عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الذهب اليوم السبت 23 أغسطس 2025 بالصاغة    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    أبطال فيلم "وتر واحد" يشاركون ويجز تألقه على مسرح العلمين    من جلسات التدليك لمنتجعه الخاص، جيسلين ماكسويل تكشف تفاصيل مثيرة عن علاقتها بإبستين وترامب    مباراة النصر ضد الأهلي مباشر في السوبر السعودي 2025.. الموعد والقنوات والتردد    «الشمس هتغيب قبل المغرب».. كسوف الشمس الكلي يظهر في سماء 9 دول بهذا التوقيت    «عايز أشكره».. آسر ياسين يصعد على المسرح خلال حفل ويجز بمهرجان العلمين.. ما القصة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    تفاصيل قطع المياه لمدة 6 ساعات في المنطقة المحصورة بين الهرم وفيصل بالجيزة    أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. حسام حبيب ينفى عودته لشيرين.. 3 أفلام جديدة تقتحم شاشات السينما المصرية تباعا حتى أكتوبر.. إيرادات فيلم درويش تتجاوز ال20 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات    "حضورك راقي" 11 صورة لزوجة محمد عواد والجمهور يعلق    رئيس أركان الجيش الهندي يزور الجزائر الأسبوع المقبل    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    العملاق مدحت صالح يبدأ حفله بمهرجان القلعة بأغنية "زى ما هى حبها"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    أول تعليق من النني بعد فوز الجزيرة على الشارقة بالدوري الإماراتي    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحگيم عبد الناصر : التغيير كان حتميا
ثورة 25 يناير أكبر رد اعتبار لعبد الناصر
نشر في الأخبار يوم 23 - 04 - 2011

الصدفة وحدها قادته الي ميدان التحريرأيام الثورة، وحين تعرف عليه الناس رفعوه علي الأكتاف وحولوه الي رمز لزمن الحلم الجميل . هي نفسها الصدفة التي ضمته الي الوفد الشعبي الذي ذهب الي اوغندا لتحسين العلاقات مع دول منابع نهر النيل، وهناك حين اكتشفت القيادة السياسية وجوده رفعت درجة استضافة الوفد المصري وعاملته معاملة الرؤساء. ريحة الحبايب، او هي حالة من النستالچيا او الحنين للماضي.
هي أيضا الصدفة التي جعلته دوناً عن ابناء الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، رغم انه اصغرهم سنا يدخل معترك السياسة وتتوقع منه بعض الدوائر القيام بدور مهم في المرحلة القادمة بعد ثورة 25 يناير. بعضهم يطالبه بالترشح للرئاسة، والبعض الآخر يتمني ان يقوم بإحياء التيار القومي العروبي الاشتراكي الذي خطه والده من قبل. آخرون يترقبون شكل وعمق انخراطه في السياسة ويتساءلون : هل سينضم لحزب قائم أم ينشئ حزبا جديدا أم يكتفي بلعب دور الحصان الرابح في لعبة البوكر السياسية؟
عبد الحكيم عبد الناصر يجيب عن كل هذه التساؤلات وعلي مدي اكثر من ثلاث ساعات دار الحوار اشبه بالبينج بونج
اليوم أيقنت ان ثورة 25 يناير نجحت!
هكذا بادرني المهندس عبد الحكيم عبد الناصر لدي استقباله لي. ان اتحدث الي صحيفة قومية، و"الأخبار" تحديدا هذا دليل نجاح الثورة وحدوث التغيير.لم تخف المجاملة ما ألمح اليه " حكيم "من عداء تقليدي بين عهدين: دار أخبار اليوم منذ عهد مؤسسيها الأخوين علي ومصطفي أمين و كل ما يمت لعبد الناصر بصلة.
