لم يكد المزارعون في قطاع غزة ينتهون من تقييم خسائرهم التي تكبّدوها جراء الحصار الصهيوني المتواصل للسنة السابعة على التوالي, حتى جاء المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب القطاع ليكبدهم خسائر أخرى أكبر من سابقتها تضاف إلى معاناتهم المستمرة جرّاء سياسات الاحتلال الصهيوني في التضييق عليهم واستمرار فرض الحصار. وتكّبد المئات من مزارعي القطاع خسائر مادية فادحة، حيث غمرت الأمطار والسيول العديد من المزارع، فأشارت إحصائية أولية لوزارة الزراعة إلى أن الخسائر المباشرة للمزارعين جراء المنخفض تُقدر ب 8 مليون دولار. ووصلت نسبة الخسائر في بعض المزارع إلى80%، وخاصة محصول الجزر والبصل والبطاطا المزروعة بعمر أقل من 60 يوما. ونقلت وكالة " الرأي " عن المزارع" نظير العطار" من بيت لاهيا: "موجة الأمطار الأخيرة والصقيع كبدته خسائر فادحة، حيث تلف أكثر من 30 دونم بطاطا بالكامل"، مطالبا وزارة الزراعة وكافة الجهات الحكومية بضرورة توفير الدعم والتعويض لهم. ولم يختلف الوضع كثيرا عند المزارع عبد الرازق الدعبلي من بيت لاهيا، حيث يمتلك أكثر من 15 دونماً مزروعة بالتوت الارضي، مشيراً الى أنه تم غرق 7 دونمات منها في مياه الأمطار حيث لم يستطع فعل أي شيء لإنقاذ المحصول. وفي ذات السياق، قال المواطن "أبو محمد الزق" من حي الشجاعية وهو صاحب مزرعة دواجن وأحد المتضررين من المنخفض الجوي العميق: "لقد تكبدت خسائر مادية فادحة جرّاء الأمطار الشديدة التي صاحبت المنخفض وتسبب في نفوق ما يقارب 6400 صوص بياض وأكثر من 3 طن من الأعلاف غرقت بالمياه". وخلال أيام المنخفض الجوي، انتشرت طواقم وزارة الزراعة في كافة محافظات قطاع غزة لإرشاد المزارعين والتقليل من حجم الكارثة التي حلت بهم. وأوضح وزير الزراعة، علي الطرشاوي، أن الخسائر الأولية المباشرة للقطاع الزراعي اقتربت من ثمانية ملايين دولار نتيجة المنخفض الجوي الحاد الذي ضرب قطاع غزة في الأيام الأربع الماضية . وبيّن الطرشاوي أنّ الخسائر التي تكبدها قطاع الإنتاج النباتي حوالي (5.63 مليون) دولار، وذلك بعد تلف وتهتك النباتات والثمار نتيجة البرد والرياح الشديدة, وانجراف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الزراعية وخاصة الخضار. وذكر أن الخسائر كانت أيضاً بسبب تمزق البلاستيك وتدمير الدفيئات الزراعية المزروعة بالخضار نتيجة العاصفة, بالإضافة إلى تلف المحاصيل داخل الدفيئات والأنفاق الزراعية نتيجة فعل الرياح. وفيما يتعلق بخسائر قطاع الإنتاج الحيواني, أكد الطرشاوي أنها بلغت (1.735 مليون) دولار، وذلك بسبب نفوق مئات الآلاف من الطيور نتيجة الصقيع وفقدان غاز التدفئة، وانجراف مزارع بأكملها بسبب فتح سلطات الاحتلال للسدود المتاخمة لقطاع غزة، مثل سد بيت حانون ووادي غزة ووادي السلقا. وبين الطرشاوي أن خسائر قطاع المياه والتربة قد بلغت 269ألف دولار، فيما بلغت خسائر وأضرار قطاع الصيد البحري والاستزراع السمكي حوالي (80 ألف) دولار. من جانبه، قال زياد حمادة، الوكيل المساعد للمصادر الطبيعية في وزارة الزراعة: "شكلت لجان عمل من المديريات للاطلاع على الأضرار وحصرها، تمهيدا للتواصل مع المؤسسات الحكومية والأهلية لتقديم المساعدة للمزارعين، ليتم تعويضهم بشكل جزئي، لافتاً إلى إن الأضرار التي لحقت بالمزارعين كبيرة للغاية، مقارنةً بالأضرار التي لحقت بهم في الأعوام الماضية.