امتدحت صحيفة"ذا هيل" الأمريكية خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي في مطلع يناير. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 10 يناير أن خطاب السيسي لاقى ترحيبا كبيرا من الغرب، لأنه تحدى أفكار كثير من المسلمين, وشدد على محاربة ما سمته "العنف الجهادي", وضرورة إقامة "ثورة دينية". ووصفت الصحيفة السيسي بأنه "مارتن لوثر" المسلمين, وتابعت "الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية أكد صحة كلام السيسي، وينبغي على الرئيس الأمريكي باراك أوباما التعاون معه, لوقف العنف الجهادي". ومارتن لوثر (10 نوفمبر 1483 - 18 فبراير 1546) راهب ألماني، وأستاذ للاهوت، ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران, التي كانت تبيعها الكنيسة في هذه الفترة, مقابل التكفير عن الخطايا. وقال لوثر :" إن الله يمنح المغفرة, بمعزل عن أي عمل صالح، وإن الغفران يحلّ من أي عمل تكفيري أو عقوبة مرتبطة به"، واعتبر أنه لا يجوز على أتباع المسيح القبول بمثل هذه الصكوك, المتعلقة بالعمل الصالح. وكان السيسي دعا لما وصفها ب"ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون, وباتت مصدر قلق للعالم كله". وقال السيسي في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف في 2 يناير ، إنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها". وأضاف "هذا الفكر يعني أن 1.6 مليار (مسلم) حيقتلوا الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات عشان يعيشوا هم". وتابع أنه يقول هذا الكلام أمام شيوخ الأزهر, وقال :"والله لأحاجكم به يوم القيامة"، وطالبهم بإعادة قراءة هذه النصوص "بفكر مستنير". وأشار إلى أن الخروج من هذا الفكر يقتضي ثورة دينية وتدقيقا والاطلاع عليه من الخارج, لأنه "لا يمكن أن يكون داخلك وتحس به". وأثار الخطاب السابق جدلا واسعا, وقال محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف المصري السابق في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن هذا الخطاب يدعو للخروج على ثوابت "الإسلام", كما ينعت 1.6 مليار مسلم بأنهم سبب القلاقل في العالم، ويغمز في هذا لمبدأ "الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام"، كما يصور المسلمين بأنهم "دمويون يريدون أن يعيشوا فقط على حساب قتل الآخرين". وفي المقابل, أعلنت دار الإفتاء المصرية تبنيها ما سمتها "دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني"، وقال مفتي مصر شوقي علام إن الدار أقرت خطة مكثفة لمواجهة "الأفكار المتطرفة"، والرد عليها بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة.