افتتاح ورشة عمل بكلية دار العلوم ضمن مبادرة «أسرتي قوتي»    حصاد الاسبوع    وادي النطرون يستضيف بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط    تفكيك القطاع المصرفي .. حكومة الانقلاب تتراجع عن بيع بنك القاهرة بعد عروض "هزيلة" من الإمارات    وزير الكهرباء يتفقد محطتي محولات باسوس و توليد شبرا الخيمة    أمل عمار: استهدفنا 30% من الشباب في مشروع معالجة دوافع الهجرة غير الشرعية    بعد نهب 3 تريليونات دولار من أموال الخلايجة..ترامب يطلب إدارة مؤقتة فى غزة بقيادة حاكم أمريكى    استثناء المرتبات.. طلب عاجل من «النواب» ب إيقاف المعاملات البنكية وتجميد الحسابات في ليبيا    كوريا الشمالية.. تدريبات جوية ويدعو لرفع حالة التأهب القتالي للجيش    الجامعة العربية: مستوى التمثيل في القمم لا يجب أن يُقاس بالمثالية    موعد مباراة الدرع الخيرية بين ليفربول وكريستال بالاس    إمام الأفضل والشناوي الأقل.. تقييم لاعبي الأهلي أمام البنك في الدوري المصري    حملة رقابية مفاجئة على مصانع تعبئة أسطوانات الغاز ببلقاس    بعد إحالته للجنايات.. القصة الكاملة لجرائم "سفاح المعمورة" - تسلسل زمني    محافظ المنيا يشارك حجاج الجمعيات الأهلية فرحتهم قبل السفر للأراضي المقدسة -صور    مصرع ربة منزل سقطت عليها نخلة بالقليوبية    مصر تتألّق في مهرجان كان السينمائي وتحصد جائزة أفضل جناح في دورته ال78    قبل حفلهما الغنائي.. تامر حسني يفاجئ محبيه بمقطع طريف مع كزبرة | شاهد    هل سماع سورة البقرة يغني عن قراءتها من المصحف وهل تقي من السحر؟    هل اللسان الأبيض علامة على الجفاف؟    فرحة في الأوليمبي بعد صعود فريق السلة رجال لدورى المحترفين رسمياً (صورة)    مصر تفوز بجائزة أفضل جناح فى مهرجان كان 78.. حسين فهمى: التتويج يعد اعترافا عالميا بالمكانة التى تحتلها السينما المصرية اليوم.. ووزير الثقافة: الفوز يسهم فى إبراز مصر كوجهة جذابة للتصوير السينمائى    لميس الحديدي: الرئيس السيسي عبر عن موقف مصر في قضايا المنطقة بكل وضوح    موعد عيد الأضحى 2025 ووقفة عرفات فلكيًافي مصر والدول العربية    رئيسة القومي للمرأة: تمكين المرأة اقتصاديًا حجر أساس في مواجهة التحديات    زواج سري أم حب عابر؟.. جدل قديم يتجدد حول علاقة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني    محمد رمضان يكشف عن صورة من كواليس فيلم أسد وعرضه بالسينمات قريبا    السودان يتهم الإمارات بطرد واحتجاز دبلوماسيين بالمخالفة ل اتفاقيات فيينا    رئيس جامعة الأزهر يفسر آية «يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج»    داعية: وجوب تقسيم الميراث على وجه السرعة لهذا السبب    سوء الأحوال الجوية في دمياط.. إصابة سيدة جراء سقوط لافتة إعلانية    هيئة الخدمات البيطرية تكشف حقيقة نفوق الطيور في مزارع الدواجن    إصابة 48 طالبة.. رئيس جامعة طنطا يطمئن على الحالة الصحية لطالبات «تربية رياضية»    القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى يشهد مناقشة البحث الرئيسى لهيئة البحوث العسكرية    المسار الأخضر نقطة انطلاق الصناعة المصرية والصادرات    ضحية الانتقام بكرداسة    كواليس جلسة الرمادي مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بتروجيت    احتفالاً باليوم العالمي للمتاحف.. المنيا تحتضن الملتقى العلمي الخامس لتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي (صور)    3 أمناء مساعدين بالجبهة الوطنية.. زكى والصريطي للفنون وضيف الله للتنظيم    مستشار رئيس الوزراء العراقي: قمة بغداد تؤكد أهمية التضامن العربي في مواجهة الأزمات الإقليمية    قائد تشيلسي: مصير المشاركة في دوري أبطال أوروبا بأيدينا    تشييع جثمان ابن شقيقة الفنان الراحل عبدالوهاب خليل بكفر الشيخ (صور)    الزمالك يتحرك لحل أزمة مستحقات ميشالاك قبل عقوبة "فيفا"    فابريجاس: تحدثت مع أندية أخرى.. وهذا قراري بشأن مستقبلي    مصرع طفل غرقا فى نهر النيل بمنطقة الحوامدية    الضفة.. الاحتلال الإسرائيلي يصيب مسنا فلسطينيا قرب مخيم جنين    اليوم وغدا.. قصور الثقافة تحتفي بسيد حجاب في مسقط رأسه بالدقهلية    هل يجوز توزيع العقيقة لحومًا بدلًا من إخراجها طعامًا؟.. أمين الفتوى يجيب    صور| أكاديمية الشرطة تنظم ندوة "الترابط الأسري وتأثيره على الأمن المجتمعي"    هل يجوز سفر المرأة للحج دون مَحْرَم.. الأزهر للفتوى يجيب    وكيل الزراعة بالبحيرة يوجه بسرعة توزيع الأسمدة وإزالة التعديات على الأراضي الزراعية في حوش عيسى    جامعة الفيوم تطلق الحدث الريادي الأول "ستار أب" لدعم رواد الأعمال والشباب الخريجين    مخرجش من المنهج.. ردود أفعال طلاب الشهادة الإعدادية الأزهرية بسوهاج بعد امتحان مادتي اللغة العربية والهندسة "فيديو"    رئيس الوزراء يتفقد أعمال التطوير في منطقة السيدة عائشة وطريق صلاح سالم    قصر العيني يحتفل ب 80 عامًا على تأسيس قسم المسالك ويطلق برنامجًا لأطباء الامتياز    موجة شديدة تضرب البلاد اليوم| وتوقعات بتخطي درجات الحرارة حاجز ال 40 مئوية    «لو روحتوا أمريكا هينصفوا الأهلي».. عمرو أديب يوجه رسالة لمجلس الزمالك    اللقب مصري.. نور الشربيني تتأهل لمواجهة هانيا الحمامي في نهائي بطولة العالم للاسكواش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا السلفيون أكثر قربًا للحكام العرب من الإخوان؟
نشر في المصريون يوم 17 - 10 - 2014

في مصر والسعودية يصنفون على أنهم إرهابيون، وفي المغرب وتونس شركاءً في السلطة. تجمع فروع الإخوان المسلمين في المشرق والمغرب العربي إيديولوجية مشتركة، لكن مساراتها مختلفة.فما هي أسباب التوجهات المختلفة لحركة واحدة؟
ما بدأ في عام 1928 كحركة دعوية على يد المفكر والناشط الديني آنذاك حسن البنا وتحت اسم "الإخوان المسلمين" تحول على مر عقود عديدة إلى حركة سياسية كبيرة تفرعت عنها أحزاب سياسية فاعلة في معظم بقاع العالم العربي والتي باتت تحكم أو تشارك في الحكم في عدد غير قليل من الدول العربية عقب مرحلة ما يسمى بالربيع العربي. لم يكن خط تطور الجماعة مستقيما، بل شهدت حركة جماعة الإخوان عبر الزمن الكثير من المنعطفات الفكرية والتنظيمية. البداية، كما ذكرنا، كانت تمثل انطلاقة عبر التعبئة الدينية الجماهيرية والعمل الاجتماعي "الخيري"، لتتحول، ربما بعد