أشارت دراسة حديثة إلى أن معظم من يصابون بأزمة قلبية خفيفة لا يدركون ذلك لعدم معرفتهم بأعراض المرض، وبالتالي لا يتلقون العلاج في الوقت المناسب. والأزمة القلبية مصطلح عام يطلق على عدة أمراض قلبية التي يأتي فيها ظهور الأعراض بشكل حاد، فأزمات الشريان التاجي من الذبحات الصدرية والجلطات الشريانية، وهناك أيضاً أزمات هبوط عضلة القلب الحادة مع الارتشاح الرئوي، ويعتبر المثالان السابقان أكثر الأمثلة شيوعاً فيما يجمل عنه في التعبير العام «الأزمات القلبية» فالأزمات الحادة للشرايين التاجية هي تعبير مرضي حاد بأزمة ألم حاد بالصدر مصطحب بعض الأعراض مثل القىء أو العرق أو أعراض الهبوط الحادة وهذه الأعراض جملة تعبير عن انسداد تام أو تحت التام «59-99» بأحد الشرايين التاجية وفي هذه الحالة يسهل على المريض التعرف على أن هذه الأعراض تعبر عن أزمة قلب حادة ولكن في المقابل هناك قطاع ليس بقليل أن تأتي هذه الأعراض بدون سابق مرض الشريان التاجي «الجلطة الشريانية كأول عرض في حياة المريض تعبر عن إصابته بمرض الشريان التاجي» في هذه الحالة يصعب على المريض التمييز أن هذه إصابة في القلب وقد يختلط عليه الأمر بأنها أعراض من الجهاز الهضمي وأزمات الذبحة الصدرية وجلطة الشريان التاجي تعتبر من أقصى درجات الخطورة والطوارئ في مجال الطب، إذ إن الدقائق بل الثواني ذات قيمة عالية في حياة المريض وفي عودته إذا ما تم شفاؤه بأمر الله إلى حياته الطبيعية، وقد تهدد الجلطة حياة المريض خلال الدقائق الأولى من الإصابة وقد يسبق دخوله إلى المستشفى وهو ما يعرف على مستوى العامة «السكتة القلبية» وهي في التعريف أعراض حادة مثلما سبق أن ذكرنا تسبب الوفاة خلال أقل من ساعة ولا تمكن المريض من الوصول إلى أقرب خدمة طبية لإنقاذه، وفي حالة العلاج المتأخر، وقدر للمريض الحياة فإن العلاج المتأخر يؤدي إلى ضعف مفرط في عضلة القلب مما يعوق المريض من العودة إلى حياته الطبيعية، ونخلص من هذا أن الأزمات القلبية الحادة للشريان التاجي هي أزمات عالية الخطورة وعلى المريض إذا شعر بأشياء مما سبق أن ذكرنا من أعراض التوجه إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى للتأكد من الإصابة بالشريان التاجي لأخذ العلاج المبكر وتفادي المضاعفات أو إلى التأكد من الخلو من الإصابة في القلب، وهذا طبعاً أفضل بكثير من الاعتماد على التفسيرات الاجتهادية من المريض والمحيطين بأن الأعراض قد تتشابه مع مشاكل المعدة أو الصدر. والنوع الآخر من الأزمات القلبية هوأزمة هبوط القلب الحاد وقد تأتي كما سبق وذكرنا، إما لضعف سابق لعضلة القلب أو التطور أزمة انسداد الشريان التاجي «الجلطة» بشكل سريع وتعبر أزمة هبوط القلب عن نفسها بإحدى العلامات وهي الاختناق «النهجان الشديد» مع العرق وهو ما يسمى طبيا بالارتشاح الرئوي، أما العلامة الأخرى لهبوط القلب، فقد تأتي في شكل هبوط عام في الدورة الدموية وانخفاض شديد في الضغط، وفي أغلب الظن أن هذه الأعراض تأتي لما لديه إصابة سابقة بالعضلة أو كنتيجة لجلطة الشريان التاجي. والارتشاح الرئوي إحدي الأزمات الخاصة لهبوط القلب التي يكثر تكرارها خلال فترة الشتاء وتمتلئ أسرة الرعاية المركزة للقلب في المستشفيات والمراكز المتخصصة بمرضى هبوط القلب والارتشاح الرئوي, أما أسباب كثرة هذا النوع من الأزمات القلبية في الشتاء فهي تأتي نتيجة للبرودة الشديدة فيقل كمية العرق وتزداد كمية السوائل بالجسم فيظهر عجز عضلة القلب المريضة عن التعامل مع كمية السوائل الكثيرة بالجسم فيظهر الارتشاح الرئوي، أما السبب الآخر لزيادة الارتشاح الرئوي بالشتاء فهي الالتهابات الرئوية التي تكشف قصور كفاءة عضلة القلب عن العمل بشكل طبيعي. وطرق الوقاية من ذلك المرض تكون من خلال اتباع بعض التعليمات وهي: من لديه إصابة سابقة بعضلة القلب علية الالتزام بتقليل كمية الملح في الطعام وعدم الإفراط في شرب السوائل والالتزام بالجرعات الدوائية الموصوفة من الطبيب, وينصح بأخذ الأمصال الوقائية من الأنفلونزا والالتهابات الصدرية، فالوقاية من الالتهابات الصدرية تحمي من ظهور ضعف عضلة القلب والارتشاح الرئوي، أما عن الانسداد الحاد للشرايين التاجية «الجلطة» فالنصائح العامة هي الرياضة والإقلال من الأكلات الدسمة والبعد عن التدخين, وفي حالة ظهور أعراض حادة مثل الألم الصدري الشديد أو النهجان الحاد ينصح المريض بالذهاب إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي للتشخيص إذا ما كان ذلك له علاقة بالقلب لسرعة تلقي العلاج لمنع تطور الحالة بأي مضاعفات.