ننسي الماضي ونفتح صفحة جديدة في عصر الثورة وبفضلها. هكذا اتفقنا ضاحكين علي حوار لا تنقصه الصراحة والمكاشفة
كيف نزلت الي ميدان التحرير، ومتي وبأي روح ؟
نزلت بالصدفة.. بعدما ما سمعت عن الثورة من أولادي.كنت انا وزوجتي في الأقصر وعرفت من الأولاد انهم نازلين الميدان. وسألتهم: ماذا يريد الشباب؟ فقالوا : لن يرحلوا الا عندما يرحل مبارك. هم سبقوني.بصراحة اكملت يومي بطريقة عادية لكن حينما رأيت الحضور منقطع النظير ثم أحداث 26و27 يناير في السويس تحديدا التي اشعلت الدنيا بعدها في يوم 28 لم يكن من اللائق ان ينزل الشباب الي الميدان لإحداث التغيير ولا نكون معهم. الروح كانت مليئة بالحماس والأمل. هناك في الميدان كان زخم الثورة هادرا لا يسمح بالتفكير او التردد.بالمناسبة احب اوجه التحية لشعب السويس طول عمرهم رجالة وظلموا علي مدي الأربعين سنة الماضية.علي أية حال وجدتني انزل ميدان التحرير واتفرج علي الحزب الوطني وهو يحترق ولا اريد ان يفوتني هذا المشهد . حين نزلت الي الميدان كنت واحدا من ملايين المصريين ومن هناك وجهت رسالة الي مبارك طالبته بالرحيل. قلت له انت فشلت ونظامك فاشل ويجب ان ترحل. الشعب هو صاحب القرار. وكان هذا هو رأيي طوال الوقت.
حين تواجدت في الميدان حدث شئ ما. أخرجت كل ما كان بداخلي . وكم تأثرت حين وجدت المتظاهرين يرفعون صور عبد الناصر. الآن وبعد 40 سنة من محاولات مستميتة لاغتياله معنويا وتشويه صورته. هؤلاء أحفاد من عاصروه. هؤلاء الشباب لم يعرفوا ناصر لكنهم يرفعون صورته الآن. حالة نادرة يصعب علي وصفها. الثورة هي اكبر رد اعتبار لعبد الناصر.
في الفترة الأخيرة ظهرت كالشهاب ثم اختفيت. نزلت التحرير وذهبت لأفريقيا ودار الكلام عن ترشحك للرئاسة وكلام عن حزب ناصري.. وعمل سياسي و..و..ثم ؟
بضحكة طفولية يقول: اسمعي بعد 25 يناير كانت هناك حالة أشبه بالحلم لم اكن اتخيل أني سأعيش لأراه. كان لازم يحصل حاجة ونخرج ونطلق ما في صدورنا. لم يكن في نيتي أي حراك سياسي. السياسة فيها نوع من الدهاء خال من البراءة. وأنا تفاعلت بمنتهي البراءة والعفوية.وفي جميع الأحوال أنا موجود وإذا وجدت لنفسي حزباً أو أي جهد استطيع القيام به فلن أتأخر.المشكلة ان لدينا اليوم فرصة لا يجب اهدارها، التيار الديني منظم والتيار الليبرالي منظم لكن القوي التقدمية والاشتراكية والقومية العروبية مختلفة فيما بينها، وأدعوهم من هنا من منبر الأخبار أن ينبذوا خلافاتهم .. وعلي كل هؤلاء الذين ارتبطوا بعبد الناصر وثورة يوليو التي حققت لهم أحلامهم ان يتحدوا في جبهة واحدة.
وأنت ما دورك هل ستشكل حزبا؟
لا أحب ان أفرض نفسي علي أحد. هناك من سيقول نحن الذين ناضلنا ودخلنا السجن وهو كل مؤهلاته انه ابن عبد الناصر. يقهقه ويضيف : لا أريد الدخول في معادلة توريث. لكن صدقيني انا حزين فالتيار الناصري منقسم وهذا ليس في مصلحة التيار. أريد ان اري هذا التيار يشارك في تحقيق مبادئ ثورة يوليو التي آمنوا بها وأهمها العدالة الاجتماعية . هذه الكتلة التي أراها كبيرة جدا قد تتحول الي كتلة صامتة. أتصور ان الأحزاب الموجودة تكفي وستختصر كثيرا من العقبات المادية والوقت. من الممكن جدا البناء علي ماهو قائم لو توحدت الجهود.
