يزور بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، متياس الأول، القاهرة، السبت القادم، على رأس وفد رفيع المستوى من الكنيسة في زيارة هي الأولي له تستغرق 6 أيام. وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر من زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي الذي زار القاهرة منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي برئاسة عبد الله جيميدا، رئيس البرلمان الإثيوبي. وبحسب بيان للكنيسة المصرية "يصل إلى القاهرة يوم السبت القادم متياس الأول بطريرك إثيوبيا على رأس وفد رفيع المستوى من الكنيسة الإثيوبية في زيارة لكنيستنا القبطية(المصرية) تستغرق ستة أيام". ولم توضح الكنيسة في البيان ذاته تفاصيل الزيارة كاملة، غير أنها قالت: "تأتي الزيارة والتي تعد الأولى تلبية لدعوة البابا تواضروس الثاني (بابا الكنيسة المصرية)". من جانبه، قال الأنبا بيمن، منسق العلاقات بين الكنيسة المصرية والكنيسة الإثيوبية، إن "استقبالاً رسميًا سيجرى لبطريرك إثيوبيا لدى وصوله يوم السبت 10 يناير (كانون الثاني) بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرقي القاهرة) حيث يستقبله البابا تواضروس". وأضاف بيمن، في البيان ذاته، أن "بطريرك إثيوبيا سيحضر الاجتماع الأسبوعي لبابا الكنيسة المصرية مساء الأربعاء 14 يناير (كانون ثان) المقبل"، مشيرًا إلى "عمق العلاقات التاريخية بين الكنيستين الشقيقتين". وكان متياس الأول قد نصب بطريركا للكنيسة الإثيوبية في شهر مارس/آذار عام 2013 خلفا ل" باولوس" الذي توفي في شهر أغسطس /آب عام 2012. وكانت الكنيسة الإثيوبية تتبع الكنيسة المصرية حتى عام 1959، حين منح بابا أقباط مصر الراحل البابا كيرلس السادس رأس الكنيسة الإثيوبية لقب "بطريرك" لتستقل كنيسة أديس أبابا. وزار وفد دبلوماسي شعبي إثيوبي مصر في الفترة من 16-20 ديسمبر/كانون أول الماضي ضم 70 عضوًا من مختلف مكونات المجتمع الإثيوبي من ممثلين لأحزاب سياسية موالية للحكومة وأخرى معارضة، إلى جانب تمثيل شبابي ونسائي ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وأستاذة جامعات، وإعلاميين. وحاول الوفد خلال زيارته إرسال رسالة طمأنة للمصريين بخصوص سد النهضة، ووقتها قال خيار أمان، مدير المركز الإسلامي بإثيوبيا، والمتحدث باسم الوفد الإثيوبي الشعبي: "لا يرغب أحد في منع قطرة ماء عن مصر؛ حيث تربطنا علاقة قوية ثقافيا وتاريخيا ودينيا". يذكر أن العلاقات الإثيوبية المصرية شهدت توترا على فترات متقطعة، مؤخرا، إثر إعلان أديس أبابا بناء سد النهضة على مجرى النيل، ما أثار مخاوف مصرية من تأثيره على حصتها السنوية من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، ومع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم في يونيو/ حزيران الماضي، بدأت العلاقات في التحسن مع محاولة الطرفين حل الخلاف في إطار ثنائي. وعقب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، زار وفد شعبي مصري يضم قيادات سياسية ورؤساء أحزاب وأكاديميين ومرشحين للرئاسة حينها أديس أبابا لمناقشة أزمة حوض النيل، وإيصال رسالة للشعب الإثيوبى بأن "الشعب المصرى لا يمكن أن يقف أمام مشروعات التنمية فى الدول الأفريقية".