المؤتمر الخامس للجماعة في الثلاثينات من القرن الماضي، إلى العمل السياسي ولتبدأ النزاعات فيما بينها منذ عام 1948. وفي خضم تطور حركة الجماعة من تيار إيديولوجي ديني في مصر إلى قوة سياسية بتسميات مختلفة تهيمن على المشهد السياسي هنا وهناك في العالم العربي، احتفظت الجماعة في مصر بمركزها "الريادي" لعموم الحركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكانت ذروة نجاح حركة الإخوان في مصر فوز مرشحها محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2012. وقبل ذلك كانت الجماعة في تونس، المتمثلة بحزب النهضة، قد دخلت في لعبة السلطة عبر مشاركتها في "الترويكا" السياسية الحاكمة لحد الآن. وفي المغرب ظهر نجم الحركة في عالم السياسة تحت اسم "حزب العدالة والتنمية". لكن السباقين من الإخوان إلى السلطة كانوا في العراق والأردن. ففي العراق شارك الحزب الإسلامي، فرع الإخوان في العراق، في كل الحكومات المتعاقبة بعد 2003. وفي الأردن كانت الحركة تحظى بدعم النظام وشاركت في بعض الحكومات. ولكن الأحداث أظهرت أن حركة واحدة وبتسميات مختلفة ذات إيديولوجية مشتركة لم تستخلص استنتاجات موحدة فيما يخص طبيعة نظام الحكم والبرنامج العملي لسلطتها الدنيوية. في مصر انتهت الحركة بطردها من السلطة نزولا على رغبة "الأغلبية "من المواطنين. وفي الأردن تتعرض الحركة إلى مضايقات كبيرة من قبل السلطة. وفي دول الخليج أصبحت الحركة في عداد القوى السياسية غير المرغوب فيها من قبل السلطات، بل تعدى ذلك لتتصدر قائمة الإرهابيين. فيما تبقى فروع الحركة في شمال أفريقيا في موقع يحسدهم عليه إخوانهم في مصر والأردن. فما هي أسباب ذلك؟
التأقلم مع الظروف الوطنية
يعتقد الباحث السياسي الأردني والمختص بشؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن تحول جماعة الإخوان إلى حركة سياسية باتت تتأثر كثيرا بالأوضاع المحلية التي نشأت في بلدانها. ويضيف" " لهذا شهدنا مسارات مختلفة لهذه الجماعة. ففي الوقت الذي كانت فيه الجماعة تتعرض إلى الإقصاء والتهميش والعزل والحظر، كما حدث في مصر في فترة حكم عبد الناصر، كانت الجماعة في مناطق أخرى، عل سبيل المثال الأردن، تحظى بدعم الأمير المؤسس للمملكة الأردنية، الأمير عبد الله، والذي افتتح مقرها بنفسه. كما كانت الجماعة تتعاون مع النظام الأردني في مواجهة المد اليساري في البلاد. وهذا الموقف لاحظناه في دول الخليج آنذاك". ويتابع أبو هنية "أن الجماعة أخذت مسارات مختلفة وفق المعطيات السياسية في البلدان التي تتواجد فيها. وما تتبناه الجماعة في قُطر ما، قد لا تتبناه في قُطر آخر".
يتفق الباحث السياسي الألماني لوتس روغلير مع هذا الرأي ويشير بدوره إلى تفاوت ظروف حركات الإخوان المسلمين في الدول العربية ويضيف: "ينبغي ألا ننسى أن حركة الإخوان في مصر مثلا ظلت لعقود عديدة محظورة، وحتى عندما بدأ السادات وبعده مبارك بالتعاون معها أو مغازلتها سياسيا، بقيت الحركة ممنوعة عن العمل السياسي رسميا. فيما كانت حركات مماثلة في المغرب العربي تمارس العمل العلني نوعا ما. وهي حقيقة تشير إلى أنه من الصعب تطوير سياسة عملية في ظل ظروف الملاحقة والمطاردة".
مراجعات فكرية في المغرب العربي وجمود في مصر
ويتابع لوتس قائلا: " رغم أن فرع الحركة في تونس المتمثل بحزب النهضة بزعامة الغنوشي كان محظورا أيضا، إلا أن الأخير تمكن منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي من تطوير برنامج سياسي للإخوان في تونس عبر تفسيرات إيديولوجية ومراجعات فكرية لنهج الحركة أسفرت عنها الاعتراف بالنظام الديمقراطي كأساس للحكم وإقرار التعددية السياسية في البلاد". ويضيف لوتس أن نفس الشيء يقال عن المغرب والجزائر بهذا الشكل أو ذاك. ويشير لوتس إلى أن حركة الإخوان في مصر لم تٌجري مثل هذه المراجعات الفكرية على نهجها السياسي. وبقيت جامدة في نهجها الفكري. وربما كلفها ذلك السلطة بعد انتخاب مرسي. في هذا السياق يشير لوتس إلى أن العداء والتنافر السياسيين بين جماعة الإخوان في مصر والقوى السياسية الأخرى، خصوصا القوى الليبرالية كان متجذرا وعميقا حتى قبل استلام مرسي للسلطة. ويتابع لوتس أن أجهزة الدولة كانت مشبعة بالعداء للإخوان على مر السنين. وهو أمر لم تستطيع الحركة تجاوزه حتى بعد استلامها للسلطة. على عكس ذلك أظهرت فروع الحركة في دول المغرب العربي مرونة كبيرة في التعامل الإيديولوجي، كما لاحظنا ذلك في تونس والمغرب وحتى في الجزائر، كما يقول لوتس. وباتت تلك الحركات تتأقلم مع الظروف المحلية أكثر من نظيراتها في المنطقة.
إذاً الجمود الفكري في مصر والمرونة والمراجعات الفكرية في المغرب العربي حددت مسارات الحركة الواحدة ذات الإيديولوجية المشتركة في اتجاهات مختلفة. في هذا السياق يقول الباحث أبو هنية إن حركة الإخوان في مصر لم تنجز حتى الآن مراجعات فكرية ضرورية، خصوصا فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالدين والمجتمع، وأيضا فيما يتعلق بالإسلام والحداثة وبمواضيع الديمقراطية والتعددية والدولة المدنية، فيما خطت فروع الإخوان في تونس والمغرب والجزائر خطوات حثيثة في هذا المجال، حيث قدمت جماعة الإخوان في المغرب، على سبيل المثال، مقاربة فقهية فكرية اجتهادية في هذه المواضيع. لكن أبو هنية يشير إلى معضلة الإخوان في مصر والتي تمثلت في الازدواجية التنظيمية، فالحركة أسست حزب العدالة والحرية وحافظت على هيكلية الجماعة كتنظيم بقيادتها ومرشدها العام. وبدلا من أن يقوم الحزب بوضع برنامج سياسي لعمله، بات نشاط الحزب خاضعا للجماعة تحت إمرة المرشد، ما خلق ازدواجية تنظيمية، وهو أمر يعرقل أي تطور.
