تحولت مدينة إهناسا ببنى سويف عاصمة مصر الفرعونية سابقا الى مقلب قمامة واغتالت التعديات شوارعها وأصبح مرتاد المدينة لا يعرف معالمها بعد أن غزت سيارات الميكروباص والنقل جميع شوارعها الرئيسية تاركين المواقف المخصصة لهم لتتحول لمخازن لبيع السيراميك ومواقف لركن السيارات الخاصة بالأهالي وكأن إهدار المال العام أصبح السمة الرئيسية عند المسئولين عن تلك المدينة والمؤسف ان صدور الأهالي تحولت لمخزن لتلقى الأدخنة المنبعثة ليلا ونهارا من مقلب القمامة العالمي عند مدخل المدينة حيث يحرق فيه النافق وقمامه بالأطنان في البداية توقفنا عند مدخل المدينة أمام مصرف جوهر الملغى بعد أن تحول جزء منه بطول كيلو متر الى مجمع عالمي للقمامة ووجدنا النيران مشتعلة في تلك النفايات بشكل مستمر والنافق تملأه يقول محسن إبراهيم مزارع تحجرت صدرونا وتفشت الامراض الصدرية في الأهالي بسبب القمامة التي تحرق دون تحرك من قبل مسئولي الوحدة المحلية بإهناسيا حتى تأثرت الزراعات من حولها بتلك الأدخنة والروائح الكريهة المنبعثة منها كما أحيط مدخل المدينة ذات الطراز الفرعوني بالدخان وكأنها شارة لإعدام كل جميل بالمركز وعقب دخول المدينة بخطوات وجدنا أسطول من السيارات على يسار ويمين المدخل وعندما سألنا محمد منصور عامل قال: ترك سائقو موقف بنى سويف إهناسيا الباكيات الخاصة بهم داخل الموقف المخصص لهم خلف بنك القاهرة واستقروا عند مدخل المدينة دون تحرك أو مسائلة من أحد واصطحبنا الرجل داخل المدينة في العديد من الشوارع الرئيسية وكانت المفاجأة الثانية حيث تحولت تلك الشوارع عند كوبرى مسعود الى مواقف عشوائية لسيارات النقل المخصصة لنقل الأهالي من إهناسيا الى قرى سدمنت الجبل، المماليك ، وكوم الرمل وننا تاركين أيضا المواقف الخاصة بهم لتتحول تلك المواقف بشكل كارثي بعد أن أغدقت الدولة الملايين لإنشائها الى مخزن لبيع السيراميك ومواقف خاصة للسيارات الملاكي يسيطر عليها البلطجية. وكان أحمد صابر موظف شاهدا على انسداد ترعة السلطان المغطاة أسفل كوبرى مسعود حيث تركت مديرية الري هذا الجزء دون تغطية بالقمامة ونفايات البناء مما أثر على وصول مياه الري الى العديد من القرى التابعة لإهناسيا مثل العوانة والمماليك وكوم الرمل فتضطر تلك القرى للري بالارتوازي المخلوط بمياه الصرف الصحي والأدهى أن هذا الجزء المنسد يقبع مجاورا للوحدة المحلية بالمدينة وكانت لجولتنا داخل المدينة الفرعونية العديد من المفاجآت الأخرى حيث رصدنا امتلاء العمارات والشوارع بلافتات الدعاية الانتخابية أكد مصطفى عبد المحسن طالب جامعي أن الدعاية الانتخابية ممنوعه في الوقت الحالي ولا يسمح بها فضلا عن قيام العديد من المرشحين باستغلال اعمدة الإنارة وقيامهم بسرقة التيار منها لإضاءة لافتاتهم ليلا دون تحرك من قسم الإشغالات بالوحدة المحلية لمدينة إهناسيا. أما أعظم المفاجآت وأخطارها ما قام الأهالي بإرشادنا واصطحابنا اليه حيث قامت الوحدة المحلية ببناء سور بين وحدتيها القديمة والجديدة لتسد بذلك شارع 6 أكتوبر وتحويل هذا الجزء لموقف لسيارات المجلس دون أدنى اعتبار لمصالح الأهالي وتحركاتهم داخل مدينتهم. وفى مواجهتنا مع المهندس سيد الروبي رئيس مدينة إهناسيا بما رصدناه داخل المدينة كان أول حديثنا عن الدعاية الانتخابية المخالفة بالمدينة وكان رده في البداية بأنها لافتات تهاني للأهالي من قبل المرشحين والعكس فطلبنا منه النظر خلفه حيث توجد شاشة تم توصيلها بكاميرات مراقبة تكشف المركز بأكمله وكانت تظهر خلفة تلك الدعاية المنتشرة بالمدينة فأضطر الروبي لاستدعاء مسئول الأشغالات وأمره بإزالة تلك اللافتات وعمل المحاضر اللازمة لهم وأضاف الروبي بأنه أخطر مديرية الري لجلب حفار ليزيل القمامة ومواد البناء من أعلى منفذ ترعة السلطان لوصول المياه للمزارعين بالقرى المحرومة وذلك بمساعدة أيضا من مسئول النظافة بالمركز وأشار الروبي الى أنه لم يقم بسد شارع 6 أكتوبر كما يدعى الأهالي إنما هو ممر بين مباني الوحدة المحلية القديمة والجديدة وقام ببناء حائط لمنع الباعة الجائلين من احتلال المكان وللحفاظ في نفس الوقت على سيارات الوحدة المحلية. وفيما يتعلق بانتشار المواقف العشوائية داخل المدينة أكد رئيس الوحدة أنه تحدث لمركز الشرطة والمرور لضبط الأمر والعودة بتلك السيارات الى التمركز داخل المواقف المخصصة لهم وأستطرد رئيس المدينة قائلا إنه قام بردم مصرف جوهر بمخلفات البناء لأنه كان مستنقعا بعد غلقه والجمعيات الأهلية داخل القرى هي من تقوم بإلقاء القمامة هناك كما تم تخصيص تلك المنطقة لإقامة وحدة لمرور إهناسيا عليها