لماذا انت الوحيد دونا عن أشقائك برز اسمك في الساحة السياسية مؤخرا؟
كل واحد فينا محكوم بظروفه. هدي (يقصد د. هدي عبد الناصر استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة) تقوم بدور اكثر من نبيل وجميل. تفرغت منذ اكثر من 15 سنة لتوثيق سيرة الوالد وأنشأت موقعا علي الإنترنت بعنوان: www.nasser.org لكي يجد فيه كل شباب الأجيال التي لم تعاصر عبد الناصر المعلومات التي يريدونها من الخطب والصور والمقالات خاصة مقالات الأستاذ هيكل وأوردت فيه حتي الوثائق البريطانية والفرنسية. د. هدي قامت بمشروع كبير جمعت فيه كل الوثائق المكتوبة بخط يد عبد الناصر وقامت بتفريغها وتبويبها في 7 مجلدات.
أما خالد فقد كان له اهتمام سياسي لكن ظروفه الصحية حالت دون استكمال هذا النشاط وعبد الحميد كان دائما بعيدا عن السياسة. أنا نفسي لوكنت تحدثت معي قبل 4 او 5 شهور لم اكن اتخيل اني سأقف وأخطب في المحلة الكبري. قبل ايام تلقيت دعوة كريمة من العالم الدكتور محمد غنيم والأستاذ طارق الشيمي لحضور الاحتفال بذكري تأسيس حركة 6 ابريل. هناك حين رآني الناس هتفوا " ناصر ياحرية .. ناصر يا اشتراكية" شعور غامر صعب وصفه وجدتني اقف واتحدث واخطب في الجماهير!
انتم أولاد عبد الناصر عاصرتم نظامين بعده كيف كانت علاقتكم بكل من نظام السادات ومبارك وهل تعرضتم لمضايقات؟
في فترة السادات كنا في حالة ذهول من الهجمة الشرسة التي تعرضت لها سمعة عبد الناصر خاصة بعد حرب 73 . لدرجة ان والدتي رحمها الله كانت تتعجب وتقول لو كان السادات جاء بانقلاب علي ناصر لم تكن الهجمة بهذه الشراسة. بل ان هناك فقرة في مذكراتها جاء فيها كيف ان عبد الناصر كان يؤكد لها ان السادات اكثر الناس حبا لنا.وانه لن ينسي كيف استدعاه من رفح وضمه الي الثورة. بالنسبة لنا لم تكن هناك مضايقات بشكل شخصي، ولم تكن لنا مطالب فقد ربانا الوالد علي ان ما نعيشه هو وضع مؤقت وتعودنا علي الحياة العادية . المضايقات الأكثر كانت بالافتراءات والأكاذيب علي اسم الوالد وأول واحد كان يعرف انه كذب هو السادات. والتضخيم بانه عصر عاش فيه الناس غير آمنين . طيب لو كان عصرا بهذه الكآبة هل كانت الناس ستخرج بالملايين بعد 67 وتطالبه بعدم التنحي؟ أو تخرج لوداعه عند وفاته؟ لقد رأينا الملايين في 11 فبراير الماضي وهي ترقص عند تنحي مبارك.
المقارنة ظالمة ظرف التنحي في 67 مختلف، البلاد كانت خارجة من النكسة والشعب لا يعرف طريقه ومن الصعب ان يتخلي عنه الزعيم ؟
كلا.. أقصد ان العواطف وقتها نحو عبد الناصر كانت ايجابية. مثل هذه العواطف الإيجابية لم تكن لتنشأ عند شعب مقهور وخائف ويشك فيه الفرد في الآخر والكل يكتب تقارير عن الكل كما حاولوا تصوير عصر عبد الناصر. اظن "كانوا ما صدقوا".
ويستدرك المهندس عبد الحكيم قائلا: أنا لا ازعم انه لم تكن هناك أخطاء ولا أنكر وجود معتقلات في عهد عبد الناصر. انما المعتقلات موجودة في كل الدول وكل العصور. الآن ونحن نتحدث مازالت هناك معتقلات واعتقالات في مصر. لكن الشعب وقتها كان يري ان الحلم يتحقق وأن الرئيس خادم للشعب وليس العكس وانه يقول ان الشعب هو القائد والمعلم وانه يفكر في مصالحهم.
