اصطدمت مبادرة حزب "مصر القوية"، الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي الأسبق، الرامية للخروج من الأزمة الحالية برفض إسلامي، باعتبارها "تعطي شرعية للنظام وتثبت دعائم السلطة الحالية". وتضمنت المبادرة على 5 بنود أساسية خاصة بالرقابة والتشريع والإعلام ومكافحة الإرهاب والحقوق والحريات وسياسة الإدماج. ورفض أحمد عبدالجواد، رئيس حزب البديل الحضارى "تحت التأسيس"، المبادرة بقوله: نرفضها شكلاً وموضوعًا"؛ للأسباب الآتية الأول أنها تعطى شرعية للنظام الذى وصفه ب"الانقلاب"، وثانيًا لأننا نؤمن أنه لا صلح ولا مفاوضات مع نظام السيسى. بينما قال حاتم أبو زيد، القيادى ب "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، إن المبادرة لا تستحق التعليق بعد ما صرح المهندس نبيل فكري، عضو حزب "مصر القوية" صاحب المبادرة، بأنها جاءت بترتيب مع السلطة، فى ظل عدم الاهتمام بها من أى طرف قائلاً: "لا تستحق الانشغال بها". وأضاف "المبادرة ترسخ للانقلاب وتعطيه الشرعية، وتثبت دعائم الانقلابات مستقبلاً، وتمنح القتلة فرصة للإفلات من المحاسبة، وهو ما يشير للقتل وسفك الدماء"، بحسب قوله. ورأى أن المبادرة غير منصفة ولا عادلة كطبيعة جميع المبادرات التى خرجت منحازة تجاه الطرف الذى يملك الذخيرة، مؤكدًا أنها ترسيخ لمفهوم العنف والإرهاب، وتهمل قيمة الشعب وإراداته. أما الجبهة السلفية فوصفت على لسان مصطفى البدري، عضو المكتب السياسى للجبهة الوثيقة ب"المشبوهة، ولا يحلم النظام الحالى بأفضل منها". وأضاف البدري أن "هؤلاء فى إشارة لقيادات حزب مصر القوية وقوى وأحزاب داعمة لعزل الرئيس مرسى فى 3 يوليو يحاولون الآن تجميل الصورة بشيء من المعارضة الكرتونية". ورأى أن عدة أهداف تقف وراء تلك الدعوات منها: "إضفاء الشرعية على نظام فاقد لأدنى درجات القبول داخل مجتمعه" بحسب تعبيره. ولم تختلف حركة "حازمون" كثيرًا عما ذهب إليه أغلب الإسلاميين، إذ شن حازم خاطر، المتحدث باسم حركة صامدون، الداعمة للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، هجومًا حادًا على المبادرة. وحذر الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس "مصر القوية"، من مصير كل من قدم مبادرة للتفاوض مع النظام الحالي، الذى ينتهى دومًا بالاعتقال أو القتل أو تشويه السمعة أو الاتهام بالعمالة، بحسب كلامه. وطالب خاطر، أبوالفتوح ب "ألا يكون حمدين صباحى (زعيم التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق) جديدًا"، محذرًا شباب "مصر القوية" من الانغماس فى وهم السياسة الملوثة بدماء كل شهداء مصر. وأوضح أن أى مبادرة فى ظل ما وصفه ب"حكم العسكر" هى مبادرة سياسية وليست مبادرة ثورية، متسائلاً: "هل توجد حياة سياسية فى مصر حتى يقوم أى حزب بإطلاق مبادرات سياسية"؟. وكان المهندس فكرى نبيل عضو المكتب السياسى لحزب مصر القوية، قد صرح بأنه طرح مبادرة ورؤية للحزب فى هذا التوقيت لم يكن وليد الصدفة، إنما كان مترتبًا على طلب من عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق فى إطار ما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل فتح آليات حوار مع الأحزاب السياسية وتقديم رؤى شاملة للمرحلة الحالية.