رجل الأعمال يخطط لإنشاء مدارس ويتبرع بأجهزة كهربائية للعرسان.. وأتوبيسات لنقل الطلاب بالمجان.. وعلاج المرضى في مستشفيات خاصة
المهندس أحمد عز أمين الحزب الوطنى المنحل فى عهد المخلوع مبارك ومهندس الانتخابات الأكثر شهرة فى الحياة السياسية والاقتصادية المصرية فى آخر عشر سنوات فى نظام المخلوع، وكان من الأسباب الرئيسية فى غضب الشارع المصرى وانفجاره فى 25 يناير، فمجرد ذكر اسم الرجل كان كفيلاً أن يفجر سيلاً من الشتائم والنقم عليه خاصة بعد أزمة الحديد الشهيرة التى أوصل فيها عز ثمنه إلى 10 آلاف جنيه للطن الواحد وكانت الأزمة التى رسخت كرهًا غير طبيعى للرجل من كل طوائف الشعب. وجاءت ثورة يناير لتحول كل هذا وتضع كل طموحات وأحلام عز خلف القضبان، بعد أن كان تنفيذها على حساب ملايين المصريين، إلا أن الشعب لم يحافظ على ثورته التى كان ثمنها الدماء التى لم يحاسب عليها أحد حتى الآن، وجاءت 30 يونيو لتعطى قبلة الحياة الأولى لنظام مبارك وفلوله، فيخرج الجميع من السجون وعلى رأسهم عز ومعه أحلامه وطموحاته ليكمل مشواره. بدأ عز فى إعادة ترتيب أوراقه وهو داخل السجن بعد سقوط مرسى والإخوان من خلال "عز الابن" والذى لا يعلم عنه أحد شيء، والذى كان يدير مصالح وشركات أبيه، وكان يختبئ بعيدًا عن الأنظار ينفذ تعليمات الأب، حيث بدأ الابن الذى أثبت قدرته فى إدارة شركات ومصانع أبيه على مدار عامين فى إعادة نشاط جمعية عز لخدمة المجتمع، وبدأ فى توزيع المساعدات على الفقراء وتجهيز العرائس وتوزيع البطاطين ودفع مصاريف المدارس للطلبة الفقراء، وهذا ما رصدته "المصريون" منذ فترة طويلة. خرج عز الأب ووجد الأمور تسير فى الاتجاه الصحيح، وأن الفقراء ما زالوا يهتفون لمن يسرق منهم رغيف الخبز ثم يعطيهم منه قطعة صغيرة، حيث خرج عز متحديًا الجميع وخلفه الفقراء الذين اشتراهم بالمساعدات، وبالطبع فلول الوطنى والذين بدأوا التجمع بعد 30 يونيو، وجاء عز ليعطيهم قبلة الحياة الثانية ليعلن أنه سيخوض الانتخابات التشريعية القادمة، وفى نفس الدائرة التى كان يخوض فيها الانتخابات فى عهد نظام المخلوع، وهى دائرة السادات، والتى يعرف عنها أنها معقل الإخوان بمحافظة المنوفية والأكثر خروجًا بالمظاهرات ضد النظام الحالي. وقد فوجئ الجميع أن عز قام بترتيب كل شيء، ولكن فى الحقيقة المنظم والذى قام بالترتيب هو عز الابن أو "أحمد أحمد عز"، حيث قام عز بالاجتماع بعدد كبير من أكابر الفلول فى محافظة المنوفية، وقام بذبح الذبائح وإطعام الطعام، وأعلن أن الحزب الوطنى سيكون له الكلمة العليا فى مجلس النواب القادم، وأنه سيترشح وأنه على استعداد أن يدفع أى مال فى سبيل نجاحه فى الانتخابات القادمة. وعلى الفور، قام بإرسال السيارات المحملة بالسماد الزراعى للفلاحين فى قرى دائرته، بعد أن أصبح السماد أزمة كبيرة بسبب ارتفاع سعره، وقام بتوزيع البطاطين على الأسر الفقيرة، وقام بشراء قطعة أرض بتكلفة 170 ألف جنيه فى قرية الطرانة من أجل إنشاء مدرسة ووزع الأجهزة الكهربائية على العرائس الفقيرات المقبلات على الزواج وعلاج المرضى الفقراء فى أفضل المستشفيات الخاصة. كما قام بتخصيص رواتب شهرية للفقراء و38 أتوبيسا للنقل المجانى للطلبة إلى المدارس والجامعات. وتم تدشين حملة إلكترونية لعز على مواقع التواصل الاجتماعى، وبذلك أصبح الصوت الذى كان عاليًا داعيًا إلى عزل عز وإبعاده عن الانتخابات والحياة السياسية، يخفت شيئا فشيئا، حتى أصبح غير مسموع وفى طريقه إلى الاختفاء أمام ما يفعله عز وتحركه الواسع هو ونجله الذى سيكون له دور فعال الأيام القادمة داخل دائرته الانتخابية والذى يدل على خبرة كبيرة سيكون من الصعب الوقوف أمامها، حيث أصبح المواطن الذى كان ناقما بالأمس على عز وعلى أفعاله، مرحبًا بأعمال الخير التى يقوم بها. وأصبح عز هو رجل البر والخير وتحول إلى أدهم الشرقاوي، وقام بتنفيذ رغبات أهل الدائرة وتعديل الحياة السياسية التى انهارت منذ ثورة يناير على حد تعبير مؤيديه وأنصاره، فى مشهد جديد، إن دل يدل على ما يعانيه الشعب المصرى من مرض النسيان السريع والذى يتسبب فيه الفقر المزمن الذى توغل فى جميع أنحاء جسد الدولة المصرية، والذى لا يتسبب فى عودة عز فقط، بل عودة فلول الوطنى بعد أن تشجع الجميع. شاهد الصور: