لم تكن صدفة، أن تُسرب شائعة هروب جمال وعلاء مبارك من السجن، بالتزامن مع ما حدث الثلاثاء الماضي في ميدان التحرير.. فالأولى أكدت على أن المسألة كلها كانت مؤامرة على الثورة. لكن الأكثر الدهشة، سكوت السلطات العامة، على جريمة اختلاق الشائعة، سيما وكما أشرت فإنها جاءت بالتزامن مع عمليات التحريض والتهييج عشية أحداث مسرح البالون وما بعدها في ميدان التحرير. المحرر الذي قذف هذه الشائعة في هذه الأجواء الملتهبة، يدعى عبد الفتاح على، وهو يعمل في صحيفة "الفجر" التي يرأس تحريرها عادل حمودة، والأخير معروف عنه علاقاته الوثيقة برجال أعمال أثروا ثراءا فاحشا في عهد مبارك، وهي العلاقات التي جعلته أحد أكثرالصحفيين المصريين ثراء في عهد الرئيس المخلوع. المحرر الذي يعمل مع حمود قال إنه شاهد بنفسه جمال مبارك يركب سيارة اسبيرنزا سوداء فوق كوبري 15 مايو .. وعندما حاول الاقتراب منه منعته سيارة مبكروباص تويوتا كانت تحرسه ، بل وصل الأمر الي أن شخصاً كان يجلس إلي جواره هدده بمسدس وحذره من الاقتراب من السيارة! ولكي تأخذ "الفبركة" بعدها الهوليودي، قالت "الفجر" إن مصادر داخل سجن المزرعة أكدت لقسم التحقيقات في الجريدة أن جمال وعلاء ليسا في السجن وأنه لا يعرف أين هما منذ 3 أيام ، بينما أغلقت مصادر أخري هواتفها بمجرد السؤال عن جمال مبارك. هذا التحريض الخطير صدر من صحيفة الفجر، بالتزامن مع إهداء عادل حمودة برنامجا سياسيا يقدمه في فضائية جديدة، تعتبر دار إيواء لمطاريد التليفزيون المصري من فلول مبارك، وصحفيين عملوا في خدمة التوريث في صحف طائفية تمول من أموال التطبيع مع الكيان الصهيوني.. وبعضهم طرده المحتجون في ميدان التحرير أثناء الثورة، بسبب "خيانته" لدماء الشهداء وانحيازه لديكتاتور مصر المخلوع. اللواء نزيه جاد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون نفى ما نشره محرر عادل حمودة .. ورحب قطاع مصلحة السجون بأى تفتيش مفاجئ من قبل وكلاء النائب العام للتأكد من تواجد جميع رموز النظام السابق داخل زنازينهم وعدم وجود أى معاملة مميزة لهم عن غيرهم من السجناء. كنت أتوقع أن لا يطبطب أحد على هذا "الولد" الذي رمى بهذه الشائعة فيما كان البلطجية والشبيحة يستعدون لاحتلال ميدان التحرير، والتحرش بالجيش وبالسلطات العامة، وتعمد إثارة البلبلة والاضطرابات الأمنية.. كان من الواجب قانونا أن يلقى القبض على مثير هذه الشائعة الخطيرة، واحالته إلى المحاكمة العاجلة، لأن ما ردده كان من الواضح انه في سياق ترتيبات متعمدة لتوتير الأجواء واشعال الحرائق السياسية، وهي "جريمة" تستحق العقاب. [email protected]