اسمعي كلنا كنا نشعر بالفخر والاعتزاز في حرب 73 لكن هل يصدق حجم الإنكار التام لكل ما أداه عبد الناصر؟ لدرجة منع ذكر اسمه وحتي في تاريخ ميلاده يوم 15 يناير يأتي في باب "حدث في مثل هذا اليوم" بالأهرام ذكر ميلاد علي الكسار ولا يذكر اسم عبد الناصر؟ حتي في الكتب المدرسية يمحي ذكره وكل ما يدرج في المناهج من انجازات مبني للمجهول؟ الثورة قامت، تأميم القناة، بناء السد العالي؟ الاسم الوحيد الذي يذكر في مناسبة الثورة هو ان السادات ألقي بيانها الأول؟
أفهم من ذلك ان عصر مبارك كان اكثر تقديرا لذكري الزعيم جمال عبد الناصر؟
ليس تماما. ربما لم تعد هناك حالة الشخصنة . كانت خطب عبد الناصر تتردد في ذكري الثورة وأغاني الثورة تذاع كثيرا. لكن من الناحية السياسية كان المنهج واحدا. ففي كلماته كان مبارك يسخر دائما ويقول: "ها عايزين نرجعكوا للعصر الشمولي؟" وقد سار مبارك علي نهج السادات في كامب ديفيد والتبعية للأمريكان وتفوق عليه بأن زاد عليها التبعية للصهيونية. وتوحش في عهده الحزب الأكذوبة المسمي بالوطني.وانتشر الفساد اثناءه بشكل غير مسبوق.
كان عصر مبارك يتسم بقناعة معينة هي اسمع ما تريد وقل ما تريد وسنفعل نحن ما نريد.
ما تقييمك للوضع الحالي وحكومة الثورة برئاسة عصام شرف ثم المستقبل؟
هناك حالة قلق وخوف علي الثورة. يجب ان نفهم ان الشباب الذي انجز 25 يناير قادر علي ما هو اكثر. يجب ان نتفاءل وان نفهم اننا في مرحلة انتقالية والحكومة الحالية تعمل في ظروف استثنائية فالفساد كان يفوق اي خيال وعلينا جميعا ان ندعمها. وأهم شئ عليها ان تعمل عليه هو الأمن أولا وثانيا وثالثا. أمن المواطن لا أمن الدولة. بعدها تأتي هيبة الدولة. هذان هما اهم التحديات امام هذه الحكومة ولو نجحت فيهما تكون قد أدت مهمتها بنجاح.
بالنسبة للمستقبل بعد هذه الفترة اتصور ان الدولة يجب ان تبدأ هي بالاستثمارات ثم تطرح الأسهم للاكتتاب، والمشروع الناجح سيجذب المساهمين ولا مانع ان تصل حصة الدولة فيما بعد الي صفر في تلك المشروعات.
من المهم الاستعانة بكفاءات الشباب. حين شكل ناصر اول حكومة للثورة اختار اسماء مثل عزيز صدقي حاصل علي الدكتوراة في التصنيع من هارفارد وكان عمره 37 سنة. ومثله مصطفي خليل دكتوراة من الينوي وعبد المنعم القيسوني دكتوراة من جامعة لندن في الاقتصاد. كلهم لم يكونوا وصلوا لسن الأربعين، ومصر فيها كفاءات كثيرة المهم ان نعطيها الفرصة لتبرز.
بصراحة.. ما موقف أسرة عبد الناصر من اشرف مروان؟
علاقة اشرف مروان بعبد الناصر انتهت يوم 28 سبتمبر 1970( تاريخ وفاة الزعيم). بعد ذلك برز اسمه في عهد السادات. تاريخ الميلاد السياسي لأشرف مروان هو 15 مايو 1981 ( تاريخ ثورة التصحيح كما اسماها الرئيس الراحل أنور السادات) ..لا بل في 13 مايو يوم استلامه الاستقالات من سامي شرف وقيامه بتوصيلها للسادات. منذ ان قبل اشرف مروان القيام بهذا الدور هو محسوب علي السادات. لقد تركه عبد الناصر موظفا عاديا في الحرب الكيماوية ثم بمكتب سامي شرف.إذا كان عبد الناصر لم يكن يميز ابناءه فماذا عن زوج ابنته؟
ما دار بعد ذلك كان جزءا من النظام الذي ارتد علي عبد الناصر في الفترة اللاحقة.
لكني اتابع الصحف الإسرائيلية وأجدها مصممة علي انه كان عميلا مزدوجا وأنه أفادها برغم ان الرئيس المخلوع مبارك قام بتبرئته علنا بعد وفاته!