الفرق بين الإخوان والسلفيين
لكن معاداة حركة الإخوان في بعض الدول العربية لا يعني بالضرورة معاداة كل حركات الإسلام السياسي عموما. وإذا كانت حركة الإخوان المسلمين تعرضت لانتكاسة سياسية وتنظيمية كبيرة في العديد من الدول العربية المهمة، كمصر والسعودية والإمارات، فإن حركة السلفيين تجد متسعا من الفضاء السياسي للنشاط على كل الأصعدة ليس في مصر فحسب، بل حتى في كل الدول الخليجية. ويتمتع السلفيون بدعم مالي كبيفي مصر والسعودية يصنفون على أنهم إرهابيون، وفي المغرب وتونس شركاءً في السلطة. تجمع فروع الإخوان المسلمين في المشرق والمغرب العربي إيديولوجية مشتركة، لكن مساراتها مختلفة.فما هي أسباب التوجهات المختلفة لحركة واحدة؟
ما بدأ في عام 1928 كحركة دعوية على يد المفكر والناشط الديني آنذاك حسن البنا وتحت اسم "الإخوان المسلمين" تحول على مر عقود عديدة إلى حركة سياسية كبيرة تفرعت عنها أحزاب سياسية فاعلة في معظم بقاع العالم العربي والتي باتت تحكم أو تشارك في الحكم في عدد غير قليل من الدول العربية عقب مرحلة ما يسمى بالربيع العربي. لم يكن خط تطور الجماعة مستقيما، بل شهدت حركة جماعة الإخوان عبر الزمن الكثير من المنعطفات الفكرية والتنظيمية. البداية، كما ذكرنا، كانت تمثل انطلاقة عبر التعبئة الدينية الجماهيرية والعمل الاجتماعي "الخيري"، لتتحول، ربما بعد المؤتمر الخامس للجماعة في الثلاثينات من القرن الماضي، إلى العمل السياسي ولتبدأ النزاعات فيما بينها منذ عام 1948. وفي خضم تطور حركة الجماعة من تيار إيديولوجي ديني في مصر إلى قوة سياسية بتسميات مختلفة تهيمن على المشهد السياسي هنا وهناك في العالم العربي، احتفظت الجماعة في مصر بمركزها "الريادي" لعموم الحركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكانت ذروة نجاح حركة الإخوان في مصر فوز مرشحها محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2012. وقبل ذلك كانت الجماعة في تونس، المتمثلة بحزب النهضة، قد دخلت في لعبة السلطة عبر مشاركتها في "الترويكا" السياسية الحاكمة لحد الآن. وفي المغرب ظهر نجم الحركة في عالم السياسة تحت اسم "حزب العدالة والتنمية". لكن السباقين من الإخوان إلى السلطة كانوا في العراق والأردن. ففي العراق شارك الحزب الإسلامي، فرع الإخوان في العراق، في كل الحكومات المتعاقبة بعد 2003. وفي الأردن كانت الحركة تحظى بدعم النظام وشاركت في بعض الحكومات. ولكن الأحداث أظهرت أن حركة واحدة وبتسميات مختلفة ذات إيديولوجية مشتركة لم تستخلص استنتاجات موحدة فيما يخص طبيعة نظام الحكم والبرنامج العملي لسلطتها الدنيوية. في مصر انتهت الحركة بطردها من السلطة نزولا على رغبة "الأغلبية "من المواطنين. وفي الأردن تتعرض الحركة إلى مضايقات كبيرة من قبل السلطة. وفي دول الخليج أصبحت الحركة في عداد القوى السياسية غير المرغوب فيها من قبل السلطات، بل تعدى ذلك لتتصدر قائمة الإرهابيين. فيما تبقى فروع الحركة في شمال أفريقيا في موقع يحسدهم عليه إخوانهم في مصر والأردن. فما هي أسباب ذلك؟
التأقلم مع الظروف الوطنية
يعتقد الباحث السياسي الأردني والمختص بشؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن تحول جماعة الإخوان إلى حركة سياسية باتت تتأثر كثيرا بالأوضاع المحلية التي نشأت في بلدانها. ويضيف" " لهذا شهدنا مسارات مختلفة لهذه الجماعة. ففي الوقت الذي كانت فيه الجماعة تتعرض إلى الإقصاء والتهميش والعزل والحظر، كما حدث في مصر في فترة حكم عبد الناصر، كانت الجماعة في مناطق أخرى، عل سبيل المثال الأردن، تحظى بدعم الأمير المؤسس للمملكة الأردنية، الأمير عبد الله، والذي افتتح مقرها بنفسه. كما كانت الجماعة تتعاون مع النظام الأردني في مواجهة المد اليساري في البلاد. وهذا الموقف لاحظناه في دول الخليج آنذاك". ويتابع أبو هنية "أن الجماعة أخذت مسارات مختلفة وفق المعطيات السياسية في البلدان التي تتواجد فيها. وما تتبناه الجماعة في قُطر ما، قد لا تتبناه في قُطر آخر".
