سعدت مثل ملايين الأحرار في كل مكان بالعالم برؤية المخلوع في القفص مع نجليه، ورأيناه بشعره المصبوغ وهو مستلقى على السرير ليستدر التعاطف وامسك نجليه بالمصحف الشريف ليثبتوا لنا جميعا أنهم لم يفهموا بعد.. فمازالوا يتعاملون معنا على أننا شعب غبي يسهل استغفاله ولا يدري المخلوع أن هناك الآلاف من الشباب الذين استشهدوا وأصيبوا وظفر أحدهم يساوي مئات الظالمين من أمثاله.. وتناسى من نصح نجليه بامساك المصحف أن رد المظالم لأصحابها ضرورة دينية لا فرار منها، ولا مجال لحديث ذوي القلوب المغرضة عن التسامح فلن تأخذنا شفقة في القصاص ليكونوا عبرة لكل من يستهين بشعبه في كل زمان ومكان. ونصل للتساؤل المشروع: وماذا عن جذور نظام المخلوع؟، هل المطلوب "إلهاء" الشعب بمحاكمة بعض الأوراق الجافة من النظام والتي يعرفها الصغار قبل الكبار ليفرح الشعب ويقيم الاحتفالات المتواصلة "وكأن" الظلم والظلمات والنهب والسرقات أصبحوا في خبر كان. ويعلم المصريون جميعا "تجذر" الفساد الممنهج في جميع أنحاء الأماكن المؤثرة في صنع القرار بمصر، ونتوقف عند قول نجاد البرعي في التليفزيون المصري وهو من ناشطي حقوق الانسان منذ زمن المخلوع حيث قال بالحرف الواحد :أن تزوير الانتخابات مجلس الشعب 2010 ساهمت بقدر ملحوظ في نشوء الثورة وكان معه مصطفي بكري. وأضاف نجاد: فلا شك ان قيامك يا مصطفي بك أنت وحمدين صباحي وغيركما بتوجيه الانتقادات في مجلس الشعب كان يعطي الأمل للمصريين ويزيد من قدرتهم على الصبر.! فوافقه بكري وأضاف المذيع ويساعد على تنفيس الشارع المصري.. وهو ما نعلمه جميعا فالمعارضة الديكورية أطالت عمر المخلوع، لكن أن يصل الاستهانة بنا إلى حد الاعتراف العلني بها هذا أمر جديد يضاف إلى النظريات السياسية ويجب تدريسه. كما يجب إجراء محاكمات شعبية لكل من ساهم في تشويه الوعي السياسي للمصريين والمشاركة في خداعهم وإرتداء ثوب الوطنية والمعارضة فمن المضحك إدعاء وائل الابراشي أنه ساهم في اشعال الثورة بمعارضته للتوريث، ولم نفقد الذاكرة بعد فمازلنا نتذكر دوره في إشعال الحرب ضد الجزائر هو وشرذمة الإعلاميين الذين شحنوا المصريين ضد الجزائر وكانو يعلمون على اليقين أن النظام المصري هو المخطئ وقاموا بضم قنوات رجال الأعمال الخاصة في بث مشترك لمواجهة العدوان الجزائري على مصر فاشتركوا في قنوات دريم والمحور ومودرن وغيرها. ونتوقف عند المناضل البارز المخرج خالد يوسف الذي أكد بجرأة غير مسبوقة أن شباب الاخوان لم يقوموا بحماية الثورة وحماها مشجعو الأهلي والزمالك!! وأعلن أن أفلامه ساهمت في صنع الثورة ولمن لا يعرفه فإنه من أعداء السينما النظيفة وأفلامه تزدحم بالمشاهد الإباحية. وصرح أنه قومي اشتراكي ومع ذلك يقوم بالترويج لأحزاب ساويرس مثل حزب الأحرار المصريين وحزب العدل والجبهة وغيرهم لأنه يقتنع بوطنية ساويرس،وتناسى وصف ساويرس للثوار بقلة الأدب ورفض سؤال المذيع أنه يفعل ذلك لأن ساويرس يقوم بانتاج أفلامه. ومن الواضح أن القومية الاشتراكية تناهضان رأسمالية ساويرس وسخريته من الإشتراكية بأنها تقوم باعادة توزيع الفقر. واتفق كل من ساويرس وكمال زاخر وجورج اسحاق وسامح فوزي على أن من حق الأزهر وحده أن يتكلم عن الاسلام حتى الممثل هاني رمزي قال مستعد يستشهد وهو يصلي ولا تعليق !! وقال مناضلو الفضائيات أن الفضل لمحاكمة المخلوع يعود للمعتصمين بالتحرير وتجاهلوا المليونيات ويبدو أنهم مصرون على أنه من قال لا للتعديلات يساوي ألف ممن قالوا نعم. لم تقم الثورة ليتاجر هؤلاء بدماء الشهداء ولم تقم الثورة ليواصلوا تصدرهم للمشهد السياسي وللمشهد الاعلامي ولنسمع أصواتهم الصارخة الكارهة لكل ما هو إسلامي.. ولنراقب تقلبات عمرو حمزاوي فهو تارة يعلن تقبله لوجود الإسلاميين السياسي -ويا للكرم- ويسعى للتحالف مع الإسلاميين والوفد وغيرهم لتشكيل تحالف، ثم يتراجع و يشكل تحالفا أخر مع كل القوى الليبرالية لمواجهة المد الإسلامي وهو ما يذكرنا براعي الليبرالية في مصر ساويرس الذي أعلن منذ سنوات عن تشكيله لقنواته