السجن 10 سنوات لسائق حادث أتوبيس البحيرة

بعد محاكمة دامت أقل من شهر، قضت محكمة مصرية، اليوم الأربعاء، في حكم أولي قابل للطعن، بالسجن 10 سنوات، بحق سائق أدين بتعاطي المخدرات، وتسبب في حادث تصادم بين حافلة مدرسية و3 سيارات أحدهم محملة بمواد بترولية، ما أودى بحياة 18 شخصا غالبيتهم تلاميذ، حسب مصدر قضائي.
كان 18 شخصا لقوا مصرعهم، في الخامس من نوفمبر/ تشرين ثان الجاري، من بينهم عدد من التلاميذ وأصيب 18 آخرين إثر تصادم حافلة مدرسية بسيارتي نقل، من بينهم سيارة محملة بمواد بترولية، وسيارة خاصة في طريق مصر إسكندرية/الزراعي بمحافظة البحيرة، شمالي مصر.
المصدر القضائي الذي تحدث لوكالة "الأناضول"، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أوضح أن "محكمة جنايات الاسكندرية (شمال) في جلستها المنعقدة اليوم، عاقبت محمود النجار (قائد سيارة نقل) بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات وتغريمه مبلغا وقدره 50 ألف جنيه، وذلك لإدانته بإحراز مخدر الحشيش بقصد التعاطي أثناء القيادة، على نحو تسبب في حادث التصادم المروع الذي وقع مطلع الشهر الجاري".
وأضاف المصدر أن "المحكمة قررت تأجيل نظر الدعوى فيما يتعلق بالاتهام الآخر المسند إلى ذات السائق، بارتكابه لجريمتي القتل والإصابة الخطأ وإتلاف ممتلكات الغير، وذلك إلى جلسة 9 ديسمبر(كانون أول) المقبل".
وتاب: ع "الحكم أولي وقابل للطعن".
وفي وقت سابق، قال مصدر قضائي، للأناضول، إن "التحقيقات الأولية أشارت إلى أن سائق السيارة النقل (الشاحنة) محمود النجار "هو المسؤول عن الحادث، لتجاوزه السرعة القانونية، واصطدامه بالحافلة المدرسية عند دوران أمام قرية تابعة لمحافظة البحيرة (دلتا النيل/ شمال)".
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "التصادم دفع الحافلة المدرسية إلى الاتجاه العكسي حيث اصطدمت بسيارة خاصة كان يستقلها العقيد أبو زيد حلمي نائب مأمور مركز شرطة الدلنجات بالبحيرة (دلتا النيل/ شمال) وأفراد أسرته، قبل أن تصطدم بسيارة نصف نقل أخرى كانت تحمل شحنة ضخمة من المواد البترولية".
واثار حادث التصادم محل الدعوى، الذي تفحمت فيه عدد من الجثث، انتقادات واسعة بمصر.
وترتب علي الحادث، موافقة الحكومة على ادخال تعديلات فورية في قانون المرور بمصر، وصفت بالحازمة من جانب مراقبيين، من بينها تشكيل لجنتين الأولى لإجراء تحليل مخدرات لسائقى سيارات نقل طلاب المدارس والأخرى لمراجعة حالة الطرق.
وكان هشام بركات، النائب العام، أحال السائق إلى المحاكمة الجنائية العاجلة في أعقاب انتهاء تحقيقات النيابة العامة في الحادث. وذهبت التحقيقات إلى أن النجار "قائد سيارة النقل كان تحت تأثير مخدر الحشيش".
ووفقا لآخر إحصائية معلنة صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) عام 2011، فإن مصر هي أعلى دولة في منطقة الشرق الأوسط في نسبة الإصابات والوفيات الناتجة عن حوادث الطرق، حيث بلغ عدد الوفيات في ذلك العام 7115 حالة، بمعدل 8.8 حالة لكل 100 ألف نسمة، وبمعدل 19.5 حالة وفاة يوميًا.
وترتفع معدلات حوادث الطرق في مصر لأسباب عدة بينها سوء حالة الطرق وتهالكها، فضلا عن رعونة القيادة في حالات أخرى.