الوحيد الذي يمكنه الإجابة عن ذلك هو جهاز المخابرات هو الذي يجب ان يعطينا الإجابة ويوضح إن كان مروان عميلا مزدوجا أم لا.أما أنا فليس عندي إجابة .
ناصر في افريقيا
حققتم نتائج مبهرة في زيارة الوفد الشعبي لأوغندا.هل بفضل وجودك فيه كابن ناصر؟
الحقيقة الاستقبال في اوغندا كان هائلا. ذهبنا فوجدنا عبد الناصر هناك . كل هذا الحب والزخم الذي نتمتع به الواحد كان حزيناً. الأفارقة شعوب عاطفية كيف اهملناهم طوال الأربعين سنة الماضية وتعالينا عليهم بهذا القدر؟ رغم ان مصدر حياتنا عندهم. لقد تعلمنا منذ الصغر ان مصر هبة النيل لقد كانت هذه خطيئة تصل لحد الجريمة. بالطبع كان الغياب المصري سببا في دخول الصهاينة ومن المؤكد ان أي تدخل لهم هناك يضر بمصالحنا.
بالطبع كانت هناك حالة "عتب" وعدم تصديق كيف تخذلهم مصر مركز التحرر الوطني الأفريقي. كانت مفاجأة مثلا ان نعرف ان الشارع الرئيسي في العاصمة اسمه شارع ناصر.
اثناء وجودنا اتصل بي شخص اسمه كالي يتولي الداخلية هناك وكان والده من قيادات التحرر الوطني في اوغندا وكان مكتب حركتهم موجودا هنا في القاهرة بمنطقة الزمالك وقد فاجأني بإحضار صورة لوالده مع والدي. بل ان لافتات الحزب تحمل صور والده زعيم الحزب والرئيس يوري مويسيفني وعبد الناصر.
وفي اليوم الثاني من الرحلة نظموا لنا زيارة لمنابع النيل هناك شاهدنا خزاناً بناه الإنجليز في نفس الوقت الذي بنوا فيه خزان اسوان لنا.وقالوا لنا: لكن محطة الكهرباء بناها لنا عبد الناصر. الحمد لله لدينا رصيد طيب هناك ويكفي ان نيلسون مانديلا حين زار مصر بعد خروجه من السجن طلب مشاهدة ثلاثة اشياء: النيل والهرم وضريح عبد الناصر.
كيف تشكل هذا الوفد الذي توجه لأوغندا؟
لا اعرف تحديدا. لكني كنت بالغردقة واتصل بي الأستاذ جورج اسحق وقال لي: نحن ذاهبون الي منابع النيل، بدون تردد وافقت وقلت له غدا آتيك للقاهرة. وبالفعل قطعت رحلتي وذهبت معهم. أروع ما في الموضوع ان هذا الوفد الشعبي كان يضم كل الأطياف السياسية، كان هناك من الوفد والإخوان والناصريين وكان هناك شباب الثورة الذين تعاملت معهم واستمعت اليهم عن قرب في تلك الرحلة.. الكل خلع رداء حزبيته وكانت لدينا اجندة واحدة هي توصيل رسالة للقيادة والشعب هناك، هي ان روح مصر التي وقفت معهم في الخمسينيات والستينيات من اجل التحرر عادت وانها هي الروح الموجودة بعد 25 يناير التي ذهبنا بها.
وهل وصلت الرسالة؟
الاستجابة كانت رائعة والرئيس نفسه تفهم وقال اننا لن نفعل ما يضر مصر وحصلنا منه علي وعد بأن الاتفاقية الإطارية لن توقع بدون انضمام مصر وبأنه سيلتقي بباقي الرؤساء كي لا يتم مصادقة البرلمانات الأفريقية. وأوضح لنا وجهة نظرهم واحتياجهم للنيل في توليد الطاقة. هم لا يحتاجون المياة للزراعة فلديهم مياة الأمطار، بل ان مشكلتهم عكس مشكلتنا.هم لا يريدون التوسع في الزراعة البدائية لأن هذا سيكون علي حساب رقعة الغابات الاستوائية الموجودة. وهم لديهم تصور انهم يفضلون التوسع في التصنيع فمن الأفضل لهم مثلا بناء مصنع علي مساحة عشرة افدنة يوفر وظائف لألف شخص بدلا من توفير خمسة افدنة لكل شخص يقوم بزراعتها بما يعني انه سيحتاج لمساحة خمسين الف فدان لتشغيل نفس الألف، بينما تتآكل رقعة الغابات بما يؤثر علي التوازن البيئي الطبيعي.
