الحكومة الناجحة هي التي تدير دولاب العمل في الدولة بكفاءة , فهو مفتاح النجاح الحقيقي , ولكن مشكلة كثير من الحكومات تكمن في العجز عن إدارة وتوظيف إمكانات وموارد الدولة على الوجه الأكمل , فربما تكون إمكانات الدولة متواضعة , ولكن براعة الحكومة في الأداء يتحقق من خلالها الطفرات , أما إذا كانت الحكومة ضعيفة مع وجود إمكانات كبيرة للدولة فالنتيجة الطبيعية هي الإخفاق في تحقيق الأهداف , ولقد عشنا في ظل حكومات متعاقبة عقوداً من السنين لم تتحقق فيها طموحات الشعب بالرغم من إعلان هذه الحكومات عن نجاحات بالأرقام لو تحققت لكنا في مصاف الدول العظمى !! ولكن كانت المصيبة في حجم الأكاذيب التي تفوق الوصف عن الصفقات والمشاريع ومعدلات النمو , والعجيب أنه كلما استلمت حكومة من الآخرى أكدت أنها استلمت الدولة وهي تحت الصفر !! , والمشكلات تطفوا فوق السطح بلا علاج جذري لها , ثم اكتشفنا بعد مدة من الزمان أن هناك حالة من الفساد الحكومي الذي ابتلعوا فيه خيرات الوطن وامتصوا ثرواته فلم يعد للفقير مكان سوى البحث في صناديق القمامة عن كسرة خبز أو أن ينتظر من يعطف عليه بالفتات . إن كفاءة الحكومة في إدارة الدولة تقاس بمدى قدرتها على احتواء المعارضين وقبول الرأي الآخر , والتصدي للفساد وتحقيق الأمن والاستقرار ورفع الظلم وتحقيق العدل بين الناس , ثم إنني لابد وأن أشير إلى أن مسارعة الحكومة منفردة إلى التخطيط والتنفيذ أمر لا يروق للشعب بعد ثورة 25 يناير , فالحكومة والمعارضة شركاء في هذا الوطن فإذا انفردت الحكومة ومضت دون مشورة مع قوى المعارضة وأهل العلم والاختصاص فإنها لن تسلم من النقد , فالتواصل مع كل القوى مطلوب فلعلها تجد فكرة تضاف , أو سلبية تتلافاها , وبهذا يشعر الجميع أن المسئولية تضامنية , وأن الكل في سفينة واحدة يبذلون جهدهم وصولاً ٍإلى بر الأمان , وعلى الحكومة ألا تدخر وسعاً في حل كافة المشكلات والنزاعات دون غضاضة لأنه لايمكن المضي قدماً دون إزالة المعوقات , إذ لا يعقل أن تكون هناك يد تبني ويد آخرى تهدم , وقلب محب لوطنه وقلب ساخط على حكامه , فمتى أحسنت الحكومة الأداء شكرها الشعب وتمسك بها , ومتى فشلت الحكومة ولم تحقق طموحات الشعب فإنه من البديهي أن يطالب برحيلها , فالشعوب لا تأخذ أجازة ولا تحال إلى التقاعد , بينما الحكومات ترحل في أي وقت ويأتي غيرها تباعاً ليكمل المسيرة ويحقق إرادة الشعب وطموحاته . والله المستعان