لمواجهة المد الإسلامي. أما أسامة الغزالي حرب الذي كشف ساويرس عن تمويله لحزبه فقد أكد أنه سيتحالف مع باقي الليبراليين ضد الإسلاميين خاصة بعد جمعة الهوية الاسلامية التي رأى أنها خطر على مصر. ولا نعرف عن أي مصر يتحدث؟! وننتقل الى عبد الحليم قنديل الذي سخر من السلفيين واتهمهم بأنهم جماعة مبارك وتناسى أن مبارك لم يعتقل سوى الإسلاميين فقط، ودلل معارضته الكارتونية، وما تعرض له قنديل وغيره من شد الأذن كان عقابا للخروج من الخطوط المسموح بها وليس أكثر من ذلك، وكان قنديل رئيسا لتحرير صوت الأمة عند أحداث قنا ورفضها لفرض محافظ مسيحي عليها وكأن قنا أصبحت كوته للمسيحين، فإذا قنديل يفرد جريدته للحديث عن إمارة إسلامية برعاية سعودية في قنا. وسخر بعد جمعة الهوية من الإسلاميين وقال وكأننا في قندهار.. وشاركه حمدي قنديل حيث قدم بلاغا عن رفع أعلام سعودية في جمعة الهوية ويبدو أنهم كانوا في غيبوبة عندما توجه مئات الأقباط للسفارة الأمريكية للاستغاثة بها وعندما طالب الأقباط في اعتصام ماسبيرو الشهير بالحماية الدولية وعندما علت الأصوات في مظاهرات بالكاتدرائية عدة مرات مطالبة بتدخل إسرائيل لحماية اقباط مصر من الاضطهاد المزعوم. وأصيبوا بالصمم فلم يسمعوا أن الاعلام القليلة التي رفعت في جمعة الهوية للسعودية، كان السبب الوحيد لها أن عليها كلمة التوحيد: لا اله الا الله وقال عبد الحليم قنديل أن الأجساد الضخمة للسلفيين لا تغني عن سلامة الضمير. وأضاف إلى مواهبه الكثيرة التي نعلمها منذ سنوات موهبة الكشف عن الغيب، وابتدع مهنة التفتيش عن الضمائر ومن حقه تسجيل هذا الاكتشاف حتى لا يسرق منه أحد هذا السبق. ويواصل الاعلام الحكومي سقطاته بإستضافه أعداء الثورة ومنحهم يناشين الوطنية، فنجدهم يستضيفون جورج إسحاق ويقول له المذيع: كنت دائما من المعارضين ومازلنا نتذكر عندما ذهب اسحاق لأمريكا مع وفد من المصريين للاشتراك في مؤتمر هناك مع تحالف المصريين الأمريكيين وفوجئ حضور المؤتمر باسحاق يؤكد عدم ارتباطه بأي علاقه معهم وأنه حضر إلى أمريكا لأسباب اخرى بعيدة عن مؤتمر الديمقراطية، فرد صبري الباجا منسق التحالف: لقد تحملنا تكلفة تذكرة الطيران لك ذهابا وايابا بعد اصرارك على حضور المؤتمر فقال إسحاق: يا سيدي اعتبرني ضحكت عليكم: هتعملو ايه؟ . ولنتوقف عند الإشارات التي لا يجب لصاحب بصيرة أن يتجاهلها. فقد تمت أول جلسة محاكمة لمبارك في أكاديمية الشرطة التي شهدت آخر خطاب له وهو في كامل استبداده، وإذا به يدخلها على السرير وهو يتمارض مثل أي لص ذليل يحاول الفرار من العقاب الذي يستحق. واستخدم مهبط الطائرات الذي كلف زميله بالقفص ووزيره الاسبق العادلي بتجهيزه قبل عده سنوات ليستخدمه لزيارة نجله علاء بالتجمع، فاستخدمه يوم المحاكمة للوصول لقفص الاتهام. وقال بن اليعازر أن يوم محاكمة مبارك يوم حزين وصعب على اسرائيل وأن محاكمته ستضر مصر وتنعكس سلبيا على إسرائيل وكان قد اعلن من قبل أنه كنز استراتيجي لإسرائيل.. وطلب افيعاد يوروليس، كاتب اسرائيلي بإطلاق اسم مبارك على أحد ميادين حيفا إسوة بما حدث مع السادات، وقال بن اليعازر أن مبارك كان وطنيا حقيقا وقلل الهوة بين العرب واسرائيل. وفي نفس قاعة المحاكمة اتهم العادلي جيش الإسلام بتدبير تفجيرات القديسيين. في التحرير كنا نقول أن من يقبلوا بأنصاف الثورات يحفرون قبورهم بأيديهم.. وإذا قبل المصريون بنصف الثورة ولم يخلعوا كل جذور النظام في الأزهر والإعلام والنخبة ورجال الأعمال وأتباعه في كل مؤسسات الدولة الذين يتنفسون الفساد والذين ساندوه وكانوا من أدواته ومازالوا يساندون جذور فساده لأنهم جزء منه فسيعيش الشعب المصري حياته في القبور وإن تحرك كالأحياء.. وعلى المصريين ألا يكتفوا بالتساؤل "المشروع "عن كيف ومتى سنقوم بخلع كل جذور نظام المخلوع من رجال أعماله وأن يضغطوا بكل الطرق المشروعة لخلعهم دون أي تباطؤ ولاستراد أموالنا المنهوبة، وإذا لم نفعل فسنستحق أن يردوا علينا كما قال جورج اسحاق: اعتبرونا ضحكنا عليكم.. هتعملوا ايه؟!