رسالتنا وصلت ورسالتهم وصلتنا وهناك اتفاق علي ضرورة تحقيق التنمية المشتركة بين دول حوض النيل كافة. ومن المهم ان نتعاون معهم في إنتاج الطاقة
هل سيقف الجهد الشعبي عند أعتاب اوغندا ام سيمتد لباقي دول حوض النيل؟
كلا بالطبع لن يقف عند اوغندا يتم الآن إعداد زيارة لإثيوبيا، كما ان لدينا امتداداً في كينيا يجب الاستفادة به. وكان هناك دور مميز لشركة النصر للتصدير والاستيراد وكلما استمعنا لأحد الأفارقة نجده يذكر دورها المميز فقد كان لها دور ورؤية في التكامل الاقتصادي والسياسي مع الأفارقة.
واثيوبيا تحديدا لها اهمية خاصة في 80٪ من مياه النيل تأتينا من هناك. وكانت لنا علاقات مميزة معها. الإمبراطور هيلاسلاسي كان ضيفا دائما علي مصر بمعدل مرتين في السنة. ولك ان تعرفي ان المرة الأولي التي تظهر فيها الوالدة ظهورا رسميا في حفل استقبال وعشاء كان لاستقبال هيلا سلاسي وزوجته.
سمعت رأيا من أحد الرسميين ان الدول الأفريقية نضجت وأصبحت مطالبها واحتياجاتها تفوق ما يمكن ان تقدمه مصر لها ؟
نحن لا نتحدث عن مصر بمفردها. عبد الناصر رسم ثلاث دوائر للاهتمام والقيادة المصرية. الدائرة العربية والأفريقية والإسلامية. ولو عادت مصر لقيادة دائرتها العربية فلن تكون بمفردها.
كيف نترجم الجهد الشعبي المصري الي توجه رسمي؟
انا واثق ان الملف الأفريقي يحظي باهتمام رئيسي من الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء. كما ان الأفارقة ايضا بدأوا يدركون ان مصر تغيرت بالفعل. ووزير الخارجية الحالي نبيل العربي نموذج مختلف تماما ومشرف. كان أهم شئ هو كسر الحاجز الذي حجب مصر عن محيطها الأفريقي. وأنا متفائل وواثق من قدرة مصر الجديدة علي إصلاح الأخطاء الكبري التي اقترفها النظام السابق. لدينا رصيد هائل لدي افريقيا ولدينا الخبرة التي يحتاجونها في انتاج الكهرباء الهيدروليكية. ولدينا مدرسة كبري اسمها السد العالي. وقدرتنا علي تقديم الاستشارات لأفريقيا مشهودة وهناك دول عربية كثيرة سترغب في إرضاء مصر وستساعد في زيادة الاستثمارات في أفريقيا.
ما رأيك في التقارب مع ايران؟
في الحقيقة انا مندهش ما هي مشكلتنا مع ايران؟ كانت لدينا مشكلة مع نظام الشاه. وكان معروفا ان هناك ثالوثا يعمل ضد مصالحنا هو السافاك والموساد والسي آي ايه. وكان نظام الشاه عدواً للثورة المصرية وله دور في إقامة الأحلاف المعادية كحلف بغداد. وجاء نظام ثوري قطع علاقاته مع اسرائيل وحول مكاتبها الي مقار اعطاها لمنظمة التحرير الفلسطينية. هل بسبب صداقة شخصية بين السادات والشاه نتجاهل المصالح القومية؟ انا لا تهمني المرجعية الدينية لهذا النظام وايران لها دولة حدودها معروفة ولن تخرج عنها.
الخوف كان من تأثير المد الإيراني وليس فقط من اختراق الحدود السياسية
ولا أخشي أيضا من المد الإيراني فلن ينافسنا.. نحن الآن في حالة ثورة
ولنا مدنا الثوري الذي وصل الي الخارج. ليس لدي احساس بالخطر او الدونية، وعلي العكس المفروض ان نتكامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.