أكد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس في حرب أكتوبر 1973، أن المصريين يرفضون التفريط في دماء الشهداء الذين سقطوا بنيران إسرائيلية في هجوم الخميس بالمنطقة الحدودية، ولا يقبلون بالاعتذار عن الهجوم الذي أدى إلى استشهاد ضابط وأربعة جنود مصريين، متمسكًا بالقصاص من القتلة الذين اخترقوا السيادة المصرية وقاموا بقتلهم في حادث أثار موجة تنديد واسعة في مصر. وحث المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك على اتخاذ موقف حازم من إسرائيل، "أقول له أن الشعب ينتظر منكم وقفة تاريخية لتعلم إسرائيل ومن وراء إسرائيل أن مصر 25 يناير لن تعود إلى ما قبل 25 يناير، ولن تفرط فى نقطة دم من أبنائها". وانتقد الحديث بعقلية ما قبل ثورة 25 يناير من قبل المسئولين والقادة الحزبيين في مصر ردًا على الحادث عبر مطالبة إسرائيل بالاعتذار رسميًا عما بدر منها، قائلا: "إنني أقولها بكل صراحة وليسمعها كل مسئول على أرض مصر بأن شعب مصر الذى ضحى بشهدائه لاستعادة كرامته وعزته لم ولن يقبل اعتذارا لا من إسرائيل ولا من الأممالمتحدة بكل تنظيماتها لأننا اعتدي علينا مع سبق الإصرار وداخل حدودنا وعلى أرضنا وعلى أبنائنا المكلفين بحراسة أرضنا". وقال الشيخ حافظ سلامة، إنه "يتوجب على الحكومة الإسرائيلية التحقيق مع العسكريين الإسرائيليين الذين اقتحموا أولاً أجواءنا وأرضنا وقاموا بإطلاق الذخيرة الحية على أبنائنا من جنودنا على أرض وطننا فبأي حق قاموا بكل هذه الاعتداءات وانتهاءً بقتل أبنائنا على أرضنا، وإننا نطالب أولاً بالقصاص لدم شهدائنا من أبناء وطننا العزيز". وشدد على ضرورة أن تعطي مصر "درسًا لإسرائيل ولمن هم وراءها بأن شعب مصر الذى ضحى بشهدائه فى ثورة 25 يناير لا يمكن أن يضحى بهذه الدماء ويعود عقرب الساعة إلى الوراء مرة ثانية"، مؤكدًا أنه لا يوجد أي مبرر للهجوم بعد أن اخترقت الطائرة الإسرائيلية الحدود المصرية وقامت بمهاجمة الجنود المصريين بينما كانوا بردائهم العسكري. وذكّر بحادث إطلاق النار على مجموعة من الإسرائيليين حين قام الجندي سليمان خاطر في 5 أكتوبر 1985م أثناء نوبته حراسته بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء عندما فوجئ بمجموعة من الإسرائيليين يحاولون "التبة" التي تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بأن هذه المنطقة ممنوع العبور لكنهم لم يلتزموا وواصلوا سيرهم فأطلق عليهم الرصاص. وتمت محاكمته عسكريا، وفي 28 ديسمبر عام 1985 صدر حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، وبعد أن صدر الحكم عليه نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا. وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديدًا في 7 يناير 1986 أعلن عن انتحاره ظروف غامضة، وهي الراوية التي يكذبها الشيخ حافظ سلامة قائلا إنه قتل على يد المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بعد اقتحامه سجن طره وقتله داخل السجن. وأضاف: إن إسرائيل أرادت ونفذت إرادتها بمحاكمة أولاً هذا الجندي الذي كان يقوم بحراسة هذه التبة على أرض مصر ولم يعبر الحدود الإسرائيلية وتمت محاكمته وانتهاء باستشهاده على يد الموساد الإسرائيلي. وقال: إننا نحاكم الرئيس المخلوع اللامبارك وعصابته لإطلاقهم الرصاصات الحية على صدور أبناء مصر فكيف نحاكم الرئيس المخلوع وعصابته لإراقة دماء أبناء مصر وننتظر من إسرائيل اعتذارًا منها لاعتدائها وباستشهاد أبنائنا من جنودنا البواسل.