كشف مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الآنسي النقابَ عن أن نتائج جريمة استهداف رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح وكبار مسئولي الدولة سيتمّ إعلانها من خلال محاكمات علنية للمتورّطين بعد انتهاء التحقيقات. وكان الرئيس اليمنى على عبد الله صالح قد توعّد المتسببين في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في ال 3 من يونيو الماضي داخل مسجد قصر الرئاسة بصنعاء. وقال: "على من ارتكبوا تلك الجريمة أن يدركوا أنهم لن يفلتوا من العقاب وسوف يحاسبون ويقدمون للعدالة لنيل جزائهم الرادع عاجلاً أو آجلاً"؛ وذلك خلال الكلمة التي ألقاها الاثنين بمناسبة الذكرى ال33 لوصوله إلى السلطة. ويأتِي هذا في الوقت الذي كشفت مصادر مقرّبة من اللجنة الأمنية اليمنية الأمريكية المكلفة التحقيق في ملابسات محاولة اغتيال صالح عن تفاصيل جديدة تتعلق بالعملية. وأشارَت المصادر إلى أنّ عملية استهداف الرئيس علي صالح وكبار المسئولين في الحكومة والدولة، استخدم فيها عدد من القنابل الحارقة من نوع (C4 ) التي تَمّ زرعها في مواضع متفرقة بالمسجد وداخل وحول المنبر الخاص بخطيب المسجد. واعتبرت المصادر أنّ التحقيقات الأولية في ملابسات الحادث أثبتت تورُّط المؤذن الخاص بالمسجد بتنفيذ مهام ذات طابع لوجيستي لإنجاح محاولة اغتيال الرئيس، تتمثل في الحيلولة دون اكتشاف الحرس الرئاسي المكلفين تأمين باحة المسجد الداخلية لمواقع القنابل الحارقة المزروعة عبر استخدام الفحص الآلي لأرجائه كافة. وأشارت إلى أنّ الأخير استغلّ علاقته الشخصية بضباط الحرس الرئاسي المكلفين تأمين المسجد بحكم عمله كمؤذن للمسجد الملحق بدار الرئاسة الذي يؤمُّه الرئيس بشكل منتظم لأداء صلاة الجمعة إلى جانب إفراط الحرس بالشعور بسلامة وتأمين باحة المسجد ومحيطه وتعاطيهم مع مهام الفحص الآلي المسبق كعملية روتينية. وأوضحت المصادر أنّ ضباط الحرس الرئاسي المكلفين تأمين أروقة المسجد الداخلية ومحيطه الخارجي، بادَرُوا إلى تسليم جهاز الفحص الآلِي للمؤذن بإيعاز منه، حيث بادر الأخير، بحسب الاعتقاد السائد والمرجح لدى فريق التحقيق، بإغلاق الجهاز وعدم تفعيل استخدامه قبيل أن يبادر بالتسلل إلى خارج المسجد بعد إقامته للأذان وتراجعه إلى الصفوف الخلفية للاستماع لخطبتي الجمعة وأداء الصلاة مع المصلين.