المستشار يحيى قدري نائب رئيس حزب الحركة الوطنية ل «المصريون»: * السيسي لا يضع "فيتو" على عودته .. وانتظروا مفاجآت فى الفترة القادمة *نتطلع للتحالف والتنسيق الانتخابى مع حزب «المصريين الأحرار» خلال انتخابات النواب *إعلان شفيق فائزًا فى انتخابات 2012 لا يؤثر على شرعية السيسى *تأجيل الانتخابات البرلمانية كارثة ونرفض تجميع الصلاحيات فى يد الرئيس * شعبية السيسي لا تعنى أن الشعب منحه شيكًا على بياض "المصريين الأحرار" هو الأقرب لنا من كل الأحزاب السياسية *الوفد بعيد عنا.. وحلفاء البدوى يتبنون الإقصاء ويدعون المشروعية الثورية *الخلافات بين الأحزاب المدنية ستفتح الباب لتسرب قوى الإسلام السياسى للبرلمان القادم **حل جماعة الإخوان والأحزاب الدينية ضرورة لتحقيق المصالحة الوطنية *حكومة محلب لتصريف أعمال لا نُحمّلها أكثر من طاقتها *نؤيد تعديل قانون التظاهر للمواءمة بين الحرية والمسئولية ومكتسبات الثورة لا تعنى الفوضى أقول للدكتور محمد البرادعى: سامحك الله أقول للدكتور ياسر برهامى: مصر تحتاج لدوركم فى العمل الدعوى وليس السياسى أقول للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح: لن يحصل حزبكم على نسبة مؤثرة فى البرلمان قال المستشار يحيى قدري، النائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية المصرية إنه لايوجد فيتو رئاسي ضد عودة الفريق أحمد شفيق رئيس الحزب، والمرشح الرئاسي الأسبق إلى مصر، مشيرًا إلى أنه لا يتصور وجود جهات رسمية تمنع عودته من الإمارات حيث يقيم منذ أكثر من عامين، والتى ستشكل إضافة للساحة السياسية وتعيد الاستقرار إليها وتقطع الطريق أمام عودة التيار الإسلامى للساحة مجددًا.
وشدد قدري خلال حواره الشامل مع "المصريون" على رغبة حزبه فى التحالف مع حزب "المصريين الأحرار" بوصفه أقرب الأحزاب إلينا رغم ثقته الشديدة فى قدرة حزب "الحركة الوطنية" على تحقيق الأغلبية داخل البرلمان القادم بمفرده بوصفه "حزب الكنبة والذي يعكس الفكر المصرى الوسطى". واستبعد إمكانية لقوى الإسلام السياسى للعودة للساحة السياسية "فى ظل تبنيهم لفكر الخلافة العثمانية وعدم احترامه للهوية المصرية"، وقال إنه "لا سبيل لدمجه مجددًا فى الحياة السياسية إلا بحل جماعة الإخوان وتخليهم عن فكر الخلافة وإعلانهم عدم المساس بهوية الدولة ومدنيتها". وتطرق الحوار مع المستشار يحيى قدري، لقضايا عديدة نعرضها أمام الرأي العام خلال السطور التالية بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معها وذلك حرصا من «المصريون» على إدارة حوار وطني مسؤول يؤسس لمرحلة جديدة من الشفافية السياسية في مصر .
