أطلق د/ عباس شومان وكيل الأزهر حملة إسلامية مضادة لمواجهة حملات الإساءة للإسلام في الدول الغربية تحمل عنوانا "دعوة للتسامح " لإظهار سماحة الدين الإسلامي وإظهار حقيقة رسالة الإسلام التي جاء بها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة للعالم، وذلك لمواجهة حملات الإساءة من الجهات اليمينية المتطرفة في الغرب من خلال نشر رسوم مسيئة للإسلام وللرسول عليه الصلاة والسلام. وأوضح شومان أن الأزهر بدأ في الإعداد لنشر سلسلة من الكتب العلمية بعدة لغات للتعريف بالقيم الإسلامية التي تدعو لنشر الخير والتسامح والتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم،والتأكيد على مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام وأخلاقه الكريمة التي تدعو للتسامح والعدل والمساواة بين البشر جميعا والرحمة للجميع مسلمين وغير مسلمين،وكذلك تكثيف انتشار علماء الأزهر في كافة أنحاء العالم للتأكيد على هذه القيم والرد على كافة الاستفسارات المتعلقة بحقيقة الدين الإسلامي وخاصة في المجتمعات الغربية في المنتديات والمؤتمرات والجامعات،بالإضافة إلى دعم كل مبادرات التقارب والتفاهم بين المسلمين وغيرهم من خلال الدعوة التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر لإنشاء بيت عائلة على المستوي العالمي يجمع الجميع تحت سقف المودة والمحبة والرحمة بين جميع أصحاب الأديان. وأكد وكيل الأزهر أن أبلغ رد على الإساءة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم هو التجاهل التام لهذه الأعمال المسيئة،لأن الحديث عنها خدمة للقائمين عليها لا يستطيعون تحقيقها بكل ما يمتلكونه من وسائل، مشيرا إلى أننا يجب ألا ننسى موضوع سلمان رشدي الذي جعل منه الخوميني بطلا عالميا حين أهدر دمه،وما الحادث الأخير في باريس ببعيد فمن الآن يجب أن نجهل ونهمل اسم الصحف ووسائل الإعلام وما تقوم به تجاه رسولنا الكريم فلو أهملناها لبقيت هي ومن وما فيها نسيا منسيا. كما أكد أن هذه الحملة ستعمل على إظهار حقيقة سماحة الإسلام وعظمته وقيمه النبيلة الخالدة التي يسمو بها الزمان والمكان، وتستوعب الآخر وثقافته وتهذب منها وتصلح من شأنه وشأنها حتى لو بقي بعيدا عن دائرة الإسلام من دون التعرض للمتطاولين وأفعالهم،مؤكدا أن هدف المبادرة نابع من الفقه الإسلامي الذي شرع عهود الأمان ومنحها للجميع دون تفرقة مع غير المسلمين،ليختلطوا بالمسلمين ويتعايشون معهم فيقفون على محاسن الإسلام وقيمه من خلال سلوك أتباعه وليس كما يظن كثير من الناس زيادة موارد بيت مال المسلمين،أو إذلال وإهانة غير المسلمين. وطالب وكيل الأزهر في مبادرته الحكومات والمنظمات الدولية بإعلان رفضها لأي عمل مسيء للأديان والرسل، والعمل على وقف الأعمال التي تثير الفتن الدينية والنعرات الطائفية وتعميق الكراهية والبغضاء، وتؤجج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات، والتأكيد على ضرورة إصدار قانون دولي يجرم الإساءة للأديان كافة،وهو الأمر الذي طالما طالب به الأزهر الشريف دون استجابة!! وأشار وكيل الأزهر إلى أن أي محاولة جديدة لنشر صور مسيئة من شأنها أن تسبب موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الغربي، ولا تخدم التعايش السلمي وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه، بالإضافة إلى التنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان التي تحمل أهمية كبيرة للهدوء والسلام، كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم.