تستعد المعارضة اليمنية الرئيسية ممثلة في تحالف أحزاب اللقاء المشترك لعقد الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية، غدا الأربعاء، والتي ستشكل الحاضن الوطني للثورة الشعبية وللإعلان عن تشكيل مجلس وطني انتقالي لتسيير أمور البلاد في المرحلة المقبلة. يأتى ذلك في الوقت الذي أصدر المعتصمون المستقلون المناهضون للنظام الحاكم باليمن بيانا تضمن إشهار مجلس وطني للشباب الثوري المستقل تحت التأسيس، ليكون الإطار القانوني الذي يعبرون من خلاله عن آرائهم ومطالبهم، غير أنه يشكل في نفس الوقت ضربة للمعارضة الرسمية اليمنية تعكس انشقاق الشباب عن المعارضة الرسمية بالبلاد. ويرى المراقبون أن هذا المسعى من قبل الشباب ومن خلال أكثر من 360 ائتلافا شبابيا على مستوى اليمن يأتي للرد على مسعى المعارضة اليمنية لتشكيل مجلس انتقالي، حيث يعتبر الشباب أن المعارضة الرسمية هي جزء من النظام، ويعترضون على ممارساتها وتعاملها مع الأزمة من خلال الحوار الذي أطال أمد الأزمة، حسب الشباب، دون أن يتم التوصل إلى أي حلول تحقق مطالب الشباب وفي مقدمتها إسقاط النظام . وفي سياق متصل، يرى المراقبون أن تشكيل المجلس الانتقالي الذي تسعى إليه المعارضة يمثل خطوة تصعيدية للضغط على السلطة اليمنية، خاصة نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي للعمل على انتقال السلطة من رئيس الجمهورية إلى النائب، كما يرون أنها محاولة لاستقطاب ما بات يعرف باسم "ثورة الشباب السلمية" المناهضة للنظام الحاكم، بعد أن ابتعدت كثيرا عن ساحات الاعتصام . وعلى الصعيد الرسمي، يرى المسئولون اليمنيون وبرلمانيو المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) أن سعي تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية بالبلاد) لتشكيل مجلس انتقالي يمثل تفجيرا للأوضاع على الساحة اليمنية بشكل كامل، بينما أكثر المتشائمين يعتبرونه بمثابة انقلاب على السلطة وإعلان حرب. وتشير مصادر الحزب الحاكم إلى أن هذا السلوك يمثل تعنتا واضحا من قبل المعارضة ورفضا لأي جهود نحو الحوار، لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة، وينصب في استكمال مشروع الانقلاب على الشرعية الدستورية. ويؤكد هؤلاء أن تحالف اللقاء المشترك يتمادى في الاستفزاز وإدارة حركة عسكرية نشطة مستمرة في التوسع والاعتداء على سلطات الدولة ومعسكرات الجيش وأفرادها في بعض المحافظات، منها: أبين، وتعز، وأرحب صنعاء، وشمال العاصمة، بحثا عن موطئ قدم لمثل هذا المجلس، ومن أجل الدفع بالبلاد إلى الحرب الأهلية. ومن جهة ثانية، يشير عبد الوهاب الآنسي، الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح (أكبر أحزاب المعارضة وعضو تحالف اللقاء المشترك)، إلى أن هناك التباسا لدى الكثيرين بشأن المجلس الوطني، وقال خلال أمسية رمضانية مع نخبة من المحامين: إن هناك التباسا حدث بشأن المجلس الوطني الانتقالي، فهو لن يقوم بالتصرف وحكم البلاد، وإنما جاء ليجمع قوى الثورة، أما من سيدير الدولة مستقبلا سيحدده أعضاء المجلس الوطني الانتقالي.