*منذ الثالث من يوليو يعلن الفريق أحمد شفيق عن أن عودته لمصر ستتم خلال أيام قليلة ولكن الرأي العام يفاجأ كل فترة بعدم عودته بشكل عزز من التكهنات بأن هناك "فيتو رئاسي" على عودته؟ **هذا الحديث غير دقيق جملة وتفصيلاً بعد تبرئة القضاء المصرى للفريق فى جميع القضايا، بما فيها القضية المعروفة ب "أرض الطيارين"، إلا أنها لم تنهِ وضعه على قوائم الترقب فى المطار، التي لا تمنع عودته لكنها توحي بوجود مشكلة تجابه هذه العودة إلى أن يصدر النائب العام قرارًا برفع اسمه منها، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وأعتقد أن هذا الإجراء سيتم قريبًا خصوصًا بعد تسوية كل المستحقات المالية الواجب على جميع أعضاء مجالس إدارات جمعية الطيارين المتعاقبة تسديدها للدولة، ولم يعد متبقيا إلا إصدار النائب العام قرارًا برفع اسم الفريق شفيق من قوائم الترقب، وبعدها لن يكون هناك أى عائق أمام عودته من الإمارات بل إننى أكاد أراه على سلم الطائرة وبيننا. *ماذا إذن عن الفيتو الرئاسى ضد عودة الفريق شفيق؟ **الحديث عن فيتو رئاسي على عودة الفريق هراء لا أساس له من الصحة، وأنا أستغرب بشدة الحديث عن الأمر، في ظل عدم وجود ورقة أو وثيقة رسمية صادرة عن أى من مؤسسات الدولة تتحدث عن عوائق تحول دون عودة الفريق إلى مصر. * هناك تقارير ذهبت إلى أن عودة الفريق شفيق إلى مصر قد تشعل نوعًا من الارتباك السياسى حاليًا وتفتح الباب أمام سيناريوهات لا تريدها السلطة الحالية؟ **على العكس تمامًا وهذا أمر يبدو واضحًا لأي شخص يدرس الحالة السياسية لعديد من الأسباب، منها أن وجود شفيق على رأس حزب الحركة الوطنية سيسهم فى حدوث الاستقرار، فى ظل الشعبية الكاسحة للحزب والتى لن تجعله يتحرك لاكتسابها بل العمل على زيادتها فقط، فضلاً أن عودته ستحفز أنصار حزبه ومن دعموه فى الانتخابات الرئاسية قبل الماضية للمشاركة بقوة فى الانتخابات البرلمانية لقطع الطريق أمام عودة قوى الإسلام السياسى للساحة المرحلة القادمة فى ظل ما يتمتع به من خبرة وتجربة فى مواجهة هذا التيار، ومن ثم فعودة الفريق ستعيد الاستقرار للساحة وتدعم الساحة، لاسيما أنه لا توجد أى خصومة بين شفيق وأحد فى الساحة السياسية حاليًا على وجه الخصوص. *غير أن ما عددته من أسباب ومنها الشعبية الطاغية للحزب والدور المحوري لشفيق فى الساحة السياسية قد تحول فعلاً دون عودته خصوصًا فى ظل رغبة البعض فى الهيمنة الكاملة على الساحة، خصوصًا من داخل السلطة الحالية؟ **يمكن أن يكون ما ذهبت إليه صحيحًا لو أن من فى السلطة لهم أغراض خاصة وهذا ما لا نشعر به فنحن أمام رئيس يتمتع بشعبية كاسحة لم تتوفر لأي من سابقيه، وقد ترشح لمنصبه بإلحاح شعبي من أغلب المصريين بمن فيهم شفيق ومن ثم لا توجد أى أسباب لكى يكون الرئيس السيسى أو غيره حائلاً دون عودة الفريق، خصوصًا أن الأمر بيد النائب العام المستشار هشام بركات فقط. *تثار بين الآن والآخر ما يطلق على قضية تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2012 وسط مزاعم من جانبكم بأن الفريق شفيق كان الرئيس الشرعى للبلاد؟ *هذه ليست مزاعم بل هى الواقع بعينه؛ فالفريق كان الرئيس المنتخب لمصر من خلال الانتخابات التى شهدت تزويرًا وتلاعبًا فاضحًا لصالح الرئيس المعزول بدأ فى المطابع الأميرية؛ حيث سودت البطاقات لصالح خصمه، ناهيك عن أننا طالبنا ساعتها اللجنة العليا للانتخابات بالتحقيق فى تزوير ممنهج جرى فى عديد من المحافظات، وطالبت اللجنة العليا للانتخابات بعمل التحريات اللازمة، لكن الرقابة الإدارية والأجهزة الأمنية لم تقم بذلك، ولم تقدم إفادات بوجود التزوير، بل إننا فوجئنا مثلا بعمال المطابع الأميرية يقطعون الطريق أمام مقر المطبعة، رغم أنهم المتهمون الرئيسيون فى جريمة تزوير الانتخابات الرئاسية، إلا أن المخطئ لم يعاقب وتم التعتيم على القضية برمتها.
