نشرت صحيفة "الإندبندنت أون صنداي" البريطانية مقالا للكاتب باتريك كوكبيرن انتقد فيه موقف الغرب إزاء الأزمة المتفاقمة في ليبيا، وأشار إلى أن هذه الدولة تنزلق نحو الهاوية. وأضاف الكاتب في 2 نوفمبر أن سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي أحدث ابتهاجا في البلاد، ولكن هذه الحالة لم تدم طويلا, في ظل حالة الفوضى الدموية, التي وصلت إليها البلاد في مرحلة ما بعد التدخل الأجنبي. وانتقد كوكبيرن الصمت الغربي تجاه ما يحدث من فظاعة في ليبيا، في ظل الصراع بين المليشيات المتحاربة، والتي تخوض حربا أهلية أدت إلى تمزيق البلاد. وأضاف أن التدخل الأجنبي مهما كانت نواياه في ليبيا، فهو الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه الآن من اضطراب وفوضى دموية كارثية. وتعاني ليبيا صراعا مسلحا دمويا في أكثر من مدينة، أبرزها العاصمة طرابلسوبنغازي، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي. وأفرز الصراع السياسي, جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته، الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا, وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش (عينه مجلس النواب) عبد الرزاق الناظوري، ويدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، يوجد في العاصمة طرابلس, ويضم المؤتمر الوطني العام "البرلمان السابق", ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي, الذي أقاله مجلس النواب. ومنذ يوليو الماضي, تدور معارك يومية في بنغازي شرقي ليبيا بين القوات الموالية للواء حفتر, ومسلحي مجلس شورى ثوار بنغازي. وكان حفتر دشن في 16 مايو الماضي، عملية عسكرية سماها "الكرامة" ضد كتائب الثوار الإسلاميين السابقين, متهما إياها بأنها من تقف وراء تردي الوضع الأمني في مدينة بنغازي، بينما اعتبرت الحكومة في طرابلس آنذاك ذلك "انقلابا على الشرعية, كونها عملية عسكرية, انطلقت دون إذن من الدولة". يذكر أن بنغازي تشهد انفلاتا أمنيا واسع النطاق منذ سقوط نظام القذافي، تجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال. وكان مسئولون أميركيون أكدوا مشاركة طائرات مصرية وإماراتية في الغارات التي استهدفت مواقع في العاصمة الليبية طرابلس لقوات "فجر ليبيا", المشكلة من ثوار إسلاميين شاركوا في الإطاحة بنظام القذافي, ومن وحدات تابعة لرئاسة الأركان الليبية, ما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا, ونفت القاهرة حينها مشاركة طائراتها في القصف. وفي الآونة الأخيرة, دعت القاهرة مرارا المجتمع الدولي إلى مواجهة ما تسميه "تطرفا وإرهابا" في ليبيا.