قال شيخ الأزهر، إن نهر النيل مصدر خير لمصر وإثيوبيا، ويجب أن يعمق العلاقة بين الشعبين ويزيد من المحبة والمودة بينهما. جاء ذلك خلال استقباله، اليوم الأربعاء، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، متياس الأول، في زيارته الأولى لمصر منذ توليه مهامه في مارس/ آذار 2013. وقال أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن "نهر النيل يجب أن يعمق العلاقة بين الشعبين المصري والإثيوبي، ويكون مصدر خير لهما، ويزيد من المحبة والمودة بينهما مع احتفاظ الجميع بحقوقه المتساوية في هذا النهر العظيم، حيث لا يمكن أن يرتوي منه أحد على حساب عطش الآخر". وأضاف: "لا نتوقع من الشعب الإثيوبي إلحاق الضرر بالمصريين لأن هذا ضد التعاليم الدينية، وضد كل القيم الإنسانية". وشهدت العلاقات الإثيوبية المصرية توترا على فترات متقطعة، مؤخرا، إثر إعلان أديس أبابا بناء سد النهضة على مجرى النيل؛ ما أثار مخاوف مصرية من تأثيره على حصتها السنوية من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، إلا أنه مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم في يونيو/ حزيران الماضي، بدأت العلاقات في التحسن مع محاولة الطرفين حل الخلاف في إطار ثنائي. من جانبه، أشاد ماتياس، بجهود الأزهر في نشر روح المودة والمحبة بين أبناء الشعب المصري وكافة الشعوب، مشيرا إلى أن "كل المشاكل والقلاقل التي تحدث في مجتمعاتنا هي في حقيقتها مفتعلة ومدبرة من الخارج". ودعا إلى ضرورة أن يعمل رجال الدين الإسلامي والمسيحي على نشر قيم المحبة والسلام، مؤكدا سعيه لتعميق العلاقة بين الأزهر والكنيسة الإثيوبية. وزار متياس، الإثنين والثلاثاء، مدينة الإسكندرية (شمالي مصر)، وزار الكاتدرائية المرقسية، وتفقد مكتبة الإسكندرية، وكنيسة الأنبا تكلا هيمانوت، ودير مارمينا العامر، وصلى به. ووصل البطريرك متياس الأول، الى القاهرة، فجر السبت، قادما من إثيوبيا على رأس وفد رفيع المستوى، يضم 8 مرافقين من الكنيسة الإثيوبية، في زيارة تستغرق 6 أيام. وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر من زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي إلى القاهرة منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي برئاسة عبد الله جيميدا، رئيس البرلمان الإثيوبي. وكان متياس الأول نصب بطريركا للكنيسة الإثيوبية في شهر مارس/آذار عام 2013 خلفا ل" باولوس" الذي توفي في شهر أغسطس /آب عام 2012. وتبعت الكنيسة الإثيوبية الكنيسة المصرية حتى عام 1959، حين منح بابا أقباط مصر الراحل البابا كيرلس السادس رأس الكنيسة الإثيوبية لقب "بطريرك" لتستقل كنيسة أديس أبابا.