*هل هناك مخاوف من جانب السلطة الحالية من إعلان أن الفريق شفيق هو الرئيس الفعلي للبلاد فى انتخابات 2012 بشكل قد يهدد شرعية الرئيس الحالى؟ **القضية جنائية فى المقام الأول حول واقعة تزوير ولا تؤدى لإدانة أو براءة، ولن تكون لها أى تداعيات على الوضع السياسى القائم حاليًا ولا يؤثر فى نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة أو الحالية، ولكن الواقعة تتعلق بجريمة تزوير ممنهجة لإرادة الشعب تستوجب فضح مَن اقترفوه، وتفتح الباب للفريق شفيق للحصول على التعويض، بل يحق الشعب المصرى للحصول على تعويض لتزوير إرادته خصوصًا إذا كان التزوير مؤثرًا. *هل يؤثر التزوير إن ثبت على الوضع السياسى القائم حاليًا؟ **لن يؤثر فى الوضع الحالى ولن يعيد الأمر إلى ما كان لأن دستور مصر قد عدل، وهناك رئيس جديد تم انتخابه وفق هذا التعديل لذا لا أعتقد أنه يمكن أن يؤثر فى شرعية الرئيس السيسى، بل أقول بمنتهى الثقة إنه ولو أتيحت الفرصة للفريق أحمد شفيق لترشيح نفسه فى الانتخابات، فلن يخوضها أمام السيسي. . *ترددت أنباء خلال الأيام القليلة الماضية عن تأجيل الانتخابات البرلمانية وأنها ستجرى فى عام 2015ما تقييمكم لهذا الطرح؟ *تأجيل الانتخابات البرلمانية ولو ليوم واحد كارثة؛ فهناك استحقاقات لخارطة الطريق يجب أن تستكمل، خصوصًا أن تأخره يخلق نوعًا من الفراغ ومصر أكبر من ألا تكتمل أركان سلطاتها، وما يتردد عن التأجيل يأتى من مسئولين هواة لا يدركون تبعات ما يقولون؛ فالحديث عن طرح قوانين الانتخابات للمناقشة الشعبية يفتح المجال أمام تأجيل الانتخابات لفترة ويجمع السلطات كلها فى يد رئيس الجمهورية، وهذا غير مقبول بعد قيام الشعب بثورة، وقدم تضحيات وشهداء من أجل ترسيخ الديمقراطية وتداول السلطة، ما يجعل التأجيل مرفوضًا جملة وتفصيلاً.
*هناك مَن يرى أن الفريق شفيق وحزب الحركة الوطنية هما المستهدفان من تأجيل الانتخابات؟ دعني أطمئنكم جميعًا بأنه لم يصدر قرار رسمى بتأجيل الانتخابات خصوصًا أن الرئيس قد تعهد إبان مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجراء الانتخابات فى موعدها، ولذا فلا يمكن لرئيس الوزراء هو جزء من السلطة التنفيذية أن يخالف مواقف الرئيس، ومن ثم فلا صحة لما يتردد أن الانتخابات ستجرى فى 2015 على الإطلاق بل أقولها بمنتهى الثقة إن حزب الحركة الوطنية سيحقق الأغلبية البرلمانية سواء أجريت الانتخابات اليوم أو العام القادم. *لماذا تتحدث بهذه الثقة رغم أنه لم يجر استحقاق انتخابى يؤكد الفرضية الأخيرة؟ الحركة الوطنية هى الحزب الأول على الساحة السياسية؛ فهي حزب الكنبة وهى الحزب الوسطى الموافق لفكر أغلب المصريين، فكر مصر لمصر، وحزبنا وائتلاف الجبهة الوطنية هو الوحيد القادر على إنهاء هذا التشتت الحزبي والسيولة الحزبية ودمج ما يقرب من 96 حزبًا قائمًا حاليًا فى ثلاثة أو أربعة كيانات حزبية لقيادة تجربة تعددية قوية وثرية.
