أودعت محكمة جنايات شبرا الخيمة أسباب الحكم في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب و المقضي فيها بمعاقبة كل من د. عبد الله بركات عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر و المحاسب حسام ميرغني تاج الدين بالسجن المؤبد لكل منهما. ضعت هيئة المحكمة برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين عصام أبو العلا وفتحي عبد الحميد الرويني رئيسي المحكمة بحضور يحيى فريد زارع رئيس النيابة و أمانة سر وليد شعبان و مينا عوض الحيثيات في 5 نقاط بالنسبة للمتهم الأول مؤكدة بان المتهم عبد الله بركات اصدر بيان من اعتصام رابعة العدوية وحث المعتصمين على الجهاد و القتال حيث اوحى لهم المسلك الذي ينال فيه الشهادة إلا من جاهد ضد الأعداء ليفوز بإحدى الحسنيين إما النصر و إما الشهادة. قالت المحكمة في حيثيات الحكم ان الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة و اطمأن إليها ضميرها و ارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى و ما تم فيها من تحقيقات و ما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تنحصر وقائعها في انه و على اثر خروج العديد من طوائف الشعب في 30 يونيو 2013 باختلاف أعماره و طبقاته و انتماءاته..تجمعهم رغبة أكيدة و عزيمة قوية على المطالبة بإقصاء رئيس البلاد المعزول في ذلك الوقت..د. محمد مرسي مرشح حزب الحرية و العدالة لما لمسوه فيه من انه نسيج غير متجانس مع فطرتهم التي جبلوا عليها يفرد منفردا هو و قبيله من حيث لا يفقوه ينشز عن لحنهم و يشرد عن سربهم الذي اقسم على حمايته و الخلاص له. و قد استجاب الجيش لنداءات الملايين الذين استنفروا فيه حثه الوطني و دوره في الدفاع عن البلاد فخرج عن صمته و ايقن ان الوقت قد حان و اثر التدخل قبل فوات الأوان من بعد ان ازدادت هذه الشقاق بين خلايا الجسد الواحد و تباينت الآراء تبيانا جاما بين المؤيدين و المعارضين بما افسد للود قضية..و انتزع من الحوار سماحة الخلاف فاستعصى معه بل استحال ان يبلغا نقكة التقاء بينهما فهب كل فريق للانتصار لرايه كل على قدر عدد مؤيديه و بالصورة التي يامل ان تحقق مأربه و لو بالقوة أو استخدام البعض للسلاح و بدت الفتنة تطل برأسها على مستقبل امة بات سفينة ضلت وجهتها في بحر لجي دامس الظلام..الامر الذي لم يجد معه الجيش سوى ان يواجه مصيرا كان محتوما و ان يضطلع بدوره الذي فرضته عليه ظروف الحال من قبل ان ينفرط عقد الامة فتدخل ليستبدل عشوائية القوة بمشروعيتها و ليكون له قول الفصل في الأحداث الجثام التي تمر بها البلاد..و ازاء اصرار المعارضين على الحاكم على طلبهم و ازدياد اعدادهم صدر قرار الاخصاء لينزع عن الحاكم و عشيرته ملكهم الذي ظل يروادهم عشرات السنوات و يسلبهم مكتسبات باتت محققة. و أضافت المحكمة في أسباب حكمها بان رابعة العدوية بمدينة نصر شهد وقائع الاعتصام الذي ضم جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين و أنصارها من التيارات الدينية و الذين حرصوا بل جاهدوا من اجل استمرار بقاء الاعتصام قائما و حظروا من انفراط عقده ليكون لهم بمثابة القبلة التي يلوذ اليها مناصريهم و اتباعهم و الوجهة التي يقصدها كل من وجد في نفسه تجاههم ميل أو هوى. " الحث على القتال " أوضحت المحكمة اولا بان المتهم الأول عبد الله بركات اصدر بيانا باعتصام راعبة حسبما ورد بتقرير تفريغ الاسطوانات المدمجة المعد بمعرفة اللجنة التي شكلتها المحكمة لهذا الغرض ذكر فيه "أعدائنا اتفقوا مع إسرائيل و أمريكا – أعداء الدين ضد الإسلام- ايه رأيكم عودة الشرعية و نصر الراية في كفة و الشهادة في كفة –عايزين ايه غير الشهادة - يبقى لو كنتم صادقين لن ينتصروا عليكم ابدا "..فهذا الذي ذكر و عظم فيه من قدر الشهادة بقدر عظمها خطاب يبدو في ظاهره الرحمة و لكن باطنه من قبله الحث على القتال و الجهاد. ثانيا اوحى المتهم للمعتصمين و لمؤديه سبيلهم الذي يجب عليهم ان يسلكوه اذ لن ينال الشهادة الا من جاهد ضد الأعداء ليفوز بإحدى الحسنيين إما النصر و اما الشهادة و بذلك يكون قد ساهم في رسم خارطة الطريق لهم و هداهم إلى السبيل الذي يسلكون بمشاركه من اعتلوا منصة رابعة وخطيهم فيهم من المتهمين الذين سبق الحكم عليهم فكان كلمات احدهم مباركة و مؤيدة و مكملة لكلمات اخر فباتوا و كانهم بنيانا واحدا يشد بعضه بعضا. و قد استغل المتهمان عبد الله بركات و حسام مرغني و اخرون سبق الحكم عليهم..عصبتهم و توحدهم بالميدان يجمعهم هدف واحد و تحركهم غاية واحدة ينظرون من اجلها أمرها و يتبادلون بشأنها افكارهم للوقوف على راي جامعة بينهم فالفوا من جمعهم هذا عصابة تهدف إلى مهاجمة طائفة من السكان و مقاومة رجال السلطة العامة بالسلاح..و تاكيدا على ذلك و تفعيلا له نفذ به المتهمان و آخرون سبق الحكم عليهم تجمهرا داخل نطاق مدينة قليوب لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع طريق مصر إسكندرية الزراعي و تعطيل وسائل النقل العامة و الخاصة و إصابته بالشلل المروري و إشاعة الفوضى و الإخلال بالسلم و الأمن العام من خلال إثارة أعمال الشغب و العنف و النظام الحاكم و عدم قدرته السيطرة على مقاليد الدولة و عجزه عن إدارة الفترة الانتقالية و تصدير هذا المشهد دوليا للخارج من بعد تصوير ان الفوضى العامة تجتاح البلاد. و أشارت أسباب الحكم إلى أن القيادات المركزية بجماعة الإخوان و التي من بينها المتهم عبد الله بركات أصدرت تكليفات للقيادات اللامركزية بالجماعة و كذا الجماعات المتشددة داخل محافظة القليوبية و التي من بينها المتهم الثاني حسام مرغني تنظيم هذا التجمهر على ضوء الأهداف السابق ذكرها و قاموا بتوزيع بعض المنشورات على مستقلي السيارات عبارة عن كتيب بعنوان الانقلاب العسكري في ضوء الشريعة و الدستور و آخر بعنوان "ارفض الانقلاب العسكري " و الثالث معنون "الى اهلنا و إخواننا و شركائنا في الوطن"..ثم تحركت مسيرة المتجمهرين بالطريق الزراعي حتى وصلت مدخل العوادم بقليوب و هم يرددون هتافات عدائية ضد القوات المسلحة و الشرطة مثل يسقط يسقط حكم العسكر –الشرطة بلطجية طوال عمركم بلطجية – و يحملون لافتات بذات المعنى و يرفعون صورا للرئيس المعزول. و قد انخرط في التجمهر عناصر مسلحة من المتجمهرين يحذون أسلحة نارية عبارة عن بنادق آلية و مسدسات و أسلحة خرطوش و شماريخ و عصى و شوم و طوب وخوذ يرتديها بعضهم و دروع يديو الصنع..و قد اطمأنت المحكمة إلى ما جاء باقوال المحكوم عليه هشام شعبان الصاوي بالتحقيقات من انه حال و تواجده في مسكنه بمدينة كفر الشيخ سمع في التلفاز ان هناك مليونية لتأييد الرئيس المعزول في 22 يوليو 2013 و إيذاء ذلك توجه إلى ميدان رابعة العدوية و قضى ليلته بالميدان و اعتلى منصة رابعة المتهم الأول و آخرون و تحذوا في أمر التظاهر المزمع إقامته بطريق قليوب الزراعي "فان هذا القول من المحكوم عليه يؤكد ان المتهم بركات كان من بين خطبوا في المعتصمين صباح يوم الواقعة و ليس في المساء حسبما يدعى المتهم. " استخلاص المحكمة " و استخلصت المحكمة من ان الدليل في الدعوى قد استخلصته من وقائع أكدت صلة المتهم الأول عبد الله بركات بالجرائم التي أسندت إليه و التي نوجز أولها في أن المتهم أول من اعتلوا منصة رابعة و خطب في المعتصمين بما يكشف عن قدرته و منزلته لديهم كذلك ان القائمين على الاعتصام ما كانوا ليسمحوا للمتهم الأول باعتلاء المنصة لولا علمهم اليقين انهم لم ينطق عن الهوى بل ان ما سيقوله حتما سيصب في مصلحتهم و يخدم قضيتهم و هو ما يرشح للقول بان سمة اتفاق مسبق قد وقع فيما بين المتهم بركات و قادة الإخوان على مضمون الخطاب الذي سيوجه للمعتصمين. ثالثا ان العبارات التي أوردتها في خطابه إنما هي دعوى للجهاد الذي يبلغ حد الشهادة و هو ما يعني على انه يحثهم على الجهاد المستمر الذي لا رجعة فيه ولو كلفهم حياتهم بما يحمل في طياته التحريض على العنف حتى تحسم قضيتهم بالنصر أو الشهادة..رابعا أن لغة الخطاب الواحدة التي اتفقت في سياقها و مضمونها بين ما القاه المتهم بركات على مسامع المعتصمين و بين جميع من تحدثوا من على المنصة ليوحي بان الأمر قد تجاوز مرحلة توارد الخواطر و ارتقى إلى مرتبة الاتفاق..خامسا ان ظهور بركات صباح يوم الواقعة يخطب في المعتصمين ضمن من خطبوا فيهم يحثوهم على التوجه لطريق مصر إسكندرية الزراعي بقليوب حسبما قرر المحكوم عليه هشام الصاوي له و هو خير دليل يكشف على علم المتهم و اشتراكه في ارتكاب التهم المسندة اليه. " قيادات لا مركزية " وقالت المحكمة في أسباب حكمها بإدانة المتهم الثاني فهو احد قيادات جماعة الإخوان اللامركزية و ان الأحداث تمت بمنطقة اختصاصه و ان الجماعة و أنصارها و القائمين على حزب الحرية و العدالة أكثر المتضررين من إقصاء الرئيس مرسي عن حكم البلاد و اشد المهتمين بعودته إلى مقاليد الحكم و ان قيادات جماعة الإخوان هم من دبروا هذا التجمهر من سبق الحكم عليهم الأمر الذي يجدي معه التنصل من وذر الجريمة أو الدفع بانتفائها في حقه و هو ما تنتهي معه المحكمة برفض الدفع المبدي من الدفاع وان المحكمة اطمأنت لما وردت بأدلة الثبوت بالدعوى.