تجمع أدلة إدانة لمحاكمته بتهمة «الفساد السياسي» أمام «محاكم ثورية» "من القاتل"؟، هذا التساؤل يلح على أذهان جيل ثائر روت دماؤهم ميدان التحرير، وكل ميادين الثورة الأخرى في مصر، بعد أن فقدوا الأمل في القصاص لأولئك الذين ضحوا أرواحهم، ونالت منهم رصاصات الغدر، حتى تتحرر مصر وينعم شعبها في أجواء أفضل من تلك التي عاشها على مدار عقود. إلا أن القوى الثورية لم تقف تلك المرة عند مستوى الشجب والإدانة، وإنما سعت في الآونة الأخيرة لتوحيد صفوفها في محاولة تعتبر الأخيرة لاستعادة روح ثورة 25يناير ومحاولة إثبات أن الرئيس المخلوع حسني مبارك وأعوانه هم السبب الرئيسي لقتل المتظاهرين، من خلال محاولة استعادة روح الثورة لاستجماع الأدلة والبراهين لمواجهة حكم براءة مبارك، وعقد مؤتمرات واجتماعات لتوحيد مطلبهم بضرورة إجراء محاكمات ثورية للرئيس المخلوع عن مجمل فترة حكمه. وقال هيثم الخطيب، القيادي باتحاد شباب الثورة، إن "مبارك يجب أن يحاكم من خلال محاكمات ثورية عاجلة وهو المطلب الأساسي الذي يجب أن تتوحد عليه القوى الثورية والأحزاب السياسية بأكملها في الفترة المقبلة بعد حكم البراءة الذي صدر بحقه من خلال بحث آليات تلك المحاكمات وكيفية تنفيذها على أرض الواقع". وأضاف "القوى الثورية بأكملها مستمرة في حراكها الثوري على الأرض من خلال الفعاليات والحشد للمواطنين خاصة أهالي الشهداء"، مؤكدًا: "كنا قد فقدنا الأمل في توحيد جميع القوي مرة أخرى، لكن براءة مبارك كانت الشرارة التي بدأت في توحيدنا". وأشار إلى أن "التحالف مع الإخوان يجب أن يكون لديه من الضمانات والآليات الكافية لتوحيد مطالبنا وعدم حدوث أي من أخطاء الماضي خلال ثورتي 25يناير و30 يونيو"، مشددًا على ضرورة أن "تتطهر" القوى الثورية والأحزاب أولاً من الداخل. وقال رامي شعث، القيادي بجبهة طريق الثورة "ثوار"، إن "اقتصار محاكمة مبارك على الشق الجنائي لم يكن بسبب عدم امتلاك المحكمة الأدلة الكافية لإدانته، وإنما كان يجب محاسبته أمام محاكم ثورية على الفساد السياسي الذي خلقه خلال فترة حكمه"، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض أن يتم توجيه تهمة الخيانة العظمي له. وأكد خالد السيد عضو المكتب التنفيذي ل "ائتلاف شباب الثورة"، أن "التظاهرات في الفترة المقبلة يجب أن تتوحد في إطار محاكمة مبارك وعدم ضياع الثورة أو حق الشهداء الذين راحوا دفاعًا عن الحرية والعدالة والكرامة التي لطالما ننادي بها حتى هذه اللحظة". فيما رأى المحامي والناشط الحقوقي أمير سالم أن "الثورة المضادة تحرق أوراقها بسرعة، وهذا مفيد إن كنتم تعلمون أن الثورات تهزم بالإحباط وفقدان الأمل، وليس بالجيوش والقمع وتظل ثورتك مستمرة طالما ظللت مؤمنًا بالعدل والكرامة والحرية وهو ما تحاول جميع القوي الثورية أن تتوحد مرة أخرى لهدف إعادة محاكمة الرئيس الأسبق وإثبات أنه ساعد بشكل أو بآخر بقتل جموع الشعب المصري وليس خلال ثورة يناير فقط من خلال فساده الذي دام طيلة فترة حكمه".