أحمد رامي: قطر تريد نصيبها من «الكعكة».. وقدرات تركيا وشخصية أردوغان تختلفان عن قدرات الدوحة ثورتنا لن تلتزم بأي استحقاقات اقتصادية أبرمها نظام السيسي إغلاق الجزيرة مباشر مصر فرصة لتطوير المنابر الإعلامية الجماعة طورت هياكلها التنظيمية عبر الانتخابات وتغيير اللوائح الحكومة الموازية غير مطروحة حتى الآن
أكد الدكتور أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، ألا تأثير على جماعة الإخوان المسلمين والمعارضة الإسلامية بعد المصالحة القطرية المصرية الأخيرة، مشيرًا إلى أن تأثير المصالحة الآن فى أبلغ درجاته هو إغلاق فضائية الجزيرة مباشر مصر، والتي كانت أقوى منبر مهني إعلامي يتعاطي مع الأحداث فى مصر. وحول سيناريوهات ومستقبل الإخوان فى ظل هذه المصالحة وإغلاقه قناة الجزيرة مباشر مصر، أوضح رامي: "ما يعنينا بالدرجة الأولى ليس الإخوان كجماعة وتنظيم وإنما تلك الثورة التى تناضل وستستمر إلى أن تبلغ أهدافها ستزداد الصعوبات بالتأكيد، ولكننا حتمًا سنتغلب عليها ونتجاوزها وكل الثورات العظيمة مرت بلحظات انحسار قبل أن تحقق انتصاراتها". ومضى المتحدث باسم الحرية والعدالة بالقول: "كما أن التنظيم الآن فى وضع أفضل مما كان عليه عقب مذبحة رابعة والتي أعقبها بالفعل ارتباك تنظيمي استمر لبضعة أشهر قبل أن تبدأ الجماعة فى إجراءات تطوير هياكلها والتى تتم عبر الانتخابات وتغيير اللوائح وهو ما يعتبر فى حد ذاته، مؤشرًا على قدرة التنظيم على التعافي وإلا ما كان يقدم على إجراء تلك الانتخابات". وإلى نص الحوار:
بوجهة نظرك.. لماذا تراجعت قطر عن دعمكم وأقدمت على المصالحة مع نظام السيسي؟ قطر لم تكن فى عداء مع الشعب المصري، وكل ما كان من خلاف كان مع الانقلاب وقادته، وفعلت قطر ما فى استطاعتها على مدار الأعوام الماضية إلى أن وصلت بالضغوط عليها من قبل السعودية خاصة، ومجلس التعاون الخليجي عامة، للحد الذي لم تستطع أن تقاومه أكثر من ذلك، خاصة أن هذه الضغوط جاءت بالترتيب مع أمريكا ورغبتها فى أن يلعب الخليج عامة والسعودية خاصة دورًا فى تركيع الاقتصاد الروسي، عبر خفض سعر البترول بزيادة إنتاج السعودية ومنظمة أوبك، الأمر الذي كان فرصة مواتية للدول الخليجية فى إيجاد ما يطلبونه من أمريكا بالضغط على الدولة القطرية، بالإضافة لضغوطهم التى بدأت منذ اليوم الأول للانقلاب.
بماذا تفسر الرضوخ القطري لهذه الضغوط بعد عام ونصف من عزل مرسي؟ السياسة الخارجية القطرية وفقًا لتصريحات سابقة لوزير خارجيتها، خالد بن محمد العطية، تعتمد على إقامة علاقات متوازنة مع أطراف الصراعات المختلفة، حتى تتمكن من لعب أدوار سياسية تعظم من دورها لذا فإنني أعتبر أن انحيازها ضد الانقلاب كان مؤقتًا ولا يتفق مع تلك السياسة.