يتفق الباحث السياسي الألماني لوتس روغلير مع هذا الرأي ويشير بدوره إلى تفاوت ظروف حركات الإخوان المسلمين في الدول العربية ويضيف: "ينبغي ألا ننسى أن حركة الإخوان في مصر مثلا ظلت لعقود عديدة محظورة، وحتى عندما بدأ السادات وبعده مبارك بالتعاون معها أو مغازلتها سياسيا، بقيت الحركة ممنوعة عن العمل السياسي رسميا. فيما كانت حركات مماثلة في المغرب العربي تمارس العمل العلني نوعا ما. وهي حقيقة تشير إلى أنه من الصعب تطوير سياسة عملية في ظل ظروف الملاحقة والمطاردة".
مراجعات فكرية في المغرب العربي وجمود في مصر
ويتابع لوتس قائلا: " رغم أن فرع الحركة في تونس المتمثل بحزب النهضة بزعامة الغنوشي كان محظورا أيضا، إلا أن الأخير تمكن منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي من تطوير برنامج سياسي للإخوان في تونس عبر تفسيرات إيديولوجية ومراجعات فكرية لنهج الحركة أسفرت عنها الاعتراف بالنظام الديمقراطي كأساس للحكم وإقرار التعددية السياسية في البلاد". ويضيف لوتس أن نفس الشيء يقال عن المغرب والجزائر بهذا الشكل أو ذاك. ويشير لوتس إلى أن حركة الإخوان في مصر لم تٌجري مثل هذه المراجعات الفكرية على نهجها السياسي. وبقيت جامدة في نهجها الفكري. وربما كلفها ذلك السلطة بعد انتخاب مرسي. في هذا السياق يشير لوتس إلى أن العداء والتنافر السياسيين بين جماعة الإخوان في مصر والقوى السياسية الأخرى، خصوصا القوى الليبرالية كان متجذرا وعميقا حتى قبل استلام مرسي للسلطة. ويتابع لوتس أن أجهزة الدولة كانت مشبعة بالعداء للإخوان على مر السنين. وهو أمر لم تستطيع الحركة تجاوزه حتى بعد استلامها للسلطة. على عكس ذلك أظهرت فروع الحركة في دول المغرب العربي مرونة كبيرة في التعامل الإيديولوجي، كما لاحظنا ذلك في تونس والمغرب وحتى في الجزائر، كما يقول لوتس. وباتت تلك الحركات تتأقلم مع الظروف المحلية أكثر من نظيراتها في المنطقة.
إذاً الجمود الفكري في مصر والمرونة والمراجعات الفكرية في المغرب العربي حددت مسارات الحركة الواحدة ذات الإيديولوجية المشتركة في اتجاهات مختلفة. في هذا السياق يقول الباحث أبو هنية إن حركة الإخوان في مصر لم تنجز حتى الآن مراجعات فكرية ضرورية، خصوصا فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالدين والمجتمع، وأيضا فيما يتعلق بالإسلام والحداثة وبمواضيع الديمقراطية والتعددية والدولة المدنية، فيما خطت فروع الإخوان في تونس والمغرب والجزائر خطوات حثيثة في هذا المجال، حيث قدمت جماعة الإخوان في المغرب، على سبيل المثال، مقاربة فقهية فكرية اجتهادية في هذه المواضيع. لكن أبو هنية يشير إلى معضلة الإخوان في مصر والتي تمثلت في الازدواجية التنظيمية، فالحركة أسست حزب العدالة والحرية وحافظت على هيكلية الجماعة كتنظيم بقيادتها ومرشدها العام. وبدلا من أن يقوم الحزب بوضع برنامج سياسي لعمله، بات نشاط الحزب خاضعا للجماعة تحت إمرة المرشد، ما خلق ازدواجية تنظيمية، وهو أمر يعرقل أي تطور.