*ذهبت تقارير رصينة إلى إمكانية تدشين تحالف انتخابى قوى ما بين حزب الحركة الوطنية وحزب المصريين الأحرار؟ **ما ذهبت إليه صحيح فنحن راغبون وبقوة فى التنسيق والتحالف الانتخابى مع حزب المصريين الأحرار خلال الانتخابات القادمة لكن المشكلة أن الأخير يعلن دائمًا أن خوضه الانتخابات سيتم بمفرده وبدون تحالفات أو ائتلافات، ولكن من جانبنا نحن نسعى لهذا التحالف إذا رغب المصريون الأحرار فيه، فهم أقرب حزب لنا من أى حزب آخر على الساحة. *هل عقد لقاء بين أحمد شفيق وأحد قيادات الحزب أو مع مؤسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس؟ **الفريق أحمد شفيق لا يمارس السياسة من خارج مصر حتى لا يمكن القول إنه يتدخل فى أى شأن سياسى.. جميع الاتصالات مع المصريين الأحرار تتم معي أو عن طريقي. *مقاطعًا ولكن مقر إقامة الفريق أحمد شفيق فى الإمارات تحول إلى قبلة لكل السياسيين والإعلاميين؟ **هذا ليس له إلا معنى واحد بين السياسيين والإعلاميين المصريين إلا أن بيت الفريق شفيق هناك هو بيت كل المصريين. *نعود لإمكانية التنسيق والتحالف بين المصريين الأحرار والحركة الوطنية خلال الانتخابات القادمة وبشكل أكثر تفصيلاً؟ **علاقتنا بالمصريين الأحرار وثيقة جدًا وبدا ذلك واضحًا خلال شراكتنا خلال الاستحقاقين الأول والثانى لخارطة الطريق المتمثلين فى الاستفتاء على التعديل الدستوري وانتخابات الرئاسة، وكثيرًا ما اتفقنا على تنظيم لقاءات ووجهنا لقيادات الحزب دعوات للحضور لمقراتنا، إلا أنه كانت هناك ظروف تحول دون إتمام هذا اللقاء، ومع هذا فقد التقينا كثيرًا بقادة الحزب وجرى التشاور على إمكانية مشاركتهم فى الائتلاف ولكن المصريين الأحرار دائمًا ما يرد بأن الأمر مازال محل مراجعات ومناقشات بشكل يدعوني للتأكيد بأن المشكلة تتمثل فى وجود تصور لدى المصريين الأحرار بأنه قادر وحده على خوض هذا الاستحقاق الانتخابى بما له من إمكانات وقدرات. *ولماذا لم تحسم قضية التحالف مع المصريين الأحرار؟ **نحن نسعى تمامًا لهذا التنسيق، بل والتحالف، سواء بانضمامه إلينا، أو بالتنسيق حول المقاعد الانتخابية فور إبداء رغبته فى هذا، لاسيما أننا تزاملنا معًا خلال الفترة الماضية وعلينا الانتظار حتى تحديد موعد الانتخابات، حيث ستحدث مفاجآت عديدة قد تشهد الانضمام إلى الائتلاف والتنسيق والتحالف داخل الدوائر وخلال الاستحقاق الانتخابى كاملاً.
