انتقدت صحيفة "الدستور" الأردنية العنصرية وجرائم التطهير العرقي التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية "بأبشع صورها وأرذل معانيها". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، إن ما تقوم به العصابات الصهيونية في القدسالمحتلة هو تطهير عرقي لا يقل بشاعة عن ما قام به النازيون والفاشيون في القرن الماضي، وكان إيذانا بحرب كونية مدمرة، أدت إلى مقتل عشرات الملايين من بني البشر، وتدمير مدن على سكانها، وتشويه أجيال بكاملها". وأكد الصحيفة أن هذا النهج الصهيوني الاستئصالي، هو النبت الشيطاني للفلسفة العنصرية الصهيونية التي يقوم عليها الكيان الصهيوني، واتكأ على مضامينها وأفكارها الحاقدة في تنفيذ كافة سياساته الإجرامية، منذ أن وطئت أقدامه أرض فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، مشيرة إلى حرب الإبادة التي شنها على الشعب الفلسطيني على شكل مذابح ومجازر في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وكانت دير ياسين نموذجها الأوضح، ولا تزال مستمرة بصورة أو بأخرى في قطاع غزة المحتل وفي القدسالمحتلة. وأشارت الصحيفة إلى أن العدو الصهيوني قد شرّع أكثر من 30 قانونا عنصريا لتحجيم أهلنا في "المثلث" و"الجليل" و"النقب"، ودفعهم إلى الهجرة من وطنهم أو مفارقة عروبتهم وقوميتهم، التي عليها نشئوا وتربوا وترعرعوا، وكان التمسك بها سببا رئيسا في تجذرهم بأرضهم، وسببا رئيسيا في صلابة عودهم ونضالهم، حتى أضحوا شوكة في عيون هذا العدو النازي، بعد أن أصبحوا يشكلون أكثر من خمس السكان. واعتبرت الصحيفة أن قيام إسرائيل بارتكاب جرائم التطهير العرقي في القدس والأرض الفلسطينيةالمحتلة هو إدانة للمجتمع الدولي وإدانة للاتحاد الأوروبي وواشنطن والرباعية، وكل حلفاء إسرائيل الذين لم يجرؤوا على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الجرائم البشعة، والتي بلغت أوج بشاعتها بهدم المنازل العربية، وإزالة الآثار الإسلامية والمباني الوقفية، ومصادرة هويات الآلاف من العرب المقدسيين، وتطويق الأحياء العربية "سلوان" و"الشيخ جراح" و"رأس العامود" ببؤر، وتجمعات استيطانية صهيونية تشكل حاجزا لمنعهم من الوصول إلى البلدة القديمة والحرم القدسي، ودفعهم في النهاية إلى الرحيل من المدينة المقدسة. ونبهت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن تلك الإجراءات والممارسات الصهيونية القمعية تهدف إلى استكمال تهويد المدينة المقدسة وتحويلها إلى مدينة توراتية بأغلبية يهودية، بعد طرد سكانها وأهلها العرب على مسمع ومرأى العالم كله، الذي يقف مكتوف اليدين عاجزا عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية. وقالت الصحيفة، إنه لم يعد معقولا ولا مقبولا من الدول الشقيقة أن تلتزم الصمت أو تدعي قلة الحيلة بحجة تردي الأوضاع العربية، في الوقت الذي تثبت الوقائع أنها قادرة لو ملكت إرادتها، ووظفت إمكاناتها وقدرتها الهائلة على لجم العدوان الصهيوني وتحرير الأرض والمقدسات.