علي مدار اسبوع كامل تعرضت مصر لموجة برد غريبة وفريدة من نوعها، تسببت في حالة من الشلل والركود التام للاقتصاد المصري الذي بلغت تكلفته حسب تقديرات الخبراء 20 مليار جنيه تقريباً. وقد اختلفت التفسيرات حول هذه الظاهرة، حيث ذهب علماء الفلك إلي أن سبب موجة البرد التي ضربت مصر هو منخفض جوي عميق على سطح الأرض وفي طبقات الجو العليا، مما أدي لانخفاض ملحوظ في «الضغط الجوي»، تسبب في انخفاض كبير في درجات الحرارة. بينما ذهب أنصار الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إلي تفسير أغرب حيث أكدوا أن سبب الظاهرة هو غضب الله علي المصريين بسبب عزل مبارك.. ودشنوا صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تحت عنوان «البرد غضب الرب» كان يعلوها صورة الرئيس الأسبق مبارك. وقد رد عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي علي صفحة انصار مبارك بصفحة مماثلة مؤكدين نفس المعني تقريبا ولكن في صالح الرئيس السابق محمد مرسي مؤكدين أن موجة البرد القارص غضب من الله علي مصر بسبب عزل مرسي. وبعيدا عن تبريرات وتفسيرات أنصار مبارك ومرسي فقد تسببت هذه الموجة الباردة في خسائر فاحة للاقتصاد المصري والعربي والعالمي، ففي مصر قدر الخبراء الخسائر بنحو 20 مليار جنيه خاصة في الملاحة الجوية والبحرية والبرية، فضلا عن خسائر قطاع الزراعة وصيد الأسماك الذي توقف بشكل كامل تقريباً. وقد تسببت حالة البرد الشديد في مقاطعة واحدة جنوبالصين (مقاطعة هاينان) في خسائر زراعية فادحة قدرت بمبلغ 993 مليون يوان، كما تسببت الأمطار في خسائر فادحة في الخضروات والارز والفواكه حيث أدت إلي تدمير مساحة 107 الاف هكتار في نفس الجزيرة الصينية، ووصلت الخسارة الاقتصادية المباشرة الى 620 مليون يوان، وفي نفس الوقت بلغت خسائر بعض النباتات مثل اشجار المطاط والفلفل الاسمر وجوز الهند إلي 179 مليون يوان، كما بلغت خسائر الثروة الحيوانية والسمكية نحو 993 مليون يوان. وفي الهند تسببت موجة البرد القارص التي ضربت الهند في انتحار نحو 33 مزارعا مثقلا بالديون، بعدما تسببت عواصف برد قوية وأمطار غزيرة في خسائر فادحة في المحاصيل حيث بلغت نحو 50 مليار روبية أي ما يعادل 800 مليون دولار. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة قدرت الخسائر الأولية التي أحدثها المنخفض الجوي في الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو 35 مليون دولار، من بينها نحو 6 ملايين دينار، في القطاع الزراعي وحده. وفي جنوب غرب ألمانيا تسببت موجة البرد فى خسائر قدرت بنحو 600 مليون يورو، فضلا عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها شركات التأمين بسبب التعويضات الكبيرة التي دفعتها للمتضررين، والتي بلغت نحو260 مليون يورو قدمتها لعملائها كتعويضات.