تنظر جماعة الإخوان المسلمين، إلى المشهد السياسي حاليًا بعين "المراقب" الذي ينتظر ما تؤول إليه الأحداث حتى ينتفض، إذ تحاول الجماعة سحب البساط من تحت القوى والأحزاب التي ساهمت في إزاحتها عن الحكم والانقلاب عليها، وذلك عن طريق إعطائها الفرصة للتصادم مع الشعب. وفسر الدكتور سعد الزنط، مدير مكتب الدراسات الاستراتيجية، موقف الجماعة التي صنفها ابحكومة على أنها "إرهابية" بحكم القضاء، بأنه "يدعو للاستعجاب"، في ظل التحركات التي يقوم بها أنصار الجماعة في الشارع وقيادات التنظيم الدولي لها في الخارج. واعتبر "الزنط"، أن أسلوب الشد والجذب ثم اللين الذي تبديه الجماعة لن يحول دون اعتبار أنها "ضد الشعب"، مشيرًا إلى كثرة المبادرات التي يعلن عنها المتحالفون مع الجماعة في الفترة الأخيرة، والتي تؤكد رغبتها في العودة إلى "الواجهة السياسية". وقال: إن أكثر ما يشغل الإخوان حاليًا هو حدوث انقسام بداخل الأحزاب السياسية واختلافهم على نقاط جوهرية تستغلها الجماعة والمتحالفين معها، لافتًا إلى قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، والذي روجت له الجماعة على أنه "يمكن فصيل واحد من السيطرة على الحكم وتغليب لطبقة رجال الأعمال". ودعم الدكتور رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة(المنحل)، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، رأي الزنط، بقوله "يمكن أن تتم محاولة لاحتواء الثورة من خلال انقلاب من داخل تحالف الانقلاب العسكري نفسه، وبعيدًا عن مسار الثورة، من خلال تغيير وجه الانقلاب، وتبديل بعض رموزه، والتضحية بالبعض من أجل استمرار الحكم العسكري". وأشار الزنط إلى أن هناك العديد من الاحتمالات التي يمكن أن تستخدم لاحتواء الثورة، إذا تأكد أن الإجهاض الكامل للثورة لم يعد ممكنًا، وفي تلك الاحتمالات، لن تنجح عملية احتواء الثورة، إذا كان جسم الحراك الثوري واعيًا وقويًا بالقدر الكافي، حتى يفشل أي عملية لاحتواء الثورة، وربما يحولها إلى ثورة بالفعل. وأضاف، أن ما يحدث للحراك الثوري ربما يكون هذا هو أهم تحدٍ يواجهه في هذه المرحلة الدقيقة، متسائلاً.. هل يتمكن الحراك الثوري من الحفاظ على مساره، وتحقيق أهدافه، رغم كل تلك المحاولات التي تضيق الخناق عليه، وتحاول تشويه مساره واحتواء نتائجه؟.