قرأت مقالات الأستاذ سليمان الحكيم بهذا المنطق وكنت أضحك كثيرا باعتبار أن فيها الكثير من الفكاهة التي لا يقصدها ولكن وجدته قد تجاوز حدود الفكاهة وأخذت مقالاته تتحول إلي استخفاف بالعقول وبالحقائق وعادة كتاب ومروجي الناصرية هي أن يأتوا بأمثلة ونوادر أقرب إلى الطرائف والفكاهة من نوعية الترزي الذي كان يضيق الملابس لعبد الناصر ومن نوعية المكتب التافه الذي باعته زوجته السيدة تحية دون علمه فثار ثورة عارمة لأنه ملك للدولة !!!!!! أما أرصدة مصر من الذهب الذي بددها كاملة في اليمن دون أن يرمش له جفن فلا يذكرها أحد !!! والأموال الطائلة التي دفعتها مصر لشراء أسهم شركة قناة السويس دون خصم مليم واحد لا يذكرها أحد بعد أن خدع عبد الناصر الشعب وادعى أنه أمم قناة السويس وكل ما فعله أنه استولى على المجرى المائي وتسبب ذلك أن ندفع قيمة الأسهم كاملة وأيضاً في تدمير الجيش المصري بالكامل وكنا على وشك أن نحتل ثانيةً لولا التدخل الأمريكي الحاسم الذي يتجاهله الناصريون حتى لا نكتشف حقائق مخجلة يريدون ألا تظهر أبداً وبالطبع الأموال التي أنفقت على مشروع وحدته الفاشل مع سوريا لا يذكرها أحد في حين أنه من فرط الزهد يضيق ملابسه لأنه لا يملك المال حاجة تقطع القلب فعلاً . أستاذ سليمان أنا أقر أن الشعب المصري أحب عبد الناصر كما لم يحب زعيم من قبل ولا أظن أن هناك زعيما سيأتي ويحبه الشعب المصري كما أحب عبد الناصر... ولكن السؤال هل كان عبد الناصر يستحق هذا الحب ؟ بالطبع لا وألف لا لماذا ؟ لأن عبد الناصر في مقابل هذا الحب خذل الشعب المصري كما لم يفعل زعيم آخر على مر التاريخ وكانت فترة حكمه سلسلة من الأكاذيب والانكسارات والكوارث تسببت فيها سياسته وطبيعته النرجسية وعقده الشخصية!!! والبداية منذ أن نجح يوسف صديق في الانقلاب الكوميدي الذي حدث بطريقة لا تتعجب إنها إرادة الله !! لأن تنظيم الضباط الأحرار قد انكشف أمره وأصبح الموضوع مجرد وقت يسير ويقبض على جميع أفراده فأتى يوسف صديق صاحب الدور الهامشي بطريقة درامية ساخرة وأنقذ أعناق عبد الناصر ورفاقه في اللحظة الأخيرة وبالطبع نال الجزاء وزيادة من عبد الناصر فيما بعد!! وتحمل اللواء المحترم صاحب السمعة الطيبة والمكانة العسكرية المرموقة محمد نجيب عواقب هذا الانقلاب الكوميدي وأعطاه المصداقية والجدية هذا بالطبع زائد الدعم الأمريكي الغير محدود والذي كان له هدف واحد هو إزالة النفوذ الإنجليزي وإحلال النفوذ الأمريكي بدلاً منه ووجدوا ضالتهم في هؤلاء الشباب عديمي الخبرة والثقافة السياسية بدلاً من الملك العيل وبشوات الحكم العجائز الذي يصعب التعامل معهم واسأل نفسك سؤال بسيط جداً لماذا التزمت بريطانيا الحياد في ذلك الانقلاب الهزلي رغم أنها كانت تستطيع أن تسحقه بمنتهى السهولة !!!!؟؟؟؟؟ وبالطبع الإجابة معروفة جيداً ولكنكم تتجاهلونها وحينما انفرد عبد الناصر بالأمر بعد أن جاءه من حيث لا يحتسب بدأت شخصية عبد الناصر بكل ما تحمله من عقد وترسبات نتجت من بيئته المتواضعة جداً وأسرته الفقيرة والمفككة تظهر تماماً وبدأت سلسلة أكاذيبه بأنه هو الذي علمنا العزة وزرع فينا الكرامة وحررنا وأعطى للفقراء الفرص رغم أنه نفسه أخذ فرصته الكاملة وأكثر فرغم فقره الشديد وعائلته المتواضعة للغاية وعدم تميزه العلمي إلا أن المجتمع الظالم الفاسد أتاح له الفرصة ليتبوأ مكانة مرموقة جداً وهي مدرس في أرقى أكاديمية علمية عسكرية في مصر ولم يقل له أحد أنك فقير ووالدك ساعي بريد ولا يليق أن تدرس لأبناء البشوات والبكوات والأعيان وتناسى عبد الناصر ذلك وصارت كل أهدافه هو الانتقام ممن لم يظلمه وأتاح له الفرص هو وغيره ليصبحوا ضباطاً في الجيش المصري وأخذ ينتقم من الجميع بضرب الطبقات ببعضها والتنكيل بكل من يحمل شبهة الثراء بحجة الانحياز للفقراء مما أوجد أمراضا اجتماعية مازلنا نعاني من آثارها . وبما أنه كان طالب غير مميز علمياً ومستواه الدراسي تحت المتوسط فعمل على هدم التعليم الجيد الذي كانت تتميز به مصر وأعلن مجانية التعليم الجامعي بطريقة وهمية دون إنشاء جامعات تستوعب الأعداد الكبيرة الزائدة أو بناء قاعدة علمية وبحثية منضبطة تستطيع عمل منظومة محترمة لتخريج شباب ينهض بهذه الأمة وأصبح كل طموحه وهدفه هو أن يكون الزعيم الأوحد والملهم فأصبحت كل مشاريع التنمية في عهده دعائية بحتة حتى أن مشروع السد العالي الذي يعتبر أحد أعظم المشاريع في تاريخ مصر وهو خلاصة حلم وجهد وحياة المهندس المصر اليوناني الأصل أدريان دانينوس الذي أنفق على دراساته وتصميماته وجدواه كل ثروته الطائلة لفترة تزيد عن الأربعين سنة أي قبل أن يولد عبد الناصر كان خلالها يعرضه على كل حكومة فترفض متعللة بالتكاليف وحينما أقنع عبد الناصر به حوله عبد الناصر من مشروع قومي إلى معركة سياسية لا فائدة منها وفي النهاية نفذ المشروع بتصميم وخبرة وتمويل روسي رغم أن البدائل كانت أفضل بمراحل لو نفذ هذا المشروع كهدف قومي حقيقي دون إدخال لعبة السياسة والاستعراض فيه وسيكون ذلك موضوع مقال مستقل إنشاء الله. ومن خطايا عبد الناصر هو العمل على إنشاء قاعدة صناعية عملاقة دون أن يعمل على إنشاء وتأسيس الكوادر والبنية العلمية التي تستطيع أن تقوم بذلك والنتيجة أننا وحتى الآن لم نخرج عن نطاق التجميع وشراء خطوط الإنتاج والتصنيع من الدول المتقدمة بالفعل متوهمين أننا نصنع !!! أما رؤيته السياسية فهي قمة الكوارث التي مازالت تعاني منها مصر وبداية الكوارث السياسية هي قبوله بما لم يقبل به أي وطني مصري ممن كان القرار بأيديهم وهو انفصال السودان عمق مصر الإستراتيجي ومحور أمانها المائي والجغرافي وحسبي الله ونعم الوكيل أما تعامله وسياساته مع إسرائيل فتستحق أن نضع عليها الآلاف من علامات التعجب ويكفي للتدليل على ذلك أن مساحة إسرائيل قد تضاعفت في عهد عبد الناصر إلى أكثر من ثلاثة أضعافها بسبب أن كل معارك ناصر مع إسرائيل لم يأخذ فيها قرار غير الانسحاب !!!؟؟؟ أستاذ سليمان أنت تحب عبد الناصر وهذا حقك أو ربما مرضاً ابتلاك الله به ولكن لا تستخف بعقولنا وتدعي أن عبد الناصر كان محقاً في كل ما فعله لأنه مثلاً قتل عدة مئات من الإخوان في معتقلاته بسبب نزاع سياسي وتتجاهل أنه أذل الآلاف من الإخوان وكل التيارات السياسية بما فيهم جانب كبير من مريديه وأهان كرامتهم وإنسانيتهم كما لم يفعل زعيم في التاريخ وعندك مذكرات عدد من كتاب الناصرية عن ذكرياتهم في معتقلات ناصر وعن الأهوال التي مروا بها هم وغيرهم ممن أوقعهم حظهم العاثر في أيدي زبانية ناصر وتتجاهل أنه بسبب رعونته وتهوره وعوامل مريبة سيكشفها التاريخ حتماً تسبب في قتل عشرات الآلاف من خيرة شباب مصر ويا ليتهم قتلوا وهم يدافعون عن وطنهم بل قتلوا وهم ينسحبون ؟ وتتجاهل أنه أطلق أجهزة أمنه ومخابراته على الشعب لتذيقه من المهانة والرعب ما لم يشهده الشعب المصري طوال تاريخه المديد وارجع إلي وثائق محاكمة قضية المخابرات الكبرى عام 1968إذا كنت ترغب أن تعرف أو تتذكر وإن كنت أشك في ذلك !! أما ما كتبته عن الأستاذ العملاق محمد جلال كشك .. أنت تعلم جيداً يا أستاذ سليمان أن الأستاذ محمد جلال كشك هو أكثر من كشف حقيقة زعيمكم المخزية وهو أكثر من مرمط الأرض بأفاق العصر وأحد أكبر كذابي التاريخ المدعو هيكل فيلسوف الناصرية المزعوم والذي يعرف حقيقته جيداً كل من درس فترة عبد الناصر بطريقة محايدة خالية من الأوهام وإنشاء الله سيكون لنا عدة مقالات في دراسة السيد هيكل الذي نعرف حقيقته جيداً رغم أن أستاذي محمد جلال كشك عمل الواجب وزيادة وأخيراً أحب أن أنبه الأستاذ سليمان أن الأستاذ محمد جلال كشك مات عام 1993ولم يجرؤ هيكل أو غيره من كبار كتاب الناصرية أن يواجهه رغم تحديه لهم في كل مقالاته وكتبه أن يواجهوه أو يفندوا حججه إن كانوا على ذلك قادرين أو بالطبع لم يستطع أحد منهم أن يفعل . فلا داعي أن تأتي الآن وتدعي على رجل مات منذ ما يقرب من 18 سنة انه عميل وأنه انزوى بعد هزيمته وهذا لم يحدث لأن متعة الأستاذ محمد جلال كشك الوحيدة وإلى آخر يوم في حياته كانت في تجريسكم ثم تحديكم أن تردوا عليه وعندي جميع مقالات ودراسات الأستاذ محمد جلال كشك التي تثبت ذلك إن أردت أن تؤلم نفسك بكم محترم من التجريس الحقيقي !!! فلا داعي أن تكتب أشياء وهمية وغير معقولة متخيلاً أن أحداً لن يرد عليك لأن في جعبتنا الكثير جداً مما سيدهشك وأرجوك ثانية لا تستخف بعقولنا واكتب في شيء يفيد القارئ إذا كان عندك ما يفيد !!!