إذا شئت أن تضحك من قلبك .. وكأنك تشاهد فيلما من أفلام عادل إمام "الارجوزية" فعليك أن تتابع المنتجين أو المخرجين أو كتاب السيناريو المتماسين مع أهل الفن والمغنى والسينما ،وهم يتحدثون ب"جرأة" عن تصديهم ل"الظلامية" المعادية ل"حرية الرأي" وكذلك وقوفهم في مواجهة "الارهاب" ! أطرف ما قرأت مؤخرا ، هو أن المخرج السوري " نجدت أنزور" اتفق مع 30 كاتبا من جميع الدول العربية للمشاركة في عمل عربي ضخم يناقش الإرهاب وأثره على مسيرة الدول ! المخرج السوري استيقظ فجأة وافتكر حكاية "الارهاب" .. وكأنه كان مغيبا طوال ربع قرن من تاريخ العنف السياسي ، الذي ولد وسمن وتوحش في حضانات انظمة القمع و الاستبداد والتغريب في العالم العربي . ولا أدري كيف سيعالج ثلاثون كاتبا عربيا ظاهرة الارهاب في عملهم الضخم المقترح؟! ، طبعا يوجد كثير من التساؤلات حول ما إذا كان العمل سيتناول مذبحة حمص وحماة التي ارتكبها النظام البعثي السوري وراح ضحيته عشرات الالاف من السوريين في جريمة ضد الانسانية لم يرتكبها المجرمون الصهاينة في حق الفلسطينيين أو العرب على وجه الاجمال؟ . اني اعرف أن المخرج الركن المهيب "نجدت أنزور" يعيش في كنف النظام البعثي ويتفيأ ظلاله ويرفل في نعيمه .. فهل سيتناول عشرات الجرائم التي ارتكبتها المخابرات السورية في لبنان وسيدين فيلمه عمليات التعذيب المروعة التي مورست على المعتقلين الذين غيبوا في السجون السورية ... وأذكُر رامبو سوريا المتصدي للإرهاب أن منظمات حقوق الإنسان العالمية اكدت وجود نحو 15 ألف مختف في سوريا .. اتمنى أن يضيف "رامبو" هذه المعلومة إلى اجندته حتى يدرجها في عمله "الضخم الجرئ " . ولاينسى بالمرة .. مذبحة القضاء الأخيرة التي اقدم عليها النظام السوري بدم بارد وكأنه لايزال يعيش في عصور ما قبل التاريخ .. ! الطريف أن وحيد حامد الذي كان واحدا ممن فتحت لهم طاقة القدربعد أن قدم اعمالا متعددة عن الارهاب .. لم يستطع أن يرفض طلب رامبو سوريا .. ووافق على كتابة ثلاث حلقات تتحدث عن الارهاب في مصر ! طبعا مصر باتت خالية الآن من "إرهاب " الجماعات .. ولكنها باتت مصابة بأنواع أخرى من الإرهاب نتمنى أن يتناوله "رامبو" مصر في الثلاث حلقات التي سيمن بها على العالمين .. حامد كان قد قرر اعتزال الكتابة التليفزيونية .. ولكنه تحمس لهذا العمل وأكد في تصريحات صحفية أنه سيكون "مسك الختام" .. العمل الأخير له في الدراما التليفزيونية . التكهنات كثرت بشأن هذه "العودة الميمونة" للسينارست الكبير ... بعضها توقع أن يكفر الرجل عن ذنوبه الماضية .. وربما يناقش مأساة 25 ألف معتقل في مصر بلا محاكمات ، قضوا عمرهم كله تقريبا في أقبية سجون الدولة . أو ربما يتحدث عن "التعذيب" المنهجي الذي بات علامة مصرية مسجلة بلغت مبلغ توريد معتقلين أجانب لمصر لتعذيبهم فيها .. والقائمة طويلة تعرضنا لها أكثر من مرة في هذه الزاوية اليومية.ومستعدون أن نرسلها بالبريد السريع ل"رامبو" المصري .. مساعدة منا له في نضاله ضد "الارهاب" . [email protected]