين ثابت، فلا هو صانع قرار ولا صاحب فكرة إبداعية. على مكتبه جلس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ليصدر أمرا بتعيين 7 محافظين، لكن الغريب في الأمر أن المحافظين السبعة قريبون من جماعة الحوثي الشيعية التي حاصرت صنعاء قبل أشهر قليلة ولا تزال تتحكم في زمام الأمور، من خلال فرض الرأي والقرار ورفض ترشيح هذا وقبول ذاك، في مشهد يبدو فيه الرئيس منصور هادي أشبه بسكرتير يتلقى الأوامر وينفذ. 7 محافظين يمثلون الحوثي وعلي صالح كشف الرئيس اليمني أواخر ديسمبر الماضي، عن جملة قرارات بتعيين سبعة محافظين جدد، مجملهم قريبون من الحوثي وأعضاء في حزب الرئيس السابق علي صالح. التعيينات الجديدة كشفت بحسب خبراء عن سطوة الحوثيين على صانع القرار في صنعاء بشكل موازٍ لسطوتهم التي يفرضونها على الأرض من خلال الانتشار العسكري في المحافظات، ويواجهون برفض النشطاء كما هو الحال في تعز. والملاحظ أنه تم إقصاء ثلاثة محافظين تابعين للتجمع اليمني للإصلاح أبرزهم وحيد رشيد محافظ عدن، الذي عين بدلاً عنه عبدالعزيز بن حبتور، كما عين عادل محمد باحميد محافظاً لحضرموت ومحمد علي ياسر محافظاً للمهرة، وحسن أحمد الهيج محافظاً للحديدة، خلفاً لصخر الوجيه الذي أزاحه الحوثيون قبل أيام، ليبدو قرار تعيين الهيج تحصيلا حاصل. وتم تعيين حمود عباد محافظاً لذمار خلفاً ليحيى العمري، الذي رفض البقاء في منصبه بعد سيطرة الحوثيين على محافظة ذمار. أما فارس مناع محافظ صعدة معقل الحوثيين والذي كان قد عين من قبلهم قبل حوالي ثلاثة أعوام أقيل وسمي مكانه محمد الرازحي الموالي للحوثيين. بينما محافظة عمران لم يتم تعيين محافظ لها بقرار رئاسي، وتم الإبقاء على المحافظ الذي فرضه الحوثيون، فيما عين الشيخ حسين العجي محافظاً للجوف. بن مبارك.. بداية بسط الحوثيين سيطرتهم السياسية يوم الثلاثاء السابع من أكتوبر الماضي، أعلنت جماعة "أنصار الله، رفضها تكليف أحمد بن مبارك، مدير مكتب الرئيس اليمني، بتشكيل الحكومة الجديدة، وفق مراسل وكالة الأناضول. وقال علي البخيتي، القيادي في الجماعة، في تصريحات نقلها موقع "وكالة اليمن" التابع ل"الحوثي" إن "قرار تعيين بن مبارك يعد خرقا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع مؤخرا"، دون أن يضيف توضيحات أخرى بشأن سبب رفض تكليف بن مبارك بتشكيل الحكومة. ودعا البخيتي إلى استمرار ما أسماه ب"التصعيد الشعبي والثوري لمواجهة مثل هكذا سياسات ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقات التي نصت على الشراكة الوطنية واحترام الإرادة الشعبية"، حسب قوله. تقسيم اليمن .. فصل جديد في الأزمة رفض زعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي، في بداية أزمة جديدة بين الرئاسة اليمنية والحركة، القبول بنظام فيدرالي من ستة أقاليم كان قد صدر به قرار رئاسي قبل سيطرة الحوثيين على العامصة صنعاء وعدد من مدن البلاد. وكان مشروع التقسيم قد صدر بناء على تفويض للرئيس عبد ربه منصور هادي من مؤتمر الحوار الوطني، وأقرته لجنة صياغة الدستور في مسودة الدستور الجديد التي ستوزع على اليمنيين خلال الأيام المقبلة لبدء النقاش حولها. وأبلغ الزعيم الحوثي لجنة رئاسية كلفها الرئيس اليمني بمقابلة الحوثي في صعدة الاثنين رفضه توزيع الدولة الاتحادية القادمة إلى ستة أقاليم، ومعارضته إشارة الدستور الجديد لذلك التوزيع. من جانبه، بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس بوفد رئاسي يضم كبار مستشاريه إلى صعدة، للقاء زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي في محاولة للتوصل إلى صيغة تنهي الأزمة المتصاعدة في البلاد. وتأتي هذه الخطوة، بعدما أعلن الحوثي رفضه القاطع لتقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيديرالية، طبقاً لما كان أقره الرئيس هادي قبل أشهر. أسماء الشوارع والتحكم في زمام الدولة أعلنت جماعة الحوثي المسلحة منذ أيام أنها تقوم بالتواصل مع أمانة العاصمة من أجل تغيير أسماء 11 شارعاً رئيسياً في العاصمة اليمنية صنعاء. وذكرت ما تسمى ب"اللجنة الثورة لثورة 21 سبتمبر"، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي أنها ستطلق أسماء عدد من الشوارع، بأسماء شخصيات وطنية - بحسب وكالة سبأ. وقال رئيس اللجنة التابعة للحوثيين محمد علي عبدالكريم إنه سيتم إطلاق اسم الشهيد ابراهيم الحمدي، بدلا عن شارع الستين الجنوبي الممتد من جولة المصباحي إلى جولة عصر، وشارع الشاعر عبدالله البردوني بدلا عن الدائري الغربي، الممتد من جولة كنتاكي إلى محطة السنباني، وشارع يوسف الشحاري على الشارع الممتد من جولة عبدربه مع شارع عشرين إلى جولة شارع عشرين مع شارع الزراعة. واستغرب مراقبون من رفض الحوثيين إطلاقهم مسمى لأي شارع باسم الشهيد محمد محمود الزبيري, كونه واحد من كبار الثور في اليمن، واعتبروا رفض الحوثيين لاسمه موقف من ثورة 26 سبتمبر, التي أطاحت بحكم الأئمة في اليمن.