قال وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية، ياسر يوسف إبراهيم، مساء اليوم الخميس، إنه يجب على وسائل الإعلام في القاهرةوالخرطوم "العمل إبراز الجوانب الإيجابية في العلاقات والبناء عليها والابتعاد عن القضايا الخلافية". جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، وفد إعلامي سوداني. وأضاف إبراهيم في اللقاء، حسب بيان للرئاسة المصرية، إن "بلاده تدعم اختيارات الشعب المصري، وتعتبر أن أمن ومصلحة مصر جزءاً من أمن ومصلحة السودان، وأن القيادة السياسية في السودان حريصةٌ على دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين والعمل على تسوية أية خلافات بينهما". وبجانب الوزير السوداني، حضر اللقاء كل من: نائب مدير الهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون السوداني الزبير عثمان، وسفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، وعدد من رموز الإعلام السوداني المرئي والمقروء. وأوضح البيان أن السيسي "استعرض التطورات السياسية التي مرت بها مصر على مدار العامين الماضيين، مؤكدا أن التغيرات التي شهدتها نابعة من إرادة شعبية خالصة، كانت تنشد التغيير نحو الأفضل، وترفض محاولات تغيير هويتها". ونوَّه إلى "دور وسائل الإعلام في زيادة الوعي وتنمية القيم المعتدلة والعمل على نشرها لدحض أية أفكار مغلوطة أو هدامة، لكي تسود روح التسامح والتعايش المشترك بين أبناء الشعب الواحد في كافة الدول العربية". وأكد أن "خطورة التحديات ودقة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية تفرض علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً، فلا مجال للخلاف أو طرح أية قضايا من شأنها عرقلة مسيرة التضامن والعمل المشترك"، مشيراً إلى أن "هذه الروح يجب أن تسود كذلك العلاقات مع الدول الأفريقية وليس الدول العربية فحسب، ودلل على ذلك بالمنحى الإيجابي الذي تتخذه مصر لإدارة علاقاتها مع إثيوبيا لتحقيق المكاسب المشتركة للشعبين المصري والأثيوبي في إطار من الاحترام المتبادل للمصالح التنموية والحقوق المائية". وكانت حدة التوتر بين البلدين بسبب مزاعم دعم السودان لجماعة الإخوان في مصر زادت بالتحول الذي طرأ على موقف الخرطوم ودعمها لأديس أبابا عندما قررت الأخيرة في مايو/آيار 2013 تغيير مجرى النيل الأزرق كخطوة فاصلة في تشييد سد النهضة، وهو مثار خلاف بين أثيوبيا ومصر التي تتخوف من تأثيره على حصتها من المياه. كما تتنازع مصر والسودان السيادة على منطقة مثلث "حلايب وشلاتين وأبو رماد"، وهي أرض تحت السيطرة المصرية منذ عام 1995، بينما يعتبرها السودان "جزءا لا يتجزأ من أراضيه". وبدأت ملامح انفراج في العلاقة بين البلدين بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم في يونيو/حزيران الماضي، وتقديمه الدعوة لنظيره السوداني لزيارة بلاده. وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفق الرئيسان المصري والسوداني خلال زيارة الأخير للقاهرة، على تنحية القضايا الخلافية بين البلدين لصالح القضايا المتفق حولها تعزيزا للتكامل بين البلدين.