ما المقابل الذي سيمنحه النظام المصرى الحالى لقطر بعد هذه المصالحة؟ لا أستطيع أن أجزم به، إلا أن هناك ملفات خاصة بقطر واضحة بصورة مباشرة، مثل قضية التخابر لصالح الجزيرة، كذلك القضايا العالقة المتمثلة فى اعتقال عدد من العاملين بقناة الجزيرة أثناء تغطية رسالتهم الإعلامية، قد تكون هذه هى الأمور عاجلة، أما الأمور غير العاجلة، فقطر من المؤكد أنها ترغب فى أن تكون لها نصيب من الكعكة المصرية اقتصاديًا فى وقت حصلت فيه الإمارات على ما تريد مقابل دورها فى مساندة الانقلاب.
كما تشير ما موقفكم من ذلك؟ الأمر الذى أود أن أشير إليه أن الثورات، ومن بينها ثورتنا لا تلتزم ولن تلتزم بأي استحقاقات اقتصادية إلا التى أبرمت مع الإرادة المصرية التى حكمت عبر الآليات الديمقراطية المتعارف عليها عالميًا، وليس تلك السلطة المغتصبة التى لا تمثل الإرادة الشعبية الحرة، هذا الأمر والتوجه لا يخص قطر فقط، بل كل الدول التى تتعاون اقتصاديًا مع نظام يقمع شعبه، فهي دول تمكنه من امتلاك القدرة على القمع واستمرار الاستبداد وانتهاك الحريات، لذا فلسنا معنيين بما يبرم بينهما من اتفاقات أو أى استحقاقات أيًا ما كانت.
ما تأثير المصالحة المصرية القطرية على الجماعة وعلى المعارضين الموجودين داخل قطر؟ أتوقع أن يكون هذا التأثير الآن فى أبلغ درجاته، خاصة فيما يتعلق بغلق قناة الجزيرة مباشر مصر والتى كانت أقوى منبر مهني إعلامي يتعاطى مع الأحداث فى مصر، إلا أن هذا الأمر كما أنه تهديد فإنه أيضًا إذا ما أحسنا التعامل معه سيتحول لفرصة فى تطوير منابر إعلامية أخرى، لتلعب ذات الدور الذي كانت تقوم به الجزيرة فى ظل خروج تلك الإمكانات البشرية التى تم تأهيلها وصقلها فى قناة الجزيرة، كما أتوقع أن تسعى قطر نفسها لاحتواء إثر هذا الإجراء، نظرًا لأنها أجبرت عليه واتخذته تحت ضغوط وليس عن قناعات.
بوجهة نظرك هل تسير تركيا على ذات المنحى القطري؟ لا، أعتقد أن ما حال دون ذلك للآن أمران: الأول: قدرات الدولة التركية على مواجهة ضغوط قد تتعرض عليها أكبر من قدرات قطر، الثانى: تاريخ الانقلابات فى تركيا عامة ومع أردوغان خاصة يجعل الموقف، بالإضافة لكون موقفها براجماتيًا فهو موقف مبدأي مبنيًا على تجربة تركية عامة وشخصية لأردوغان.
بعد التصريحات التركية الرسمية الملطفة للأجواء مع الحكومة المصرية، هل هناك قبول تركي بالأمر الواقع فى مصر؟ هى تضارب تصريحات، من قبيل عدم إحراق كل المراكب تحسبًا للمستقبل، وما يظنه أو يفسره البعض قبول تركيا بالأمر الواقع، يختلف عن التعامل معه كأمر واقع؛ فالقناعة التركية أن ما حدث انقلاب ولم يقل أى مسئول تركي خلاف ذلك، إلا أنه من اللازم إيضاح أن قراءة الأطراف المختلفة لمآلات المعادلة المصرية فى المستقبل من الطبيعي أن يحكم تصرفاتها سعيًا لتحقيق مصالح الشعوب التى انتخبتهم.