*ماذا يمكن أن يحقق لكم التحالف والتنسيق مع حزب المصريين الأحرار؟ **سيضيف هذا التحالف مقاعد أكثر لائتلاف الجبهة الوطنية، ومع هذا فنحن لسنا بحاجة ل"المصريين الأحرار"، فسنحقق الأغلبية البرلمانية به وبغيره. *هذا ما يتعلق ب"المصريين الأحرار"، فماذا إذن عن حزب النور هل ستظل علاقتكم الوثيقة التى نشأت إبان الانتخابات الرئاسية الماضية ؟ **حزب النور ليست له أى علاقة بالائتلاف ولا حزب الحركة ولا إمكانية للتحالف معه ولا مع أى أحزاب لها ارتكاز على الدين، فنحن لا يمكن أن نكون طرفًا فى إعادة إنتاج تجربة الإسلام السياسى مع احترامى وتقديرى للفكر السلفى، فأنا لا أتصور أى دور لهم، إلا إذا أعلنوا موقفًا واضحًا من اعتزازهم بالآثار المصرية، فلا يمكن اعتبار أبى الهول وثنًا ويجب عليهم إعلان رفضهم المساس بهوية مصر كدولة مدنية، وأن السياحة مصدر مشروع للدخل، ورمز البلاد هو العلم والسلام الجمهورى ليس بدعة، وأن غير المسلمين ليسوا كفارًا وساعتها يمكن أن نطرح جميع القضايا للنقاش، ومنها اعتبار النور حزبًا سياسيًا وليس واجهة سياسية لحزب ديني. تثور بين الحين والآخر سجالات بينكم وبين حزب الوفد فهل هناك أى إمكانية لضمه لائتلاف الجبهة الوطنية؟ **لقد أبلغنا خلال اجتماع مع السيد عمر موسى بصعوبة انضمام الوفد للائتلاف فى ظل وجود أحزاب انفصالية وإقصائية داخل جبهته حيث تتبنى هذه الأحزاب الفكر الإقصائى ولا تكف عن الادعاء بالمشروعية الثورية على حساب الأحزاب الأخرى وهو أمر لا نقبله على أى وجه، وقد قلنا كثيرًا إننا أكبر من أن نرد على هذه الأحزاب، خصوصًا أن المرحلة الحالية لا تحتمل التصرفات الصبيانية وما ندعو له فقط هو توحد القوى المدنية فى الانتخابات البرلمانية القادمة لقطع الطريق على عودة أى فصيل يسعى لتغيير هوية مصر كدولة مدنية كما كانت النية مبيته فى الفترة السابقة.
*لكن رفضك للإقصاء والتهميش يتناقض مع عدم قبولكم لأى دور للإسلام السياسى فى الساحة السياسية؟ **لكل قاعدة استثناء وهذه قاعدة شرعية لقد قامت ثورة 30يونيو ضد هذا التيار الراغب فى تغيير هوية مصر ومن هنا فإن أى شخص ينضم مجرد الانضمام إلى الجماعة المحظورة يكون قد ارتكب جريمة. كأنك تؤكد أنه لا دور لقوى الإسلام السياسى على الساحة السياسية مستقبلاً؟ **لا دور للأحزاب الدينية ولكل من يمارس السياسة تحت مظلة الدين فالدين لله والوطن للجميع ثم دعنى أتساءل: ألسنا مسلمين مثلهم، وبل قد نكون أكثر تمسكًا بديننا منهم ولا نحتاج لأى شخص لتعليمنا حقيقة الدين وأليس الادعاء بالسلفية مخالفة لقاعدة أن الدين الإسلامى صالح لكل العصور؟ **أشعر من حديثك أن المصالحة مع جماعة الإخوان ليست على أجندتكم تمامًا الآن ولا مستقبلاً؟ **لا يمكن إعادة إنتاج الإسلام السياسى للحكم حتى يجرى تغييرات دراماتيكية فى مرجعيته، فلا يمكن أن يكون هناك دور أو وجود فى الساحة السياسية لتيار يحمل فكر الخلافة الإسلامية، ولكن إذا أرادت جماعة الإخوان المصالحة والعودة للساحة السياسية، فعليها حل الجماعة التى قامت لإحياء الخلافة العثمانية وليس الخلافة الإسلامية، وعلى كل من يعتنق هذا الفكر التبرؤ منه، وأن ينضموا للأحزاب القائمة حاليًا، ويؤكدون تمامًا أنه ليس من مبادئهم تغيير هوية الدولة المدنية ولا يقرون بعودة الخلافة. *أوردت تقارير بإمكانية خوض جماعة الإخوان الانتخابات من خلال حزبى الوسط ومصر القوية؟ **لو احتجب التيار المدنى بأكمله لن يحصل التيار الدينى على عشرة مقاعد بالبرلمان فالتيار الإسلامى الذى حرق كل الجسور مع كل المصريين الذى تعرضوا للقتل، بل أنهم لا يذهبون للمدارس لانعدام الإحساس والأمان، ولدينا يقين من أن الإحساس بالانتماء لمصر لا يشغل بال التيار الإسلامى وهو مشغول فقط بأن تكون أرض مصر مباحة لكل من يؤمن بالخلافة الإسلامية وعلينا هنا أن نوجه له فكيف تفكر فى حكم مصر والهوية والانتماء لمصر لا يشغلك؟ *ثقتك فى اكتساح التيار المدنى للانتخابات لا تنفى وجود خلافات شديدة بين أركانه ما قد يفسح المجال مجددًا للتيار الإسلامى للعودة للساحة السياسية ودخول للبرلمان؟
**الخلافات قد تتيح العودة للإسلام السياسى للتسرب للساحة السياسية والبرلمانية، وأنا هنا لا اعتقد أن هناك تنسيقًا تامًا بين الأحزاب المدنية، ولكننا نسعى لإيجاد اتفاق بين 4أحزاب أو ائتلافات ليكون نواة لمشروع حزبى قوى مستقبلاً لاسيما أن الأحزاب المدنية ليست لها مرجعية واحدة ولا يجمعها إلا مدنية، لكن الأطروحات الاقتصادية والاجتماعية مختلفة، فضلا عن أن المشكلة الرئيسية فى هذه التحالفات هى المحاصصة لكل حزب أو تيار، فكل حزب يتعامل مع الوضع السياسى بأنه كعكة يريد أن يفوز فيها بنصيب الأسد، دون أن يضع فى الاعتبار مصالحة الوطن العليا. *فى ظل هذه الأجواء السياسية المضطربة ألا يبدو أن الرئيس السيسى بحاجة لظهير شعبى؟ **الرئيس السيسى بوضعه الحالى وشخصيته وخلفيته لا يحتاج لهذا الظهير الشعبى فهو لديه ظهير يتمثل فى الإجماع الشعبى وإرادة الأمة وأى برلمان لا يمكن أن يخالف إرادة الأمة. *لكن شعبية السيسى أصبحت على المحك فى ظل مساس النظام بالدعم السلعى ورفعه بشكل تدريجى عن المحروقات؟ **الشعب يحب السيسى فهو بطل قومى وشعبيته هذه هى من جعلت الشعب يتعاطى بإيجابية مع إصلاحاته الاقتصادية رغم قسوتها، رغم أنه سبق وأبدى اعتراضات على الإصلاحات التى قام بها الرئيس الراحل أنور السادات بطل حرب أكتوبر وقام بحرق القاهرة. * السادات أقر هذه الإصلاحات بعد أربع سنوات من تحقيق النصر غير أن السيسى صدم الشعب بهذه القسوة فى وقت لا يمتلك نصرًا بقيمة أكتوبر؟ **حرب أكتوبر إنجاز عظيم وحدث غير عادى ولكن لماذا تتناس أن السيسى لو لم يكن قد دعم ثورة الشعب فى 30يونيو لما خرج الإخوان من الحكم..السيسى بطل قومى لدى المصريين أردت أو لم ترد.. لكن البطولة لا تعنى أن الشعب منحه شيكًا على بياض فالشعب وثق فيه وأيده، لكن الشعب سيراقب كل التصرفات وستتم معالجة أى خطأ داخل مجلس النواب. *مرت عدة أشهر على وجود حكومة إبراهيم محلب فما تقييم الحركة الوطنية لأداء هذه الحكومة ؟ **نحن ننظر لحكومة إبراهيم محلب باعتبارها حكومة تسيير أعمال ولا ننتظر منها الكثير، فهى تعمل وهى تدرك يقينًا أنها لن تستمر طويلاً فى ظل وجود انتخابات لمجلس النواب، وضرورة تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات، ومن ثم فلا يجب أن تحملها أكثر من طاقتها، ولا يجب على هذه الحكومة أن تكبل الحكومة القادمة بأعباء كبيرة قد تعرقل مسيرتها. *إلا أن حكومة محلب الانتقالية ارتكبت أخطاء فادحة وتسببت قراراتها فى إشعال الجامعات؟ **تعالوا أولاً نوجه أسئلة لطلاب الجامعات منها: ماذا تريدون أن تصبح مصر هل مثل سوريا والعراق، وهل تحبون أن تصلوا بنا لنموذج داعش وأنصار بيت المقدس ونحر البشر على شاشات الفضائيات للخلاف فى الرأى، وهل تحولتم لأداة فى أيدى هؤلاء لتنفيذ أغراضهم؟، أقول لهم نحن نحتاجكم فعلاً لإقالة مصر من عثرتها وعلينا جميعًا مواجهة ما يحدث فى الجامعات من خلال فتح حوار مع الطلاب وإجراء انتخابات سريعة لاتحاد الطلاب وتفعيل نشاط الأسر ولو نتركهم أسرى لمن يغرونهم ويستقطبونهم بالأقوال والأموال والأفعال. *أشعر كأنك تطالب بحظر العمل السياسى فى الجامعات؟ **ليس هناك عمل سياسى داخل أسوار الجامعة، لكن هناك حرية للطلاب للعمل السياسى داخل الأحزاب، ونحن كحزب الحركة الوطنية أسسنا لذلك تيار الشباب لاستيعاب طلاب الجامعات لثقلهم وتحويلهم إلى قادة المستقبل وهى تجربة يجب تتأسى بها كل الأحزاب. *هناك قضية تثار حول قانون التظاهر والحاجة الماسة لتعديله فما موقف الحركة الوطنية من السجال الدائم حوله؟ **ليس هناك حق للتظاهر مطلق، بل التظاهر يتم بالاتفاق مع السلطة لحماية المواطنين من اعتداءات المتظاهرين والعكس ولتحديد موعد ومكان، وهذا لا ينطبق على الاعتصامات التى يجب أن تكون مقيدة بمدة زمنية محددة دون أن تعيق الحياة الطبيعية. ما موقفكم من المطالبة بتعديل قانون التظاهر؟ *يجب أن تزال كل البنود التى تقيد حركة التظاهر وتبقى البنود الخاصة بتنظيمه والقانون الحالى معمول به فى أغلب بلدان العالم لتنظيم التظاهر
**غير أن القانون فرض ضرورة موافقة الشرطة وهو ما اعتبر قيدًا؟ **الشرطة هى الجهة الوحيدة المنوط بها تنظيم التظاهرات، وقد أعطى القانون الحق للمتظاهرين للجوء لقاضى الأمور المستعجلة فى الحكم بتنظيم المظاهرات إذا اعترضت الشرطة بدون مبرر مقبول، ومن هنا لا يجب على المتظاهرين أن يشعروا بأن مكتسبات الثورة هى الفوضى فقط، بل السعى للحفاظ على أمن واستقرار البلاد فليس هناك حرية مطلقة تفعل بها ما يحلو لكم. رسائل *الفريق أحمد شفيق: صديقى وأخى الحبيب: طالت غربتك وآن الآوان لعودتك الدكتور محمد البرادعي: سامحك الله يا أخى الدكتور ياسر برهامي: يجب العودة للعمل الدعوى وكفانا خلطًا للدين بالسياسية فنحن أحوج لدوركم فى العمل الدعوى وليس السياسى *جماعة الإخوان المسلمين: لن تقوم لكم فى مصر قائمة عبدالمنعم أبو الفتوح: لن يحصل حزبكم على النسبة التى تجعله مؤثرًا فى البرلمان *حمدين صباحى: تقديرى لشجاعتك فى خوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة دون التطرق لآرائكم وسياساتكم