الفرق بين الإخوان والسلفيين
لكن معاداة حركة الإخوان في بعض الدول العربية لا يعني بالضرورة معاداة كل حركات الإسلام السياسي عموما. وإذا كانت حركة الإخوان المسلمين تعرضت لانتكاسة سياسية وتنظيمية كبيرة في العديد من الدول العربية المهمة، كمصر والسعودية والإمارات، فإن حركة السلفيين تجد متسعا من الفضاء السياسي للنشاط على كل الأصعدة ليس في مصر فحسب، بل حتى في كل الدول الخليجية. ويتمتع السلفيون بدعم مالي كبير من بعض دول الخليج ومجتمعاتها تحلم بها الأحزاب الليبرالية المفلسة دوما. فما هو سبب ذلك؟
يقول الباحث أبو هنية: "اعتقد أن النظام السياسي في العالم العربي هو نظام سلطوي وبالتالي كان يناصر جماعات ذات طبيعة سلفية تقليدية، بمعنى أنها تعزز أخلاقيات الطاعة، أي طاعة ولي الأمر، وبذلك فهي لا تمثل السلفية المطلقة". ويتابع أبو هنية أن هناك نمط من السلفية الإصلاحية التي يتم استبعادها أيضا من قبل النظم الحاكمة. ويوضح أبو هنية أن بعض الأحزاب السلفية التي يعتمد عليها النظام العربي تعطي الحاكم نوعا من الشرعية. ويشير ابو هنية إلى أن مهما نشطت الأحزاب السلفية سياسيا، لكنها تبقى في نهاية المطاف في إطار طاعة ولي الأمر.
من جانبه، يؤكد لوتس روغلير هذا التوجه ويقول: " إن العنصر الأساسي في الفكر السلفي يتمثل في عدم مهاجمة الحاكم، أي الطاعة الكاملة لولي الأمر". ويتابع وبذلك لا يشكل السلفيون خطرا حقيقيا على النظام الحاكم. ويوضح لوتس أنه في الوقت الذي كانت فيه حركة الإخوان المسلمين تتعرض للملاحقة والتضييق، كان السلفيون في مصر يعملون بكل حرية. نفس الشيء يقال عن السلفيين في دول الخليج. الحكام هناك لا يرون في السلفيين خطرا عليهم، لذلك يتركون لهم حرية العمل والنشاط بشكل ما.ر من بعض دول الخليج ومجتمعاتها تحلم بها الأحزاب الليبرالية المفلسة دوما. فما هو سبب ذلك؟
يقول الباحث أبو هنية: "اعتقد أن النظام السياسي في العالم العربي هو نظام سلطوي وبالتالي كان يناصر جماعات ذات طبيعة سلفية تقليدية، بمعنى أنها تعزز أخلاقيات الطاعة، أي طاعة ولي الأمر، وبذلك فهي لا تمثل السلفية المطلقة". ويتابع أبو هنية أن هناك نمط من السلفية الإصلاحية التي يتم استبعادها أيضا من قبل النظم الحاكمة. ويوضح أبو هنية أن بعض الأحزاب السلفية التي يعتمد عليها النظام العربي تعطي الحاكم نوعا من الشرعية. ويشير ابو هنية إلى أن مهما نشطت الأحزاب السلفية سياسيا، لكنها تبقى في نهاية المطاف في إطار طاعة ولي الأمر.
من جانبه، يؤكد لوتس روغلير هذا التوجه ويقول: " إن العنصر الأساسي في الفكر السلفي يتمثل في عدم مهاجمة الحاكم، أي الطاعة الكاملة لولي الأمر". ويتابع وبذلك لا يشكل السلفيون خطرا حقيقيا على النظام الحاكم. ويوضح لوتس أنه في الوقت الذي كانت فيه حركة الإخوان المسلمين تتعرض للملاحقة والتضييق، كان السلفيون في مصر يعملون بكل حرية. نفس الشيء يقال عن السلفيين في دول الخليج. الحكام هناك لا يرون في السلفيين خطرا عليهم، لذلك يتركون لهم حرية العمل والنشاط بشكل ما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.