هل تتوقع أن تدفع تركيا لترحيل عدد من قيادات الإخوان من أراضيها كما جرى فى قطر، كعربون مع النظام على غرار عربون الجزيرة؟ لا أتوقع أن تقدم تركيا على ترحيل أحد من أراضيها، فكم أنهم عبء سياسي على تركيا، فهم أيضًا ورقة سياسية تضمن لها دورًا ووزنًا لدى كل الأطراف الإقليمية والدولية، ولا ننسى فى هذا السياق قبول تركيا لاستضافة اجتماع للبرلمانيين المصريين موقف عملي داعم للحراك الثورى بالتأكيد، وقد تشهد الأيام المقبلة تفعيلاً للسعي لتحقيق ما أعلن فى بيان تدشين اجتماعات المجلس، كما أريد أن أحيلك للتصريح الأخير لداود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، والمنشور فى جريدتكم الأحد 28 ديسمبر والذي قال فيه بوضوح (تركيا لا ترى شرعية للسلطة الحالية فى مصر)، وبذلك يكون رأس الدولة التركية (رئاسة وزراء ورئيس الجمهورية) موقفهم واضح من الأوضاع فى مصر ومتطابق، كذلك كانت ومازالت تصريحات السلطة القطرية.
وماذا عن مصير المعتقلين داخل السجن؟ مصير المعتقلين مرتبط بانتصار الثورة من عدمه، وهى منتصرة طال الوقت أو قصر، وكل هذه الأمور ننظر إليها على أنها تضحيات وليس خسائر، أى أنها ضريبة ندفعها من حريتنا سعيًا لتحرير وتحرر الوطن.
ما سيناريوهات ومستقبل الإخوان فى ظل هذه المصالحات؟ ما يعنينا بالدرجة الأولى ليس الإخوان كجماعة وتنظيم، وإنما تلك الثورة التى تُناضل، وستستمر إلى أن تبلغ أهدافها، ستزداد الصعوبات بالتأكيد ولكننا حتمًا سنتغلب عليها ونتجاوزها وكل الثورات العظيمة مرت بلحظات انحسار قبل أن تحقق انتصاراتها إعلاميًا، فالإخوان وغيرهم قطعًا سيسعون لتطوير أدائهم الإعلامى بما يعوض ما تركته الجزيرة مباشر مصر من فراغ، وأتوقع أن يحدث ذلك سريعًا كما اؤكد أن هذه المهمة غير معنى بها الإخوان وحدهم وإنما كل الثوار بكل أطيافهم وسينجحون فيها.
البعض يقول إن تنظيم الإخوان ينهار.. هل أنت مع هذا الرأي؟ ولماذا؟ الحديث عن انتهاء الإخوان غير صحيح تمامًا بدليل الاستطلاع الأخير الصادر عن مركز زغبى والذي أتت نتائجه لتؤكد زيادة شعبية الإخوان عما كانت عليه حتى وقت انتخابات برلمان 2012، كما أن التنظيم الآن فى وضع أفضل مما كان عليه عقب مذبحة رابعة والتى أعقبها بالفعل ارتباك تنظيمي استمر لبضعة أشهر قبل أن تبدأ الجماعة فى إجراءات تطوير هياكلها والتى تتم عبر الانتخابات وتغيير اللوائح، وهو ما يعتبر فى حد ذاته مؤشرًا على قدرة التنظيم على التعافي وإلا ما كان يقدم على إجراء تلك الانتخابات.
هل خطوة إحياء برلمان 2012 تسير فى اتجاه تشكيل حكومة موازية؟ فيما يخص البرلمان، هناك تحركات سيتم الإفصاح عنها فى حينها، ليس من بينها حتى الآن وفقًا لما وصلني من معلومات تشكيل حكومة موازية وإن كان هذا الأمر قد يكون مطروحًا فى وقت ما.
وما سبب حضور الدكتور باسم خفاجى رغم كونه ليس برلمانيًا فى 2012؟ حقيقة لا أدري لأنني لست فى تركيا، ولكن حدثًا سياسيًا مثل ذلك طبيعي فى بلد هو مقيم فيه أصلاً، ومن الطبيعى أن يشارك فى الحضور ولقد شارك فى المؤتمر الصحفى وليس فى جلسات البرلمان على حد علمي.
وتعليقك على تصريحات السيسى بأنه لن يسمح بدخول الإخوان البرلمان؟ هذا منطق المستبدين الذين يظنون أنهم يمنحون الشرعية، أما الديمقراطيات فالذي يمنع ويمنح هى الشعوب وليسوا الحكام.